لو قدر لكريم العرب حاتم الطائي أن يخرج من قبر ألحد فيه قبل ما يربو على 1400 عام، لوجد ضالته في إكرام المشاركين وعشاق «رالي حائل الدولي» الذي تشهده بلدته المغواة هذه الأيام، هذا الرالي الذي احتل علامة بارزة في رياضة السيارات السعودية منذ 2006 وحتى اليوم. المغواة «القرية الرالية» كما يحلو لجماهير المحركات تسميتها، هي سحر دافئ في شتاءاتها الضبابية وعشق غائم في أوديتها، وبين الجبال في أعلى أجا تجمع مشاعر الفرح، وبين ثنايا تاريخها تجتمع تناقضات الحياة، إنها جبال أجا التي حضنت المفكرين والشعراء والأدباء ليصدروا إبداعاتهم. وتعد المغواة المركز الرئيس لـ«رالي حائل الدولي» في حفلة الافتتاح أو الختام، فهي تجمع جماليات المكان من جبال أجا الشاهقة، نحو سهول المغواة التي تحيط به الجبال من جميع الجهات، عدا مدخل صغير من الشمال، وتعتبر ضمن معالم منطقة مشار السياحية، إحدى أكبر المنتزهات الطبيعية في المملكة والشمال النجدي السعودي. وشهد المنتزه اقامة حفل إمارة وأهالي حائل في زيارة الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز عند قدومه إلى المنطقة عام 2006، وحفلة استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في 2018. في المغواة حالياً لا شيء يعلو على الفرح فوق جيال أجا، إذ تجتمع كل ألوان الطيف لتزرع في النفس الدهشة، فتأخذ الزائر في رحلة خيال، مستعيدة ذكريات الماضي، فتجد أن للصورة نكهة، وللفعل الإنساني ما هو أجمل تزاحم غير عادي وحماس شبابي من أبناء الوطن في تشغيل وتنظيم الرالي الدولي، متوزعين على عدد من اللجان التنظيمية والفنية، بصورة تعكس الخبرات العالية للسعوديين أمام دول العالم وأبطالهم من كل القارات. ويعمل المركز الإعلامي لـ«رالي حائل الدولي» على بث المواد والتقارير الصحافية لكل العالم، وإلى جواره ينشط الاتحاد السعودي لرياضة السيارات والدرجات النارية، الذي يتخذ من موقعه مقراً لعمليات الرالي الفنية ومراقبة السباق من خلال الاقمار الاصطناعية لمتابعة السباق والمراحل. وتبلغ مساحة الموقع حوالى خمسة ملايين متر مربع، ويعد أضخم منطقة ترفيهية داخل مدينة حائل، ويتكون من منصة رئيسة عبارة عن خيمة كبيرة تحيط بها مدرجات للجمهور، وساحة عروض وخلفية عبارة عن تشكيلات تراثية أهمها سوق قديمة وبيت شعر وموقع قهوة الشبة الحائلية، ومئذنة قديمة من خلفها مزرعة نخيل ومظلات عائلية مع مرافقها. وتحيط في المركز مسطحات خضراء ومجموعات كبيرة من ألعاب الأطفال وتجهيزات أخرى مهمة لأغراض الرحلات والنزهة، إضافة إلى صالات متعددة للمناسبات واستقبال كبار الضيوف والزوار،، ويتمتع بالإنارة والإضاءات الجمالية للأشكال المقامة وإنارة كامل الموقع، وأقيمت حول المشروع أسوار جمالية تراثية تحاكي الماضي العريق للمملكة.
مشاركة :