هل المال يصنع السعادة؟ سؤال يفرض نفسه عند كل مناسبة يتم خلالها التشكيك في علاقة السعادة أو حتى التفاؤل بالغنى. وهذه المرة يتعلق الأمر بالألمان، فرغم اقتصادهم القوي إلى أن نظرتهم إلى المستقبل شديدة التشاؤم. رغم أن الاقتصاد الألماني من أفضل اقتصادات العالم، إلا أن 17 بالمائة فقط يتطلعون للعام الجديد "بتفاؤل كبير" وينتظرون "أوقاتا أفضل". ويأتي ذلك ضمن نتائج استطلاع للرأي نُشرت نتائجه اليوم الأربعاء (26 ديسمبر/كانون الأول). وتصدر جيل الشباب الفئة الأكثر تفاؤلا، حيث بلغت نسبة المتفائلين بالعام الجديد بين من هم دون 20 عاما 26 بالمائة، مقابل 10 بالمائة فقط بين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما. وبهذا الصدد قال الباحث الألماني في شؤون المستقبل، هورست أوباشوفسكي، الذي شارك في إعداد الاستطلاع بالتعاون مع معهد "إبسوس" لقياس مؤشرات الرأي: "من الجيد للألمان أن يكون لديهم نظرة شبابية متفائلة نحو المستقبل القريب". للمفارقة أن نسبة المتفائلين بين الألمان كانت أعلى بكثير عام 2014، حيث بلغت في استطلاع مماثل أجري في ذلك التوقيت 45 بالمائة. وفي عام 2015 تسبب الجدال حول أزمة اللاجئين في هبوط المزاج العام، حيث أظهر 50 بالمائة من الألمان في ذلك الحين خشيتهم من أن يتسبب تزايد معاداة الأجانب في تعريض السلم الاجتماعي للخطر، وذلك بزيادة قدرها 4 نقاط مئوية مقارنة بعام 2014 "الوردي". أما اليوم في عام 2018، فقد أعرب 26 بالمائة من المراهقين عن اعتقادهم بأنه بالإمكان تحقيق تعايش مشترك جيد بين الألمان واللاجئين، مقابل نسبة 11 بالمائة فقط بين كبار السن. تجدر الإشارة إلى أن استطلاعات أخرى للرأي أظهرت تفاؤلا أكبر بين الألمان، مثل استطلاع شبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية، الذي أعرب فيه 60 بالمائة من الألمان عن تفاؤلهم بالعام الجديد، واستطلاع القناة الثانية في التلفزيون الألماني (زد دي إف)، الذي ذكر فيه 29 بالمائة من الألمان أنهم يتوقعون تحسن الأوضاع في عام 2019، بينما توقع 4 بالمائة فقط أن تسوء الأوضاع في العام الجديد. وشمل استطلاع "إبسوس"، الذي أجري خلال الفترة من 12 حتى 18 كانون أول/ديسمبر الجاري، ألف ألماني فوق 14 عاما. و.ب/ف.ي (د ب أ)
مشاركة :