يبدو أن النهج المتطرف، الذي تسير عليه جماعة الإخوان، يتشابه في كل مكان وزمان، فها هم زبانية التطرف في أمريكا اللاتينية، يستغلون حلول موعد احتفالات المسيحيين، بعيد الميلاد، ويبثون سمومهم لضرب السلام الاجتماعي الذي تعيشه الأقلية المسلمة في البرازيل، وتأليب المجتمع ضدهم، عبر فتاوى تكفر من يهنئ المسيحيين بعيد الميلاد، متجاهلين الأثر المدمر لهذه الفتاوى، على حياة الأقلية المسلمة في البرازيل.ويعلق الدكتور محمد الزغبي رئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل، على هذه الفتاوى الصادمة، بالقول: "يتصاعد الحديث عن هذه الأمور الجدلية عاما بعد عام، بشكل يوحي بوجود مخطط، للوقيعة بين الأقلية المسلمة، وباقي الديانات، عن طريق إظهارهم بمظهر المنعزل عن المجتمع، الراغب في تكفير الجميع".وأضاف ل"البوابة نيوز": "أعياد الكريسماس تمثل فرصة لأصحاب الأفكار المتطرفة، لبث سمومهم بتكفير الناس واستحلال دمائهم، من خلال عرض سقيم، يدعون فيه مخالفة العقيدة الإسلامية، إذا هنأنا إخواننا المسيحيين بأعيادهم، وهذه الفتاوى تفتح المجال لكل من هب ودب، لفرض رأيه أو قناعته عبر صفحات الإنترنت، مما يستدعي بذل المزيد من الجهد لإغلاق الباب أمام أفكار التكفير التي يطلقها أصحاب الأفكار الظلامية، وقطع الطريق عليهم، والحد من تأثيرهم على شباب المسلمين".وأشار الزغبي إلى ضرورة تعميم مرجعية الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، في الفتاوى المتعلقة بالعلافة بين المسلمين والمسيحيين، على جميع مسلمي العالموتابع: "نحن في اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، نعتمد في رأينا على فتاوى الأزهر بهذا الخصوص، لأنها تتفق مع ثوابتنا كمسلمين يعيشون في البرازيل، وتتفق أيضا مع الحرية التي تمنحها الحكومة البرازيلية للأقليات ومنها الأقلية المسلمة، كما أن الشعب البرازيلي يزور المساجد، ويهنئنا بأعيادنا، وهو ما لا يجب أن نتخلف عنه نحن تجاه الإخرين".ودعا الزغبي المرجعيات الإسلامية، لوضع حد لمهزلة الفتاوى المتشددة، والمترجمة للغة البرتغالية، ومراجعة المواقع التي تقوم بالتعريف بالإسلام، ووضعها تحت التدقيق، لأنها تقوم بنشر فكر متطرف يقود إلى أجيال عقيمة التفكير.
مشاركة :