بدلاً من التصريحات المتعاقبة عن منع الدروس الخصوصية، أود أن يمر علينا الدكتور الفاضل حامد العازمي، ويشرب معانا قهوة في أي مقهى من مقاهي الكويت، ليرى بأم عينه الطاولات المنتشرة وعليها كتب دراسية وشباب وفتيات يتلقون العلم، وسط الإزعاج، على أيدي مدرسين خصوصيين. ولقد رأيت بأم عيني كيف أصبحت مهنة التدريس الشريفة والمقدسة سوقاً للخضار لا أكثر ولا أقل... ففي نهاية الدرس يفتح الطالب "بوكه"، وتفتح الطالبة جنطتها الماركة، ويعطون عشرين أو أربعين ديناراً "أَشْكَرَهْ... أَشْكَرَهْ"، ويدعسها المدرس أو المدرسة بالجيب... أو نقترح تصفح أي جريدة إعلانية، وستجد صفحات إعلانية عن مدرسين خصوصيين، وأُقدم لكم المثال التالي: "أستاذ، دكتوراه في الفيزياء وخبرة بمناهج العاشر والحادي عشر والثاني عشر، خبرة خاصة في مقررات التطبيقي والجامعات، الفيزياء (Physics) والديناميكا والكهرباء والحرارة (IGCSE)... تلفون: (....)". يعني "بتاع كلو"، وهذا مثل واحد فقط. وفوق إعلانات المدرسين، تجد إعلانات جلب الخدم من الهند وسيلان والفلبين إلخ إلخ إلخ. ظاهرة التدريس والدروس الخصوصية في القهاوي تدعو إلى القلق. فهل كل هؤلاء الطلبة يحتاجون فعلاً إلى الدروس الخصوصية، بحيث لا تخلو قهوة منهم؟ وهل العيب في الطلبة أم في المدرسين أم في المواد نفسها؟! هذه مسألة تربوية وتعليمية تتطلب الدراسة فعلاً من أهل الاختصاص... مع اعتذاري لبائعي الخضار وللمدرسين الشرفاء.
مشاركة :