أعلنت ميليشيات الحوثي وفي أول تصريح لها عقب زيارة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت رئيس بعثة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار لميناء الحديدة، عدم تسليمها ميناء الحديدة، في انقلاب صريح وواضح على اتفاق السويد بشأن الحديدة والقرار الأممي 2451. وقال وكيل محافظة الحديدة المعين من قبل الحوثيين عبدالجبار الجرموزي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام الميليشيا الرسمية "إن تسليم ميناء الحديدة ليس مطروحاً أبداً". وبموجب اتفاق ستوكهولم بين الحكومة اليمنية والحوثيين التزم الحوثيون بالانسحاب من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى قبل نهاية العام الجاري والانسحاب الكامل من مدينة الحديدة بموعد لا يتجاوز 7 من يناير المقبل. كما صدر قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي رقم 2451 يصادق على هذا الاتفاق. وقال الجرموزي إن الفريق الأممي اطلع على ميناء الحديدة ووعدوا بإصلاح الكرينات، كما نقل عنهم تأكيدهم أن "مهمة لجنة الأمم المتحدة محصورة بوقف النار.. ولا علاقة لها بالملف الاقتصادي". إلى ذلك ظهر المسؤول الأمني الأول للحوثيين بمدينة الحديدة، أبو علي الكحلاني مرتدياً زي الشرطة حاملاً رتبة عقيد، إلى جوار الجنرال الهولندي باتريك كاميرت رئيس لجنة المراقبة الأممية أثناء زيارته مدينة الحديدة. والكحلاني هو المرافق الشخصي لعبدالملك الحوثي وقد أرسله إلى الحديدة بعد أن قتل العشرات من قياداتهم، فيما هو أحد المطلوبين على قائمة الـ40 للتحالف العربي. وأثارت صورة الحارس الشخصي لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي والمطلوب رقم 39 للتحالف العربي أبو علي محمد الكحلاني بجوار رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في محافظة الحديدة غرب اليمن الجنرال الهولندي باتريك كاميرت انتقادات كبيرة ومطالبات بموقف جاد من قبل الحكومة الشرعية، على اعتبار آن الكحلاني مجرم ارتكب الكثير من جرائم القتل والتنكيل بحق أبناء الحديدة. ويحاول الانقلابيون من خلال ظهور الكحلاني كمدير أمن للحديدة التهرب من استحقاقات اتفاق السويد ايضاً، إذ إنهم يريدون فرض المسؤولين المعينين من قبلهم كسلطة محلية، خلافاً للاتفاق. يأتي ذلك فيما عقد كاميرت أول لقاء مباشر بين ممثلي الحوثي والحكومة الشرعية في لجنة الرقابة على وقف إطلاق النار. وقالت مصادر في الحديدة إنه تم نقل فريق اللجنة الحكومية على متن مدرعات تابعة للأمم المتحدة إلى مدينة الحديدة للقاء رئيس فريق إعادة الانتشار الجنرال باتريك كاميرت، حيث عقد الاجتماع في مقر الأمم المتحدة وسط المدينة. وكان الانقلابيون الحوثيون قاموا بنزع الألغام لغرض تأمين مرور المدرعات الأممية ونقل الفريق الحكومي إلى المدينة. من ناحية أخرى قتل عشرة عناصر من القوات الموالية للحكومة اليمنية وأصيب 143 بجروح في محافظة الحديدة منذ بدء اتفاق الهدنة قبل أسبوع، حسبما أفاد الثلاثاء مصدر في التحالف الداعم للحكومة الشرعية. وهذه المرة الاولى التي يُعلن فيها عن مقتل عناصر في القوات الحكومية منذ بدء سريان اتفاق الهدنة في 18 ديسمبر. وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس مفضّلاً عدم الكشف عن هويته ان الانقلابيين الحوثيين "خرقوا" اتفاق وقف إطلاق النار "183 مرة في محافظة الحديدة. لقد أدت (الخروقات) إلى مقتل 10 جنود يمنيين وإصابة 143 بجروح". وتابع "حقيقة الأمر، للأسف، أن الحوثيين يسعون خلف رد فعل من قبل التحالف، ولا أحد يحاسبهم على ذلك"، مشيرا إلى انه "رغم هذه الخروقات، فإن التحالف لم يرد (...) ولم ينفذ أي غارة جوية أو يطلق قذيفة من مدفعية منذ بدء وقف إطلاق النار". إلى ذلك قصفت مدفعية الجيش اليمني الشرعي مساء أمس، مواقع لميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في مديرية باقم بمحافظة صعدة شمالي اليمن. وأفاد موقع (سبتمبر نت) الناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية أن القصف استهدف مواقع تمركز المليشيا خلف مركز مديرية باقم، مخلفاً خسائر بشرية في صفوفها، من بينهم قيادات بارزة بالإضافة إلى تدمير أطقم تابعة لها. وذكر أركان حرب لواء العاصفة العقيد عادل العضيلى في تصريح صحفي أن استهداف تجمعات المليشيا تمت بعد عملية استطلاعية دقيقة قامت بها وحدات من قوات الجيش الوطني اليمني، مؤكدًا أن القصف أسفر عن مصرع ما لا يقل عن ثمانية عناصر من ميليشيا الحوثي، وجرح آخرين.
مشاركة :