أطلقت الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع قمراً صناعياً للتجربة TES نحو مدار أرضي منخفض كجزء من مشروع هونغيون Hongyun Project، وهي الخطوة الأولى في خطتها لتوفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية العالمية للأشخاص الذين ليس لديهم وصول إلى الإنترنت، حيث هناك ما يقرب من 3.8 مليار شخص غير متصلين بالإنترنت، ويتأثر بذلك النساء والفقراء الريفيين بشكل خاص، وانطلق القمر الصناعى، الذى يطلق عليه Hongyun-1، من موقع إطلاق جيوتشوان Jiuquan لإطلاق الأقمار الصناعية فى الصين. ويعد Hongyun-1 أو “سحابة قوس القزح”، هو القمر الصناعي الأول من بين 156 قمرًا صناعيًا يحملون نفس الاسم تم تطويرهم بواسطة شركة الصين للفضاء والصناعات الفضائية CASIC ليشكلوا معًا شبكة وصول إلى الإنترنت ذات نطاق ترددي عريض على مدار العالم، ويشتمل المشروع على تكامل الاتصالات والملاحة المعززة ذات المدارات المنخفضة والتحقق من الاستشعار عن بعد، والتي تعتمد جميعها على قدرات النفاذ إلى الإنترنت الفضائي. وحمل صاروخ لونج مارش Long March 11، المصنع من قبل شركة أخرى مملوكة للدولة، وهي شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية، القمر الصناعي Hongyun-1، وتعتزم CASIC إطلاق جميع الأقمار الصناعية هونغيون Hongyun بحلول عام 2022 لتشكيل كوكبة من شأنها تحسين الوصول إلى الإنترنت في المناطق النائية من الصين، مع هدف مستقبلي يتمثل في توفير الوصول إلى الإنترنت في البلدان النامية، وهي الخطة التي أعلنت عنها الصين لأول مرة في عام 2016. وتتواجد معظم الأقمار الصناعية على بعد 1000 كيلومتر فوق الأرض، وعادًة ما توضع الأقمار الصناعية على مستويات أقل بكثير من هذا الارتفاع، وقال هو شيو فنغ Hou Xiufeng، المتحدث باسم شركة CASIC: “إن هذا المشروع هو لنقل الإنترنت الحالية من الأرض إلى السماء، إنه أول قمر صناعي حقيقي منخفض المدار للاتصالات في الصين، وسيعزز الإطلاق المساحة التجارية بشكل كبير”.موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن: الصين تدرس قانونًا لحظر نقل التكنولوجيا القسري ديسمبر 24, 2018 الولايات المتحدة تتهم الصين بحملة قرصنة مستمرة ديسمبر 21, 2018 وتعمل الصين على نحو متزايد على تكوين خطتها للبنية التحتية العالمية عبر إشراك البنية التحتية الرقمية، مما يثير بعض المخاوف بشأن فكرة أن تكون الدولة المعروفة بشبكة الإنترنت الخاضعة لمراقبة مشددة هي مفتاح الاتصال والبيانات في الدول الأخرى، وتقدمت الصين هذا العام بنظام بيدو Beidou، وهو البديل الصيني لنظام تحديد المواقع العالمي في الولايات المتحدة أو GPS. وتعتزم الصين إطلاق أربع أقمار صناعية أخرى بحلول عام 2020 لتشكيل كوكبة ساتلية، وبحلول منتصف الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021-2025)، سوف تكون جميع الأقمار الصناعية البالغ عددها 156 قادرة على تلبية متطلبات التشغيل الشاملة المنصوص عليها، ووفقًا لمطوري البرامج، سوف يتم تصميمها خصيصًا لأنواع مختلفة من أجهزة استقبال الإشارات، مثل أجهزة الاستقبال الثابتة والمحمولة والمركبة على المركبات، وذلك من أجل تلبية الطلبات من المستخدمين المختلفين. وتأتي الخطوة التي اتخذتها الصين في الوقت الذي تبحث فيه عدة شركات في مسألة نشر شبكة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، والتي لديها القدرة على منح الناس إمكانية الوصول إلى الإنترنت بغض النظر عن مكان وجودهم على الأرض، وذلك من أجل سد حدود البنية الأساسية للكابل، وكان هناك محاولات مستمرة في هذا المجال لكن الخدمة لم تكن جيدة، حيث كانت سرعات التحميل بطيئة بسبب المسافة الفضائية وحدود البيانات بالنظر إلى العدد المحدود من الأقمار الصناعية التي توفر الخدمة. ويعد مشروع ستارلنك Starlink project من شركة الفضاء سبيس إكس SpaceX بمثابة إعادة التوصيف الأكثر طموحاً للوصول إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، لكنه يقع ضمن نطاق مداري مختلف تماماً عن النطاق المداري لمشروع هونغيون الصيني، وتخطط سبيس إكس لتشغيل حوالي 12 ألف قمر صناعي على ارتفاعات مدارية تتراوح بين 335 و 346 كيلومتر. وحصلت الشركة على موافقة على 7000 عملية إطلاق في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من لجنة الاتصالات الفيدرالية التي تنظم خدمات الاتصالات في الولايات المتحدة الأمريكية، وأعطيت الشركة في شهر مارس/آذار الضوء الأخضر لوضع 4425 قمرًا صناعيًا في المدار، وأطلقت SpaceX قمرين صناعيين للاختبار هذا العام، على أن تطلق الدفعة الأولى من الكوكبة بحلول نهاية عام 2019 بهدف بدء الخدمة، والتي يتوقع أن تكون مربحة للغاية في عام 2020.
مشاركة :