يعكف باحثون بجامعة حمد بن خليفة، حالياً، على تطوير نموذج محاكاة لخزانات النفط، من أجل تحسين عمليات التنقيب عن النفط واستخراجه، وتصميم تلك الخزانات بشكل يتوافق مع الخصائص الجيولوجية والفيزيائية المحددة لحقول النفط والغاز في قطر.يقود الدكتور أحمد سامي أبو شيخة -الأستاذ المساعد بقسم الاستدامة في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة- المبادرة من خلال منحة بحثية قدَّمها برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي، التابع للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، في يونيو الماضي. ويهدف البرنامج إلى بناء القدرات البشرية في قطر، عبر تمويل الأبحاث القادرة على تحقيق تأثير إيجابي في دولة قطر، والمنطقة، والعالم على نطاق أوسع. وبعد حصوله على منحة من الدورة العاشرة للبرنامج التمويلي الرائد -التابع للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي- يعكف الدكتور أبو شيخة وأفراد فريقه من جامعتي دلفت وستانفورد، على إجراء بحث لتطوير نموذج محاكاة متقدم لخزانات النفط؛ يحاكي تدفق السوائل بشكل دقيق على المستوى تحت السطحي. وقال الدكتور أبو شيخة: «تُخَزّن أغلبية الهيدروكربونات على عمق سحيق تحت سطح الأرض، ونحن لا نمتلك بالفعل معلومات دقيقة عما يحدث بالضبط هناك». وأضاف: «من بين الطرق التي تساعدنا على توقع كيفية استخراج النفط، أو وضع استراتيجية مثالية للإنتاج، تطوير نموذج باستخدام القياسات الفيزيائية الدقيقة، وخصائص المواد التي تحاكي التدفق الدقيق للهيدروكربونات تحت السطح غير المتجانس للغاية». وتابع الدكتور أبو شيخة: «يتمثل هدفنا في تطوير نموذج محاكاة قطري لخزانات النفط، من أجل وضع نموذج لتلك النظريات الفيزيائية، والعمل في صناعة النفط والغاز بدولة قطر، ومن بين مستخدمينا النهائيين شركة نورث أويل، التي تدير حقل الشاهين للنفط، حيث يجري إنتاج 400 ألف برميل يومياً تقريباً، وهو ما يمثل نسبة تتراوح ما بين 60-80 % من إنتاج البلاد للنفط». وقد بدأ الدكتور أبو شيخة وفريقه في العمل على نموذج محاكاة خزانات النفط باستخدام برنامج ومخططات فيزيائية ورقمية متقدمة لتوقع التدفق بشكل أكثر دقة، مقارنة بقدرات صناعة النفط حالياً. ورغم أن جميع شركات النفط تستخدم نماذج محاكاة خزانات النفط، إلا أن النموذج الذي يطوره الدكتور أبو شيخة حالياً يتمتع بعدد كبير من المزايا التي تميزه عن النماذج الحالية. وسوف يتمكن هذا النموذج من إضافة مقاييس فيزيائية وخصائص مختلفة لسيناريوهات الأعمال، من أجل تعزيز استراتيجيات التطوير، والاحتفاظ بمستوى معين لعمليات استخراج النفط. وقال أبو شيخة: «سوف يكون البرنامج مزوداً بمخططات متقدمة لاستخراج النفط؛ مقرونة بنموذج جيولوجي كيميائي، وآخر جيولوجي ميكانيكي، تم تصميمهما بشكل يتوافق مع طبيعة الكربونات في خزانات الهيدروكربونات بدولة قطر». وأضاف: «تفتقر نماذج المحاكاة الحالية لتلك القدرات التي تمكننا من توقع ما سوف يحدث خلال عملية الاستخلاص المعززة على سبيل المثال، وكيفية تفاعل السائل المحقون وتأثيره على التكوينات الصخرية الكربونية وخصائصها، لافتاً إلى أنه سوف يتمكن نموذج المحاكاة المذكور من وضع نموذج لتلك الأنشطة، والعديد من الأنشطة الأخرى، من خلال سيناريوهات مختلفة، للتعرف على خصائص الخزانات، مثل الخزانات المتصدعة، والنطاقات المعقدة للغاية». وأردف أبو شيخة: «من بين المميزات الأكثر أهمية لنموذج المحاكاة الذي طورناه، قدرته على العمل على الحاسبات الآلية العملاقة الموجودة في المدينة التعليمية، منوهاً بأنه سوف يتمكن النموذج من أداء مليارات العمليات الحسابية بسرعات عالية، لوضع نموذج لإمكانية استخراج النفط في تلك المؤسسات بشكل دقيق، وتحديد الجدوى المالية لمشاريع التنقيب عن النفط». وأوضح أبو شيخة «أن نماذج محاكاة خزانات النفط هي درة التاج لجميع شركات النفط دون استثناء، فهي تُعد أعين تلك الشركات على خزانات النفط الموجودة تحت سطح الأرض، وتُستخدم هذه النماذج لتبرير الاستراتيجيات التنموية للمساهمين، والتقدم بطلب للحصول على دعم مصرفي، وتقدير الإنتاج».;
مشاركة :