ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن مجلس الشيوخ الأميركي كان على حق حين رفض هذا الشهر سياسة الرئيس دونالد ترمب تجاه السعودية. داعية المجلس إلى الإصرار كذلك على إعادة تشكيل العلاقات مع السعودية، وإظهار أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى علاقة مع «الطاغية المتهور» الذي يحكمها. وذكرت الصحيفة في مستهل افتتاحيتها، أن رفض أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين سياسة ترمب تجاه السعودية، جاء مدفوعاً بالاشمئزاز من القتل الوحشي لجمال خاشقجي، وإحجام الرئيس الأميركي عن الاعتراف بأن ولي عهد السعودية يتحمل مسؤولية الجريمة.أضافت الصحيفة أن قتل خاشقجي أبرز الخطورة المتزايدة للأنظمة التي تلاحق منتقديها خارج حدودها. مشيرة إلى أن تصويت المجلس كان بمنزلة رفض للنزعة القومية الفظّة التي تبنّاها ترمب، والتي بموجبها تتسامح الولايات المتحدة مع جرائم مثل قتل خاشقجي طالما أن الأنظمة المتورطة تشتري أسلحة أميركية أو تقدّم خدمات تجارية أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي قال مراراً إن أي رد على مقتل خاشقجي لا ينبغي أن يعرّض للخطر 450 مليار دولار من إجمالي المشتريات والاستثمارات التي يزعم أن النظام السعودي يعرضها، بما في ذلك 110 مليارات دولار من مبيعات الأسلحة. لكن الصحيفة ذكرت أن هناك وثائق تؤكد أن أرقام المبيعات التي ذكرها ترمب مُبالغ فيها للغاية. ورأت أن انشغال ترمب بصفقات الأسلحة، يشير إلى أنه يركز على مشاريعه الخاصة. لافتة إلى أن السعوديين صاروا منذ انتخابه رعاة رئيسيين لفنادق يمتلكها. وتابعت الصحيفة: «لقد تسبب ولي العهد في زعزعة استقرار المنطقة بمغامراته الطائشة». واعتبرت أن محاولة الحكومة السعودية رفع أسعار النفط هذا الشهر، دليل على أنها تحرص على مصالحها الخاصة في إنتاج النفط وتسويقه، وليس مصالح أي رئيس أميركي، لكن السعودية فشلت حتى الآن في تحريك سعر النفط، كما لا يمكنها أن تهدد الإمدادات الأميركية. وقالت الصحيفة إن وقوع جريمة قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، يكشف عن تهديد أحدث وأكثر خطورة، وهو أن الأنظمة الاستبدادية تنقل قمعها إلى الخارج. وقالت الصحيفة: «إن رد الغرب تجاه هذه الممارسات العدوانية ما زال ضعيفاً حتى الآن». محذرة من أنه إذا استمر إفلات المتورطين من العقاب، فلن يكون هناك أي معارض في المنفى آمناً، ولن تكون هناك أي عاصمة غربية محصّنة من فرق القتل الأجنبية. وأضافت: «هذا هو أحد الأسباب في أن معاقبة ابن سلمان أكثر أهمية من صفقات الأسلحة؛ فلن تزدهر الولايات المتحدة وديمقراطيات أخرى في عالم بلا قوانين يحاول ابن سلمان خلقه. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: «إن مجلس الشيوخ كان على حق برفضه (عقيدة ترمب السامة) التي تحمل بين طياتها بذور فشلها، ويجب على المجلس الآن الإصرار على إعادة تشكيل العلاقات مع السعودية، وإظهار أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى علاقة مع الطاغية المتهور الذي يحكم المملكة».;
مشاركة :