سوريا - وكالات: عززت فصائل سورية موالية لأنقرة مواقعها العسكرية عند خطوط التماس مع قوات سوريا الديموقراطية في محيط مدينة منبج، في وقت تهدد تركيا بشن هجوم ضد مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، وفق ما أفادت أنباء ومصادر عدة. وتأتي تلك التعزيزات بعد أسبوع على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيسحب نحو ألفي جندي أمريكي منتشرين في سوريا لمؤازرة قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، في معاركها ضد تنظيم داعش . وصعدت تركيا خلال الفترة الماضية تهديداتها بشن عملية عسكرية جديدة ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، بدءاً من مدينة منبج (شمال) وصولاً إلى مناطق أخرى واسعة شمال شرق البلاد. وقالت إن الهدوء يسيطر على المنطقة برغم التعزيزات العسكرية، لافتة إلى أن معبر مرور المدنيين بين مناطق الفصائل وقوات سوريا الديموقراطية قرب منبج لا يزال مفتوحاً. وكانت تركيا قد أرسلت خلال اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الحدودية مع سوريا، وأخرى دخلت إلى الأراضي السورية بالقرب من خطوط التماس مع قوات سوريا الديموقراطية في محيط مدينة منبج. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره أن كلاً من الفصائل الموالية لأنقرة ومجلس منبح العسكري يعززون مواقعهم، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن “العمليات العسكرية لم تبدأ، وليس هناك حتى مناوشات” . وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال الجمعة إنه قرر على ضوء القرار الأمريكي تأجيل العملية العسكرية ضد المقاتلين الأكراد، مؤكداً في الوقت ذاته أن “هذا التأجيل لن يكون لأجل غير مسمى” . وكانت الوحدات الكردية، التي تصنفها أنقرة “إرهابية” ، انسحبت من منبج في يوليو الماضي بموجب اتفاق أمريكي تركي، لتبقى المدينة تحت سيطرة فصائل أخرى منضوية في قوات سوريا الديموقراطية. وتنتشر في منطقة منبج أيضاً قوات التحالف الدولي، التي تقوم بدوريات في المنطقة. ويرجح محللون أن تبدأ العملية التركية من محاور عدة أبرزها مدينة منبج. وقال المتحدث باسم “الجيش الوطني”، وهو تحالف للفصائل الموالية لأنقرة، يوسف حمود لفرانس برس أمس “اتخذنا كافة الترتيبات والتعزيزات اللازمة، وأصبحت قواتنا في جاهزية كاملة من أجل تنفيذ المعركة” في منبج وشرق الفرات. وأوضع “ننتظر التفاهمات الأمريكية- التركية حول آلية الانسحاب” ، مشدداً “نحن مصرون على أن نكون البديل عن القوات الأمريكية في المنطقة .. المعركة محسومة”. ومن جهته، قال المتحدث باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش “منذ عدة أيام هناك ازدياد في الحشود العسكرية على الحدود. نحن نراقب الأمر، وفي حالة استنفار”. وأشار إلى أن “دوريات التحالف لا تزال في مكانها ولم يتغير شيء بهذا الصدد”، مؤكداً “نحن جاهزون لصد أي هجوم” تشنه تركيا والفصائل الموالية لها.
مشاركة :