توغل تشادي لمطاردة «بوكو حرام» في نيجيريا

  • 2/4/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أطلق الجيش التشادي أمس، هجومه البري ضد جماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتشددة في نيجيريا التي دخلها من مدينة غامبورو المحاذية للحدود مع الكاميرون، بعد معارك ضارية مع الإسلاميين الذين يسيطرون على المدينة منذ أشهر. جاء ذلك بعد ساعات على نجاة الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الذي يخوض معركة الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 الشهر الجاري، من هجوم نفذته انتحارية فجرت نفسها في موقف بملعب مدينة غومبي (شمال شرق)، بعد دقائق على مغادرة جوناثان المكان. ودان مجلس الأمن تصاعد هجمات «بوكو حرام» وسط أفريقيا، وحض دول المنطقة على «الإسراع في تشكيل عمليات عسكرية وتنسيق محاربة التنظيم في شكل أكثر فاعلية»، مشيداً بإرسال الجيش التشادي مساعدة عاجلة لقتال الجماعة. كما أكد التزامه محاربة الإرهاب بكل أشكاله، مشدداً على ضرورة جلب المتورطين بالأعمال الإرهابية الى العدالة. وكان الاتحاد الأفريقي دعا خلال قمة في أديس أبابا الأسبوع الماضي إلى تعبئة في القارة ضد الإسلاميين النيجيريين، مطالباً بتشكيل قوة إقليمية من 7500 عسكري، وهو ما أيده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ودخل الجيش التشادي نيجيريا للمرة الأولى بعدما انتشر منذ منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي في الكاميرون. وعبرت قواته المعززة بمدرعات الجسر الذي يربط مدينة فوتوكول الكاميرونية بغامبورو بعد قصف جوي ومدفعي وتبادل كثيف للنار مع الإسلاميين الذين استولوا على المدينة قبل أشهر. واستمر القصف الجوي نحو ساعة، قبل أن تقتحم الآليات المدرعة التشادية حواجز نصبت على الجسر لإعاقة تقدم حوالى ألفي جندي دخلوا المدينة بحلول الظهر ولم يسمع إطلاق نار. لكن ضابطاً تشادياً قال إن «الإسلاميين ينتشرون في أنحاء غامبورو، حيث يختبئون في المنازل وينشرون قناصة في كل مكان». وأفاد مراسلون بأن القوات الكاميرونية، خصوصاً وحدة النخبة التي تتولى حماية فوتوكول منذ أشهر، لزمت مواقعها. وكانت القوة الإقليمية التي يفترض أن تحارب «بوكو حرام»، انسحبت من قاعدتها في باغا جنوب بحيرة تشاد في نيجيريا، بسبب خلافات بين ابوجا والدول المجاورة، ما مهّد الطريق لاقتحام الإسلاميين المنطقة مطلع كانون الثاني، ثم ارتكابهم مجازر وعمليات تدمير شامل. على صعيد آخر، أكدت الشرطة النيجيرية أن الانفجار الذي سمِع بعد دقائق على مغادرة الرئيس جوناثان تجمعاً انتخابياً موقف استاد مدينة غومبي، نتج عن تفجير نفذته انتحارية، ما أسفر عن سقوط قتيل و10 جرحى واحتراق سيارة. وأفادت شرطة ولاية غومبي، بأن الانتحارية لفت المتفجرات حول جذعها، ما يشير إلى أن التفجير من تدبير «بوكو حرام» التي تصعّد هجماتها قبل الانتخابات. وصدّ الجيش النيجيري الأحد الماضي هجوماً شنه المتمردون على مشارف مدينة مايدوغوري (شمال شرق)، واعتبر الثاني خلال أسبوع على المدينة التي يأمل المتشددون بجعلها عاصمة دولة إسلامية يسعون إلى إنشائها في المنطقة. ورأى راين كامينغز، المتخصص في شؤون أفريقيا في مجموعة «ريد 24» للاستشارات الأمنية، أن «بوكو حرام» التي تطوق المدينة بعدما سيطرت على كل البلدات المحيطة بها، باتت «في الموقع التكتيكي الأفضل لإطلاق هجوم واسع».

مشاركة :