Image caption يعد المغطس ثالث أهم موقع في الديانة المسيحية حيث يعتقد أن يوحنا المعمدان عمد السيد المسيح ما زالت الرحلة إلى ثالث أهم موقع في الديانة المسيحية قرب أريحا محفوفة بالمخاطر، وهو ما تشعر به عند اقترابك من بوابة حاجز أمني إسرائيلي في بداية طريق ضيق عبدته السلطات الإسرائيلية قبل سبعة أعوام. ينبهك حراس الحاجز بأن زيارة الموقع متاحة لساعات محددة فقط، فالشارع الذي عُبد عام 2011 ليصل إلى المغطس عند نهر الأردن، حيث يعتقد، حسب الديانة المسيحية، أن المسيح عُمد على يد يوحنا المعمدان )يحيى ابن زكريا (، محاط بكنائس ومبان ملغمة منذ عام 1968. وتبدو آثار الرصاص والقنابل واضحة للعيان على كثير من المبانيمنذ احتلال القوات الإسرائيلية لتلك الأراضي في حرب 1967، إذ سرعان ما زرع الجيش الإسرائيلي حينها آلاف الألغام وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة. ويقول موشيه هيلمان، المشرف الوطني على الموقع أثناء زيارة نُظمت للصحفيين لزيارة الموقع: "غالباً ما تكون الفخاخ المتفجرة قريبة من أبواب الأديرة والكنائس أو نوافذها، إذ يُتوقع أن يعبر الناس من هذه الأماكن"، في إشارة إلى الفلسطينيين الذين حاولوا العودة بعيد حرب 67 عن طريق نهر الأردن، لمنعهم من الاختباء في الكنائس والأديرة واستخدامها لتنفيذ هجمات ضد إسرائيليين. وبعد مرور 50 عاماً مازالت أديرة موقع معمودية قصر اليهود منطقة عسكرية مزروعة بما يقدر بنحو 6500 لغم أرضي ومصائد مزروعة على مساحة تمتد لمئات الكيلومترات في الموقع المقدس وحوله.Image caption الكنائس المحيطة بموقع المغطس قصر اليهود ورغم أن قصر اليهود يقع في الأراضي التابعة للسلطة الفلسطينية إلا أنه يخضع للإدارة الإسرائيلية ويقع ضمن متنزه وطني أنشأته إسرائيل. وسمي بقصر اليهود نسبة إلى دير أرثوذوكسي يوناني ضخم يشبه القصر بني قريبا من الضفة الغربية لنهر الأردن، وتشير الرواية التوراتية إلى أن اليهود عبروا نهر الأردن إلى فلسطين التاريخية بعد الفرار من مصر عبر هذا الموقع. ورغم أن الحكومة الأردنية نجحت بانتزاع اعتراف كنسي يؤكد أن الموقع المحدد للمغطس حيث عمد المسيح يقع عند الضفة الشرقية لنهر الأردن، إلا أن عددا كبيرا من الحجاج يزورون الموقع من الجانب الاسرائيلي خاصة أن أمتارا قليلة تفصل ضفتي النهر. وقد أدى خلاف بعد اتفاقية السلام الأردنية مع اسرائيل عام 1994 إلى مسح ضفتي النهر، ومن ثم تقرر السماح بزيارة الموقع من جانبي النهر وفتح المغطس من الجانب الأردني عام 2002، وفتحت إسرائيل جزءا منه في عام 2011.Image caption تعمل جمعية هالو تراست البريطانية على إزالة الألغام في منطقة المغطس "هالو تراست" تزيل الألغام تعمل جمعية هالو تراست البريطانية على إزالة الألغام في مواقع عدة في العالم، وأعلنت عام 2016 بدء العمل على مشروع إزالة الألغام في منطقة قصر اليهود، إلا أن العمل الفعلي بدأ في ربيع عام 2018 بعد مفاوضات شاقة مع جميع الأطراف ، بدءا بالسلطة الفلسطينية ومكتب الإدارة المدنية الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي إلى جانب الحصول على موافقة سبع طوائف فلسطينية مسيحية حول ملكية كل منها للكنائس والأديرة في المنطقة. وتمكنت الجمعية من جمع التبرعات للبدء بمشروع نزع الألغام الذي تقدر تكلفته بثلاثة ملايين دولار أمريكي. وبدأ فريق مكون من 22 خبيرا في المتفجرات بالعمل على إزالة الألغام، وقالت الجمعية إنها تمكنت حتى الآن من إزالة 1500 لغم من مجمعات أديرة وكنائس في المنطقة. واستخدم الخبراء الخرائط العسكرية الإسرائيلية للتعرف على مواقع الألغام والقنابل والصواريخ الأخرى التي لم تنفجر، إلا أن المنطقة معرضة للفيضانات ما يعني أن هذه الألغام ربما تكون قد تحركت من أماكنها ما يجعل عملية البحث عنها أصعب، ويزيد من خطورتها.Image caption زار المغطس أكثر من 800 ألف سائح عام 2018 أهمية دينية واقتصادية تقام احتفالات عيد الغطاس الجماعية للكنائس الغربية في السادس من يناير/ كانون الثاني، أما الكنائس الأرثذوكسية الشرقية فتقيم احتفالات عيد الغطاس في 19 من الشهر ذاته. ويتوجب على كل مسيحي أن يتعمد كختم لإيمانه. ولم يتمكن الفلسطينيون المسيحيون من زيارة المغطس لأعوام طويلة. والتقت بي بي سي رجلا مسنا يعيش في أريحا، هربت عائلته إليها في حرب 1948 من قرية عين كارم قرب القدس. ويروي بولص ياكيم الذي كان يلهو مع أحفاده أمام الكنيسة الفرنسيسكانية في المدينة، كيف لم يتمكن من تعميد ابنه الأصغر لأنه ولد بعد حرب 1967، أي بعد إعلان منطقة الغطاس منطقة عسكرية مغلقة ويقول: "كل شيء تغير بعد الحرب، لم يعد أي شيء على حاله ، الكنائس مهجورة ونمنع من زيارتها ". وفي الواقع فان قرية عين كارم التي هُجر منها ياكيم، مرتبطة بموقع الغطاس، إذ يعتقد أنها مسقط رأس يوحنا المعمدان، يحي بن زكريا، الذي عمد المسيح في نهر الأردن. وقد تمكن خبراء المتفجرات من إزالة الألغام من الكنيسة الفرانسيسكانية ومن المجمع اليوناني ومن الدير الإثيوبي لكن العمل مازال مستمرا لإزالة الألغام من الدير السرياني والكنيسة الروسية والدير القبطي والدير الروماني، ومن المتوقع أن ينجز العمل بحلول 2022. ويتمتع موقع الغطاس بأهمية اقتصادية كبيرة إذ تزايد عدد الحجاج والسائحين إليه منذ افتتاحه ليتجاوز 800 ألف سائح في عام 2018. --------------------------------------- يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.
مشاركة :