يحاول بعض الناس إخفاء زلاتهم وأخطائهم للحفاظ على صورتهم الإيجابية، خصوصاً لو كانوا ناجحين.. إلا أن دراسة أجريت في جامعة هارفارد تنصحك بأن تعلن عن زلاتك، خصوصاً لو كنت شخصاً ناجحاً جداً! لماذا؟ حسب دراسة تحمل عنوان «لماذا يجب على الناجحين الإعلان عن فشلهم؟» وجد الباحثون أن الموظف الأكثر نجاحاً، قد يكون أكثر عرضة لحسد زملائه، وشعورهم بالنفور منه لأن نجاحه الدائم يهدد ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم يضيقون بمقارنة أنفسهم به. لذلك يقول الباحثون إن إعلان الشخص الناجح عن أخطائه البسيطة، لا ينال من صورته الإيجابية، بل قد يكون أمراً مفيداً.. لأنه يقلل نظرتهم السلبية له كشخص متغطرس مغرور، ويجعلهم يرونه شخصاً واثقاً من نفسه متفانياً يتقن عمله ويتطور باستمرار! كما أن اعترافه بالخطأ يجعله أكثر إلهاماً وإثارة للإعجاب، لأن الناس يحبون قصص الصعوبات التي يواجهها الناجحون ويتغلبون عليها.. وإبراز هذا الجانب في حياة الشخص الناجح يحقق هذا الغرض، ويزيد تعاطف الزملاء معه بدلاً من حسدهم له، ويجعلهم يقدرون نجاحه لأنهم يرونه ثمرة مجهود مستمر في التعلم من الأخطاء! بالطبع لا نتكلم هنا عن الإعلان عن أخطاء الشخص الناجح لدرجة توحي بأنه غير كفء لمنصبه، بل نتحدث عن الإعلان عن الهفوات أو إبراز معاناته وإرهاقه في العمل مثلاً، هذه الأمور تجعله يبدو بشراً طبيعياً متفانياً يمكن أن تتعاطف معه وأن تحبه. تقول الباحثة أليسون وود بروكس في هارفارد بزنس ريفيو، إن الشخص العادي - متوسط النجاح - لن يستفيد من هذه الاستراتيجية لأنه لا يتعرض للحسد من زملائه بنفس القدر الذي يتعرض له الشخص الناجح، فلن يكون تعثره مثاراً للإعجاب والإلهام! هل ينطبق هذا على ثقافة الشركات العربية؟ لا نعرف، فلا توجد دراسة عربية شهيرة تناولت نفس الموضوع..