تتطلع مصر إلى احتلال مكانة في مصاف الدول الرائدة بمجال الفضاء والدراسات المتصلة به.ويتجه علماء الفلك المصريين بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بدعم من الجهات الرسمية إلى إنشاء تلسكوب مصري جديد بقطر مرآة أكبر 3 مرات من تلسكوب القطامية الذي يصنف كأكبر تلسكوب أرضي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.ويرصد "صدى البلد"، آخر تطوراته والمنافع التي يمكن أن يعود بها على مصر.«التلسكوب الضوئي العملاق» كما أُطلق عليه، كان من المقرر إنشاؤه على جبل سانت كاترين ولكن الخطوة لم تكن موفقة.وقال الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالقومي للبحوث: "لازلنا في مرحلة اختيار المكان، فبعد إجراء الدراسات والتجارب فوق قمة الجبل وجدنا أنه من الصعب اختيار سانت كاترين بسبب التلوث الضوئي، يظهر ذلك في الإنارات المحيطة والإضاءات المباشرة من مدينتي الغردقة وشرم الشيخ".وأضاف: "نتواصل الآن مع إدارة المساحة العسكرية لتدلنا على قمم الجبال المتاحة لإجراء التجارب والدراسات من فوقها، فمعايير اختيار مكان التلسكوب تتم وفق عدة شروط أهمها أن يزيد ارتفاع الجبل عن 1000 متر، وأن تبعد أقرب بلد عنه مسافة 60 كيلومترا، لكي تنعدم الإضاءة التي من الممكن أن تشوش على العمل به؛ فالأرصاد الفلكية تتم في الظلام التام".وأوضح: "تم تصنيف مرصد القطامية في الستينات «الرابع» على مستوى العالم، ويعتبر حاليًا أكبر تلسكوب أرضي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحجم قطر مرآته 2 متر"، مضيفا: "أما التلسكوب الجديد فيكون أكبر من تلسكوب القطامية 3 مرات بقطر مرآة 6.5 متر"، مؤكدا: "هذا بالطبع سيقودنا إلى مصاف الدول، وسيغير من استراتيجية أبحاثنا من الفلك العادي إلى دراسة أعماق الفضاء".وكشف: أن من أحد أسباب الاستغناء عن مرصد القطامية القديم هو الزحف العمراني وانتشار الإضاءات في أماكن قريبة من المرصد وما يعود به من تشويش على عمل التلسكوبات ورصدها، وخاصة بعد إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة لما بها من إنارات شديدة، ولكن عمل المرصد لن يتوقف فسيتم تطويره على أن يصبح هيئة علمية كبرى في تدريب دارسي الفلك.يستخدم التلسكوب العملاق الأشعة تحت الحمراء والمرئية في رصد الأجرام السماوية والأرصاد الفلكية، ومن المقرر أن يصبح أكبر تلسكوب في المنطقة العربية، الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط، تعمل مصر بالتعاون مع عدد من الدول في بناء جسم التلسكوب وإجراء الأبحاث والتجارب وهم (الصين، اليابان، ايطاليا، ألمانيا، فرنسا والولايات المتحدة).