هل يكون ديسمبر هو الأسوأ للأسهم الأميركية منذ الكساد العظيم؟

  • 12/25/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

على وقع المفاوضات المتعثرة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، من أجل الوصول إلى فاتورة إنفاق حكومي جديدة، تشمل المبلغ الذي يطلبه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتمويل بناء جدار على الحدود الأميركية المكسيكية، أكملت أسواق الأسهم الأميركية يوم الجمعة مسلسل انخفاض الأسعار، في الطريق إلى ما يتوقع المحللون أن يكون أسوأ شهر ديسمبر منذ أزمة الكساد العظيم أوائل ثلاثينيات القرن الماضي. وبرغم توجه مؤشرات الأسهم الرئيسية للارتفاع في بداية تعاملات آخر أيام الأسبوع قبل عطلة عيد الميلاد، فإنها ما لبثت أن عاودت الهبوط، بعد تأكيد ترامب رفضه لأي فاتورة إنفاق لا تتضمن التمويل المطلوب لبناء الجدار. وأضاف موقف ترامب المتشدد إلى المخاوف التي سيطرت على أسواق المال الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة، على خلفية استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، وعلى رأسهم الصين، الأمر الذي تسبب في ظهور علامات تؤكد اقتراب الاقتصاد الأميركي من ركود، وفقاً للعديد من المحللين في أكبر البنوك وشركات الاستثمار، لاسيما صندوق النقد الدولي. وبعد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة الأميركية للمرة الرابعة خلال العام الحالي 2018، وأزمة فاتورة الإنفاق الحكومي التي تسببت في اقتراب الحكومة من الإغلاق الجزئي، وصل انخفاض مؤشر اس آند بي 500 خلال ديسمبر الجاري حتى الآن، وقبل الأسبوع الأخير من العام، والذي يتميز عادة بهدوء التعاملات، إلى ما يقرب من 10%، وهي أعلى نسبة انخفاض منذ ديسمبر 1931، وقت أزمة الكساد العالمي الكبير. ومع نهاية الأسبوع، الذي يعد الأسوأ للمؤشر منذ عام 2011، وصل الانخفاض في قيمته خلال العام الحالي إلى حوالي 8%، ليكون العام الحالي هو أيضاً الأسوأ، حتى الآن، منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. وبعد انتهاء تأثير الحزم المالية التحفيزية التي أقرها ترامب وفريقه الاقتصادي، ممثلةً في زيادة إنفاق حكومي وإعفاءات ضريبية هي الأضخم منذ عقود، ازدادت التوقعات بقرب انتهاء أطول انتعاش اقتصادي في تاريخ الولايات المتحدة. وفي تحول عن آرائه السابقة، المؤكدة على أن الاتجاه الصعودي للأسهم الأميركية لم ينتهِ بعد، يقول مارك هايفيلي، مسؤول الاستثمار العالمي ببنك يو بي اس العملاق :«يتعين على المستثمرين الاستعداد للمزيد من تلك الانخفاضات خلال العام القادم 2019، حيث بدأت الأسواق في ترقب نهاية الدورة الاقتصادية». ومن ناحية أخرى، ضاعف من إحساس المستثمرين السلبي بالأسواق تزامن الأداء السيئ لمؤشر اس آند بي 500 مع وصول الانخفاض في مؤشر ناسداك، الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا، إلى نسبة 22% من أعلى مستوى وصل إليه في أغسطس من العام الحالي، وهو ما يعني دخوله نطاق «السوق الهابط»، الذي يعتمده المحللون بعد انخفاض أي مؤشر أو سهم بنسبة تتجاوز عشرين بالمئة. وقادت أسهم فيسبوك وآبل وجوجل مؤشر ناسداك للانخفاض خلال الربع الأخير من العام الحالي، بعد أن شعر المستثمرون بالقلق، على خلفية انخفاض توقعات النمو فيها، وسوء الإدارة الذي استدعى فرض بعض القيود والتنظيمات الجديدة عليها، خاصة فيما يتعلق بأمن وخصوصية بيانات المستخدمين فيها.

مشاركة :