سولاري يتطلع إلى حصد الألقاب مع ريال مدريد

  • 12/27/2018
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

مدريد – بعدما توج بطلا لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الثالثة تواليا، تلقى فريق ريال مدريد الإسباني صدمتين قويتين في صيف 2018، تمثلت الأولى في رحيل مدربه الفرنسي زين الدين زيدان عن منصبه، والثانية في انتقال نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي، لكن النادي الملكي يسعى للحفاظ على هيبته في عالم كرة القدم بقيادة المدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري. وفي 26 مايو وعلى الملعب الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف، خرج ريال مدريد منتصرا على ليفربول الإنكليزي (3-1)، معززا رقمه القياسي في عدد الألقاب القارية (13 لقبا)، ومتوجا للمرة الثالثة تواليا مع زيدان. مفاجأة زيدان لم يهنأ مشجعو النادي الملكي طويلا بهذا المجد، إذ بعد أيام، فاجأ زيدان الجميع بإعلان رحيله بعد سنتين ونصف السنة في منصبه، في فترة أصاب خلالها نجاحات كبيرة من خلال الفوز بتسعة ألقاب من أصل 13 ممكنة. وكان وقع الخبر كالصاعقة في العاصمة الإسبانية، لا سيما على رئيس النادي فلورنتينو بيريز الذي بدا متجهم الوجه أثناء جلوسه إلى جانب زيدان خلال المؤتمر الصحافي الذي أٌعلن فيه قرار الرحيل. وأدرك زيدان (46 عاما) أن موسمه الأخير لم يكن مثاليا، ابتعد في الدوري المحلي وخسر لقبه لصالح غريمه الأزلي برشلونة، وخرج من كأس الملك أمام ليغانيس المتواضع مقارنة بعملاق سانتياغو برنابيو، حيث رأى النجم السابق لكرة القدم الفرنسية حاجة الفريق إلى مقاربة جديدة بعد أعوام متخمة بالألقاب. دخل بيريز في مهمة شبه مستحيلة لإيجاد البديل، لأن كل المرشحين المنطقيين لخلافة قامة بحجم زيدان في ناد من طينة ريال، كانوا مرتبطين مع أندية أخرى، كالألماني يورغن كلوب مع ليفربول الإنكليزي والأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مع توتنهام وآخرين. ورسا الخيار أخيرا على جولن لوبيتيغي مدرب منتخب إسبانيا، وأتى إعلان التعاقد معه للموسم المقبل، في خضم استعدادات “لا روخا” لخوض منافسات كأس العالم في روسيا. إلاّ أن لوبيتيغي دفع ثمن الإعلان المبكر من قبل ريال، وهي خطوة أثارت حفيظة الاتحاد الإسباني بقوة، ودفعته إلى إقالته قبل يومين من خوض المنتخب مباراته الأولى في المونديال، في مواجهة “إيبيرية” ضد البرتغال. عاصفة رونالدو تولى لوبيتيغي مقاليد الإدارة الفنية على وقع إيحاءات من رونالدو، أفضل هداف في تاريخ النادي، بأن مسيرته التي بدأت معه عام 2009، بلغت فصلها الأخير. وعلى وقع الاحتفالات باللقب الأوروبي في ملعب كييف، أطلق أفضل لاعب في العالم خمس مرات التلميح الأول، في اليوم التالي بدا وكأنه يتراجع، ليتأكد الأمر بعد أسابيع؛ انضمام رونالدو إلى يوفنتوس مقابل نحو 100 مليون يورو. وبدا أن رحيل رونالدو كان سلسا، صفحة وطويت، إلاّ أن اللاعب خرج عن صمته في أكتوبر، وأدلى بتصريحات لمجلة “فرانس فوتبول” وجه فيها انتقادات لبيريز، وقال “كنت أشعر في داخل النادي، لا سيما من جانب الرئيس، بأنني لا أحظى بالتقدير نفسه كما في البداية”، وأضاف “كانت نظرة الرئيس إليّ تظهر أنني لم أعد لاعبا لا غنى عنه”. وخلافا لعادته في سوق الانتقالات، لم يحرك بيريز ساكنا، لم يكن العائق ماليا بطبيعة الحال، بل لأن النجوم الذين تردد أن النادي يريد التعاقد معهم، كانوا غير متوافرين، كالبرازيلي نيمار والفرنسي كيليان مبابي والبلجيكي إدين هازارد، إلاّ أن الاسم الأبرز الذي انضم إلى الكتيبة المدريدية، كان مواطن الأخير حارس المرمى تيبو كورتوا الآتي من تشلسي الإنكليزي. ولم تكن محدودية التعاقدات المفاجأة الوحيدة من قبل ريال، حيث بدأ الفريق الموسم بشكل ضعيف لا سيما بعدما ورث لوبيتيغي فريقا متعبا جراء مشاركة نجومه في مونديال روسيا وبلوغ معظمهم مراحل متقدمة مع منتخبات بلادهم. وأتى الإنذار الأول بخسارته كأس السوبر الأوروبية أمام جاره أتلتيكو مدريد (2-4) بعد التمديد، أما ضمانة الأهداف التي كان يؤمنها وجود رونالدو فتراجعت بشكل كبير ولم يتمكن الفرنسي كريم بنزيمة أو الويلزي غاريث بايل من سد تلك الثغرة. وفشل النادي الملكي في التسجيل على مدى 8 ساعات بين سبتمبر إلى أكتوبر قبل أن يتلقى صفعة قوية بخسارته الثقيلةأمام برشلونة (1-5)، ما أدى إلى إقالة لوبيتيغي وتعيين سولاري بديلا مؤقتا. كان أمام سولاري أسبوعان لكي يقنع مجلس الإدارة بجعله مدربا رسميا، ونجح في ذلك بفضل فوز الفريق في المباريات الأربع الأولى بإشرافه مسجلا 15 هدفا ومتلقيا هدفين فقط، ليحقق أفضل انطلاقة لمدرب في تاريخ ريال. ونجح سولاري بعدها في بلوغ ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا، وأحرز أول ألقابه بفوزه على العين الإماراتي (4-1) في نهائي كأس العالم للأندية.

مشاركة :