احتفاءً بمسيرته الزاخرة في المسارح العربية، أقيمت صباح أمس في المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي 19 وقفةً مع كتاب «فؤاد الشطي... صانع العرض المسرحي» للإعلامي العراقي ظافر جلود، بمشاركة عدد من المسرحيين الخليجيين والعرب. بعد الترحيب بضيوفه، أوضح رئيس المركزالإعلامي الزميل مفرح الشمري أنه تم تخصيص هذه الجلسة الاستثنائية، للفنان والمخرج القدير الراحل فؤاد الشطي، الذي أعطى الشيء الكثير للحركة المسرحية الكويتية. بدوره، تحدث مؤلف الكتاب الإعلامي العراقي ظافر جلود، قائلاً: «فؤاد يمثل بالنسبة إليّ الكثير من الأشياء، ولا أنسى مواقفه الإنسانية مع عائلتي، حين كنتُ معتقلاً في سجون الطاغية في بغداد العام 1989، حيث كان الداعم الأول لأطفالي». ولفت إلى أن الكتاب الذي ألفه بعنوان «فؤاد الشطي... صانع العرض المسرحي» لا يخرج عن دائرة التوثيق لمسيرة الشطي، كما أنه يحمل في ثناياه رسالة فحواها، «أن الشطي سيبقى حاضراً بيننا، لأن بصماته في كل المهرجانات الخليجية والعربية»، معبّراً عن حزنه العميق لفقدان «النصير الدائم للمسرح». ونوّه إلى أن حاكم مدينة الشارقة بدولة الإمارات الشيخ سلطان القاسمي قد عبّر له عن حبه للناس الأوفياء، لاسيما الفنان فؤاد الشطي «الذي أوصل مهرجان الشارقة المسرحي إلى المنصة العالمية، كما وعدني القاسمي أن الكتاب سيتم توزيعه في المهرجان القادم لمسرح الشارقة». وهنا، تناول المستشار في وزارة الثقافة بدولة قطر موسى الزنل طرف الحديث، قائلاً: «فؤاد كان صاحب مواقف ومبادئ ورؤى تحققت في العديد من الأعمال المسرحية، وإن كان العديد من طموحاته لم يسعفه الزمن لتحقيقها، لكنه يظل صاحب أفضال كثيرة على المسارح في الكويت والخليج والمنطقة العربية بأسرها».واستذكر الزنل مآثر ومناقب رفيق دربه الشطي، موضحاً أن أول لقاء بينهما كان في المغرب، وذلك لتأسيس مسرح ترعاه المنظمة العربية للثقافة هناك، إلا أن المشروع ذهب أدراج الرياح، بعد أن عجزت تلك المنظمة عن توفير الإمكانات اللازمة.أما الفنان طالب البلوشي، فقال: «أول لقاء بيننا في مهرجان أبوظبي المسرحي قبل سنوات طوال، والغريب بالأمر أن أبو أسامة هو من كان يُحرك المهرجان بالكامل، رغم أنه مهرجان إماراتي!» وألمح الدكتور محمود سعيد إلى أن الشطي كان أستاذاً بكل ما للكلمة من معان، «ونتاج هذا الرجل امتد لتلاميذه، كما ومن خلال متابعتي لمشواره في بعض اللقاءات والحوارات التي جرت معه، شعرتُ أنني أمام رجل واعٍ جداً، ولا يتحدث إلا بلغة المسرح». في السياق ذاته، اعتبر المخرج عبدالله عبدالرسول أن الشطي من أهم المؤسسين لمهرجان الكويت المسرحي في العام 1989، فضلاً عن سعيه بدأب لتطوير المهرجان، «لكنه كان حزيناً للغاية بعدما شاهد الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية وهو يتلاشى، بالإضافة إلى حزنه على هدر حقوق المسرحيين». ولفت إلى أن «أبو أسامة» هو أول مخرج مسرحي كويتي يحصل على جائزة الإبداع في بغداد العام 1986، كما أنه أول مسرحي كويتي يتم تكريمه في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، متطرقاً إلى عملين من روائع الشطي لم يأخذا حقهما، وهما، «طار الفيل» و«خروف نيام نيام».الدكتور سيد علي إسماعيل، قال: «إن بيت الفنان القدير الراحل فؤاد الشطي أول بيت دخلته في الكويت، وهو دار كرم وضيافة وقبلة لكل الفنانين العرب»، مؤكداً أن الشطي أول من ابتكر المهرجانات المسرحية في دول الخليج. بدوره، لم يُخف الزميل عماد جمعة مواكبته لمشوار «أبو أسامة» بعدما رافقه في كثير من محطاته ورحلاته، واصفاً إياه بـ«فاكهة المهرجانات»، منوهاً إلى أنه بصدد طباعة كتاب جديد يستعرض من خلاله مشوار الفنان الكبير الراحل، وسيكون بعنوان «الشطي... فارس المسرح العربي». في خطٍ موازٍ، قال الفنان جمال اللهو: «الشطي كان له فضل كبير على معظم المهرجانات، بينها مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، عطفاً على استضافته لكل الفنانين العرب في منزله». وتمنى من الدولة إطلاق اسم فؤاد الشطي على أحد المسارح الكبرى في الكويت، لما قدمه من أعمال أثرت الحركة الفنية في البلاد. الفنان عبدالله العتيبي، قال: «هو الأب الحنون بالنسبة إليّ، والصديق الوفي للجميع، فلا يقبل إطلاقاً أن يتحدث أحدهم أمامه بالسوء عن أي شخص، حتى وإن كان الحديث ضد عدو له».أما الناقدة البحرينية زهراء المنصور، فقالت: «يبقى أرشيفه الثري حاضراً، وتظلُّ أعماله الفنية خالدة». بينما تطرق محمد حجازي - رفيق درب الشطي - إلى أن الفنان الراحل كان يخفي آلامه ومعاناته بداخله، ويطلُّ علينا دائماً بوجهه البشوش». بدوره، عبّر ابن الفنان الراحل، ورئيس مجلس الإدارة لفرقة المسرح العربي أحمد الشطي عن شكره وامتنانه لكل من حضر في هذه الوقفة الإنسانية، كما خصّ بالشكر الإعلامي العراقي ظافر جلود لما تناوله في كتاب «فؤاد الشطي... صانع العرض المسرحي»، مؤكداً أن والده عمل بدأب لجودة المسرح ولم يسعَ لمجد شخصي على الإطلاق. ملمحاً إلى أنه أنجز الكثير من الأشياء «التي يحاول البعض القفز عليها».
مشاركة :