تركيا تكمل التحضيرات لعملية شرق الفرات وتجاذب حول منبج

  • 12/26/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

غداة توقيع قرار سحب القوات الأميركية من سورية، واصلت تركيا وحلفاؤها في «الجيش الوطني» إرسال تعزيزات إلى جنوب تركيا والمناطق المحاذية لسيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) ذات الغالبية الكردية. وبعد اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب أنه مستعد لتلبية دعوة نظيره التركي رجب طيب أردوغان زيارة أنقرة، قال أردوغان إن ينوي عقد قمة في الأيام المقبلة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث الأوضاع في سورية بعد سحب واشنطن قواتها. وإذ شككت موسكو في نوايا واشنطن في الانسحاب الذي «لا يتوافق مع منطق التفكير الأميركي»، أكد ديبلوماسي روسي بارز أن روسيا لا تشكك في صدقية تصريحات أنقرة الداعمة لوحدة الأراضي السورية، وتتفهم مخاوفها المنطلقة من مسألة أمنها القومي. وفي حين أكدت أنقرة قدرتها على التصدي لتنظيم « داعش» وحدها، وانها أكملت التخطيط لعملية في شرق الفرات، حذرت باريس من أنه «لا جدوى» من دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية. وتركزت تعزيزات تركيا وحلفائها في محيط مدينة منبج ما يرجح اطلاق عملية قريبة فيها وسط انباء متضاربة عن اتفاق بين الكرد والنظام برعاية روسية لنشر الجيش السوري على المنطقة الفاصلة مع قوات «درع الفرات» لمنع عملية وشيكة. ورفضت مصادر كردية تأكيد أو نفي خبر التفاوض مع النظام قال مواقع مؤيدة للنظام إن الايام الماضية شهدت «مفاوضات إيجابية»، وذكر موقع «هنا منبج» إن «الفرقة الاولى ستستلم خط الدفاع الاول عن منبج في ناحية العريمة لعدة أيام لإتمام انسحاب قيادات الارهاب وتسليم قائمة بأسماء من يريد تسوية وضعه من العناصر المغرر بهم» بعد أن تم الاتفاق على عودة ناحية العريمة إلى سورية «كبادرة حسن نية من قسد». ومعلوم أن تركيا والولايات المتحدة توصلتا إلى خريطة طريق في منبج، مطلع حزيران (يونيو) الماضي، تنص على إرساء الأمن والاستقرار، لكن لم ينفذ أي بند من الخريطة باستثناء تسيير دوريات أميركية وتركية في الحد الفاصل بين مناطق «درع الفرات» ومنبج. وفي خصوص عملية شرق الفرات المرتقبة قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إنه «تم التخطيط لكل شيء، وتسير الأمور وفقاً للزمن المحدد». وأكد أكار أن العمل مستمر مع الجانب الأاميركي لتنفيذ خريطة طريق منبج، وان لقاء أميركيا تركيا سوف يعقد في الأيام المقبلة لبحث تنفيذ الخطة، مشيراً إلى أن «العمل مستمر في شكل مكثف، ولا تواجهنا أي مشكلات، سيتم تحديد جدول زمني، ومن ثم إعلانه»، وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا تملك القوة التي تمكنها من القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية بمفردها. وحذر أوغلو فرنسا من أنه إذا كان بقاؤها في سورية يهدف إلى حماية وحدات حماية الشعب الكردي فإنه لن يفيدها ولن يفيد التنظيم، وزاد: «ماكرون أكد أن قواته ستبقى في سورية وإذا كان بقاؤها سيخدم مستقبل سورية فلا مشكلة، ولكن إذا كان هدفها حماية وحدات حماية الشعب فلا جدوى منه». ومع ترحيبة بقرار واشنطن الانسحاب، أشار أغلو إلى أن «وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والعسكريين يتبادلون الآراء حول كيفية التنسيق بخصوص انسحاب القوات الأميركية من سورية، وعدم حدوث فراغ أمني هناك. وكشف الوزير التركي أنه ينوي زيارة موسكو في فضون ايام، مشيداً بتطور العلاقات بين البلدين. وبعد ساعات من إعلان البيت الأبيض أن الرئيس ترامب مستعد لعقد لقاء مع أردوغان، من دون تحديد موعد وتفاصيل اللقاء، قال الرئيس التركي إنه سيلتقي بوتين على الأرجح لبحث الانسحاب الأميركي من سورية. لكن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قال إن اللقاء مع أردوغان غير مقرر على جدول أعمال بوتين حتى الآن. إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الاتصالات العسكرية مع الولايات المتحدة في سورية لم تتوقف وسوف تستمر لأنها «مهمة للغاية ومفيدة»، لكن ريابكوف شكك في تنفيذ واشنطن قرار الانسحاب، مرجحاً أن أنها «ستماطل في تنفيذ القرار على أقل تقدير». ورأى ريابكوف أن «الانسحاب لا يتوافق مع منطق التفكير الأميركي بخاصة أن الاعلان عنه جاء بعد التقدم الحاصل في سورية بسبب انتصارات الجيش السوري مدعوماً من روسيا، والجهود المشتركة لضامني آستانة والتقدم في مسار سوتشي». في حديث لصحيفة «إزفيستيا» أشار مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف، إلى تركيا تمتلك حدوداً مشتركة طويلة مع سورية، ولها مبررات معينة في أن تستجيب لتهديدات أمنها، بخاصة إذا كانت تلك التهديدات إرهابية. ورجح غاتيلوف أن يكون «نشاط تركيا في الشمال السوري ظاهرة موقتة ترتبط بالمخاوف المتعلقة بالأمن القومي والخطر الإرهابي». وأكد أن «لا شيء يدفعنا إلى التشكيك في صدقية الموقف التركي»، لافتاً إلى أن أنقرة تعلن تأييدها الكامل لوحدة أراضي سورية وسيادتها.

مشاركة :