كما هو متوقع، واصلت ميليشيا الحوثي خروقاتها لاتفاق السويد، وهو ما يُهدد جهود رئيس فريق الأمم المتحدة الجنرال الهولندي باتريك كامرت، المكلّف بالإشراف على تنفيذ اتفاق الحُديدة.وبدأ الجنرال الهولندي، مهمته في الحديدة بزيارة ميناء المدينة، ومتابعة الأوضاع داخل المدينة، ومراقبة اتفاق اطلاق النار، والذي يُشكل بداية لمسار السلام في اليمن.ونصَّ اتفاق السويد على وقف "إطلاق النار والتصعيد العسكري"، ثم انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى خلال 14 يومًا، يتبعها انسحابهم من مدينة الحديدة إلى الأطراف الشمالية خلال 21 يومًا.وقبيل وصول "كامرت"، إلى الحديدة، كان فريق أممي مكون من 8 أشخاص قد وصل إلى الحديدة مساء السبت 22 ديسمبر الحالي؛ للإشراف على وقف إطلاق النار في المدينة، الذي تقرر في مفاوضات السويد، وسط استمرار خروقات ميليشيا الحوثي في المدينة الساحلية.ولكن شهدت مديرية "التحيتا" في محافظة الحديدة، اختراقات من قِبَل ميليشيا الحوثي، هدد عمل الجنرال الهولندي، وأيضًا تعيد العمليات العسكرية إلى المدينة؛ حيث شنت الميليشيا قصفًا ليليًّا مباشرًا باتجاه منازل المواطنين، في مديرية حيس، فضلًا عن قصفها منازل المواطنين في "حي منظر" الواقع جنوب مطار الحديدة.كما شنَّ إرهابيو جماعة الحوثي، سلسلة هجمات على القوات المشتركة في محيط سوق الخضار والفواكه "سوق الحلقة"، شرق مدينة الحديدة؛ حيث قامت بإطلاق قذائف مدفعية من حي زايد والشهداء على مواقع القوات المشتركة، أعقب ذلك محاولة تقدم لمسلحيها في اتجاه سوق الحلقة وسيتي ماكس شرق الحديدة.كما اندلعت اشتباكات عنيفة في مديرية التحيتا جنوب الحديدة بين قوات المقاومة اليمنية المشتركة ومسلحي الحوثي، الذين هاجموا المديرية الساحلية.كما تحشد الميليشيا مسلحيها بأعداد كبيرة في مناطق وقرى السويق والفلاح والريمية، وتُحاول إعادة ترتيب صفوفها لشن هجوم آخر.وشنت ميليشيا الحوثي الإرهابية، حملة اعتقالات واسعة طالت ضباطًا من خريجي الكلية البحرية.كما تعمل ميليشيا الحوثي جاهدة في الحديدة لانتخاب "محمد قحيم" محافظها الحالي للحديدة المعين من قِبَل الحوثيين، أمينًا عامًّا للمجلس المحلي، كي يتسلم السلطة بعد تنفيذ اتفاقية السويد والقرار 2451، لكنها لاقت رفضًا من قِبل أعضاء المجلس المحلي.من جانبه، كشف عضو وفد الحكومية اليمنية المفاوض إلى السويد هادي الهيج، عن ثغرة في اتفاق السويد، قائلًا في تصريحات صحفية "إن اتفاقية الحديدة التي تمت في إستوكهولم لم تشتمل على بند عقوبات في حال إخلال أحد الطرفين"، مبينًا أن الأمم المتحدة اكتفت بالتزامها شفهيًَّا بأن تكون ضد من يخالف الاتفاقية.من جانبه، قال السياسي اليمني والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام كامل الخوداني، إن الأيام الماضية شهدت العديد من الخروقات، ووفقًا للجنة الرصد فإن الخروقات الحوثية وصلت إلى 63 خرقًا لاتفاق الهدنة، وهو ما يشير إلى أن الميليشيا حاولت خلال الساعات الماضية تحقيق أي تقدم ميداني في الحديدة قبيل وصول قائمة البعثة الأممية لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة.وأضاف "الخوداني" في تصريح لـ"المرجع" أن الجميع ينتظر ما تصير إليه الأمور في الحديدة، وتسليم الميليشيا المدينة والميناء لقوات الأممية والحكومة اليمنية وفقًا لاتفاق السويد.وتابع أن أي خلل في اتفاق السويد يعني الذهاب إلى خيار الحسم العسكري، في ظل الخروقات الحوثية، ولكن الأمور تتوقف على قدرة الجنرال الهولندي في مراقبة وتنفيذ اتفاق السويد.
مشاركة :