شاركت الهيئة العامة للمواكب الحسينية بالمنامة احتفالات أعياد الميلاد بمناسبة ذكرى ولادة السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وذلك في إطار تعزيز أواصر اللحمة والتعايش والتقارب بين مختلف الأديان السمواية، والتأكيد على نبذ الخلافات والتطرف ونشر الألفة والمحبة بين كل المذاهب والطوائف في مملكة البحرين والعالم بأسره، إلى جانب تأصيل حقيقة رسالة الإسلام المحمدي في قبول الآخر واحترام معتقده وديانته. وأكدت الهيئة أن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وضع لبنة جديدة في هذا الاتجاه، ورافد آخر في صرح الوطن والتاريخ بإطلاق المشروع الأصلاحي الرائد، وهو إنشاء مركز الملك حمد للتسامح والتعايش السلمي، الذي يرصُ به قواعد كافة الحقوق الانسانية والمدنية والسياسية والحريات العامة، لتكون مملكة البحرين بين مصاف دول العالم بكل ما دونته لتاريخها وحضارتها وقيمها، وجعلها تمضي أكثر نحو آفاق المجد والتقدم والانفتاح على العالم، والتعبير عن تجارب المملكة في التسامح والتعايش السلمي. مبينةً أن المجتمع البحرين اتسم عبر عقود طويلة من الزمن أنه منارة للحرية والازدهار ويملك نجاحات بلغ صداها كل دول العالم، وجعلها قبلة احترام وتقدير، وهيئة المواكب تتبنى هذه المبادئ والمعتقدات الحقّة. وحضرت الهيئة العامة للمواكب الحسينية في احتفالات كنسية القلب المقدس، وكذلك كنيسة سانت كريستوفر، إذ شاركت عبر عضوها السيد نادر البردستاني بكلمة هنأ من خلالها كل المسيح في العالم بمناسبة ذكرى ولادة عيسى ابن مريم عليه السلام، مؤكداً على ضرورة أن تستغل مثل هذه الأعياد والفعاليات في توطين مفاهيم وسلوك التعايش والتقارب في ظل ما يشهده العالم من نزاعات وتطرف خلف دماراً مروعا. ونقل البردستاني في كلمته التهاني والتبريكات بأن يجعل الله ولادة السيد المسيح حبل وصل لكل الإنسانية لنشر السلام، والصلاح، والتعايش والمحبة في ظل الحرية، ونشر لب الخلق الذي نادى به عيسى ابن مريم، بل كل الأديان السمواية. مستدركاً "ولادة السيد المسيح من أم عذراء معجزة، وتكلمه في المهد معجزة، وجلبه للسلام والمحبة الروحانية للبشرة معجزة أيضاً، ولذلك ندعو من هذه المناسبة أن يمن الله علينا جميعاً بالأمن والأمان".