اتهم الحزب الديموقراطي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدفع الولايات المتحدة إلى «فوضى»، فيما لا يلوح أي مخرج لإغلاق إدارات فيديرالية. ومنذ منتصف ليل الجمعة – السبت، يتبادل الجمهوريون والديموقراطيون اتهامات في شأن مأزق إقرار مشروع الموازنة الذي أدى إلى إغلاق جزئي للإدارات، اذ يعترض الديموقراطيون على طلب ترامب تخصيص 5.7 بليون دولار لتمويل تشييد جدار على الحدود مع المكسيك. ووَرَدَ في بيان مشترك اصدرته نانسي بيلوسي، زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب، ونظيرها في مجلس الشيوخ تشاك شومر: «إنها ليلة عيد الميلاد والرئيس ترامب يُغرق البلاد في فوضى. البورصة تتراجع فيما يخوض الرئيس حرباً شخصية ضد الاحتياطي الفيديرالي بعد إقالته وزير الدفاع» جيمس ماتيس. وتابع: «طالما أن الرئيس يعمل بتوجيه (من المحافظين المتشددين)، صعب أن نرى كيف يمكنه أن يقدّم حلاً يمرّ في مجلسَي الشيوخ والنواب في آنٍ». وكان ترامب قال الاثنين: «لا جديد في شأن الإغلاق. نحتاج إلى مزيد من الأمن على الحدود». وكتب على «تويتر»: «نقوم أساساً بالبناء وبتجديد كيلومترات من الجدار انتهى بعضها. على الديموقراطيين إنهاء الإغلاق وإكمال التمويل». وبسبب أزمة الموازنة، قرّر ترامب البقاء في واشنطن بدل أن يمضي عطلتَي عيد الميلاد ورأس السنة في منزله في فلوريدا. لكنه سخر من وسائل إعلام تحدثت عن عزلته، وكتب على «تويتر»: «انا وحيد (مسكين أنا) في البيت الأبيض، في انتظار أن يعود الديموقراطيون ويبرموا اتفاقاً حول أمن الحدود نحتاج إليه بشدة». ومن نافذة مكتبه في البيت الأبيض، يمكن أن يلاحظ ترامب آثار «الإغلاق» الذي يؤثر في وزارات وحوالى 800 ألف موظف. ويشمل هذا الإغلاق الأمن الداخلي الذي يدير الحدود، والشرطة الفيديرالية والنقل والخزانة والداخلية. وينطبق ذلك على المساحة الخضراء التي تمتد في وسط واشنطن، وتكدّست فيها أكوام القمامة الاثنين. وأُغلق الموقع الذي تقام فيه شجرة الميلاد الوطنية أمام البيت الأبيض في نهاية الأسبوع «بسبب توقف الموازنات الفيديرالية». لكن وسائل إعلام أميركية أوردت أن الشجرة ستُضاء مجدداً بفضل أموال خاصة. كما أن تمثال الحرية سيبقى مفتوحاً بفضل أموال ولاية نيويورك. وساعد ترامب وزوجته ميلانيا وحوالى 1500 متطوّع، موظفين في القيادة العسكرية المكلفة الامن الجوي في الولايات المتحدة وكندا (نوراد)، في الردّ على اتصالات هاتفية ورسائل الكترونية لأطفال في العالم حول تنقلات سانتا كلوز. وسأل الرئيس صبياً يُدعى كولمان عن عمره ونتائجه المدرسية، قبل أن يسأله «أما زلت تؤمن بسانتا»؟ وليلة عيد الميلاد من كل عام، تعلن «نوراد» أنها تقتفي أثر سانتا كلوز، في تقليد يعود الى العام 1955 عندما طبع متجر خطأ رقم هاتف الخط الساخن لتلك القيادة في خضمّ الحرب الباردة. وبعد يوم على إعلانه اختيار خلف لماتيس، قبل شهرين من الموعد المقرر، جدد ترامب انتقاده الوزير الذي استقال الأسبوع الماضي، بسبب خلاف مع الرئيس في شأن سياساته. وحضّه في رسالة الاستقالة على «احترام الدول الحليفة» للولايات للمتحدة. وكتب ترامب على «تويتر»: «ندعم جيوش كثير من الدول الغنية في العالم، وفي الوقت ذاته تحظى تلك الدول باستفادة كاملة من الولايات المتحدة ودافعي الضرائب الأميركيين، في ما يتعلّق بالتجارة. الجنرال ماتيس لم يكن يعتبر ذلك مشكلة. أنا أراها (مشكلة) ويتم الآن تسويتها!». واضاف: «(أقول) للعدد الضئيل من أعضاء مجلس الشيوخ الذي يعتقد بأنني لا أحبذ أو لا أقدر التحالف مع دول أخرى: (أنتم) مخطئون. أنا مع ذلك. لكن ما لا أحبذه هو استغلال كثير من تلك الدول (مميزات) صداقتها مع الولايات المتحدة. باتت أميركا تُحترم مجدداً!».
مشاركة :