رأى مركز «أوراسيا ريفيو» الأميركي للدراسات والبحوث، أن عدم حضور أمير قطر القمة الخليجية الأخيرة في الرياض، يبعث إشارة حمراء أنها «لم تعد رهينة في رقعة شطرنج الخليج»، معتبراً أن الأحداث التي يمر بها مجلس التعاون منذ الأزمة الخليجية، جعلته كـ «نسر يحتضر في الصحراء». وقال المركز في تحليل له كتبه شاهزاده رحيم، إنه «منذ تأسيسه عام 1981، كان مجلس التعاون الخليجي بمثابة مظلة لدول منطقة الخليج، لتعزيز التعاون الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والأمني».أضاف: «علاوة على ذلك، لا يمكن إنكار حقيقة أن الممالك البترولية الصغيرة في شبه الجزيرة العربية كانت دائماً عرضة لتهديد شديد من جانب الدول الناشطة والجهات الفاعلة غير الدولية». وتابع: «غالباً ما يُقال إنه بدون وجود مجلس التعاون الخليجي، لم تكن الملكيات البترولية الصغيرة لتحظى بأي وضع مميز في الشرق الأوسط». وأشار إلى أنه في كل عام، تتجمع دول الخليج في قمة مجلس التعاون الخليجي لمناقشة الشؤون الجيوسياسية والأمنية في المنطقة، وهذا العام، تم عقد القمة في العاصمة السعودية الرياض، في 10 أكتوبر. اعتبر المركز الأميركي، أن القمة كانت «مثيرة للاشمئزاز» والجدل معاً، بسبب دعوة السعودية أمير قطر لحضور القمة، رغم أن الدوحة ما زالت تحت المقاطعة والحصار البحري والبري والجوي من قبل السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر، منذ يونيو 2017. وقال المركز، إن إرسال وفد قطري برئاسة سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، لحضور القمة، لم يكن أمراً مفاجئاً كونها «استجابة قطرية باهتة» للدعوة السعودية، لكن بالنسبة لولي العهد محمد بن سلمان «قد تكون إشارة حمراء بأن قطر لم تعُد رهينة في رقعة شطرنج الخليج». ورأى «أوراسيا ريفيو»، أن غياب أمير قطر عن قمة الرياض يبعث رسالة واضحة من الدوحة، بأنها لن تتنازل عن سيادتها، وجاء ذلك بالتزامن مع ما أعلنته قطر في تحدٍ أنها ستترك منظمة «أوبك» بحلول يناير 2019، وكانت قطر أول دولة تنضم إلى «أوبك» بعد تأسيسها في الستينيات، وهي الآن أول بلد يغادرها. وينقل المركز الأميركي عن وزير الطاقة سعد الكعبي قوله، إن بلاده ستنسحب من «كارتل» النفط بحلول يناير 2019 للتركيز على إنتاج الغاز، علاوة على ذلك، تعد قطر المصدر الرئيسي للغاز الطبيعي المسال، حيث تملك ثاني أكبر احتياطي للغاز بعد روسيا. وقال «أوراسيا ريفيو»، إنه على الرغم من أن المغادرة المفاجئة لقطر من منظمة «أوبك» لن تؤثر في إنتاج المنظمة، لأن قطر تولد أقل من 2 % من إنتاج الكتلة، لكنها ستؤثر في جيوسياسية الشرق الأوسط لأعوام مقبلة. وأضاف: «ومن خلال إقامة تحالف جديد مع تركيا وإيران، التي لطالما كانت معارضة للمعسكر الذي تقوده السعودية، تصبح قطر شيئاً فشيئاً أكبر تهديد للمملكة النفطية الأكبر». واختتم المركز تحليله بقوله: «مع هذه التطورات السياسية السريعة في المنطقة، أسفرت القمة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي عن فشل كامل، ولم يكن هناك نقاش جاد حول حل النزاعات الكبرى في منطقة الخليج، التي تظهر بوضوح الوضع الحالي للمجلس، الذي يبدو كنسر تقدمت به السن في الصحراء».;
مشاركة :