وصول أحزاب اليمين إلى السلطة يهدد الصحافيين في أوروبا

  • 12/28/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

برلين – حمل وصول أحزاب اليمين إلى السلطة في أوروبا ضغوطا كبيرة على الصحافيين، بدءا من التأثير على التغطية الإعلامية والتشهير إلى وسائل أخرى متعددة لتكميم الأفواه وتقييد حرية الرأي. ووفق ما ذكرت دويتشه فيله في تقرير، حولت جريمة قتل الصحافي السلوفاكي يان كوسياك والصحافية المالطية دافني كاروانا غاليزيا حرية الصحافة إلى قضية في الاتحاد الأوروبي. أما السياسيون اليمينيون الأقل عدائية، فيضعون وسائل الإعلام في محنة حال أن يتم انتخابهم في الحكومة. وقالت الصحافية آناليسا كاميلي التي تعمل في صحيفة “انترناشوناله” الأسبوعية في روما، “منذ أن وصل حزب حركة ‘خمس نجوم’ الشعبوية والحزب اليميني ‘الرابطة/ ليغا’ إلى السلطة، تحول الصحافيون إلى عدو للسياسة، ويُوصفون في الكثير من الأحيان بالكاذبين”. وأضافت كاميلي أن هناك شتائم أخرى، وفي بعض الأحيان من تحت الحزام، بالإضافة إلى أن بعض أعضاء الحكومة يتعمدون تجنب الصحافيين. كما أخذت تغريدات تويتر ومنشورات فيسبوك، محل المؤتمرات الصحافية والاستفسارات الصحافية. وأشارت إلى أن المشهد الإعلامي الإيطالي ظل لسنوات تحت تأثير رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني، الذي ترأس أيضا العديد من القنوات التلفزيونية ودور النشر وشركات الإعلانات خلال فترة ولايته، التي ظهرت خلالها العديد من المواد الإعلامية التي كانت تعتمد على تمويل وسائل الإعلام الحكومية. وسيتم الآن منع هذا التمويل من قبل الحكومة الجديدة. كما يناقش البرلمان الإيطالي قانونا من هذا النوع، وعنه تقول الصحافية “إذا تم تنفيذه، سيكون ضررا كبيرا وضربة للصحافة والإعلام الإيطالي”. وفي هنغاريا، تأتي الكثير من الأخبار من مصدر واحد، منذ تشكيل حكومة فيكتور أوربان مؤسسة إعلامية تابعة لها، وقال الصحافي مارتون جيرجيلي الذي يعمل في “HVG” وهي أكبر صحيفة أسبوعية في هنغاريا “هذه الشركة القابضة تنتج كل محتوى وسائل الإعلام العامة وتشمل أيضا وكالة الصحافة الهنغارية الحكومية”. وأضاف “أخبارهم تخضع للرقابة الشديدة أو تعاد صياغتها بما يتناسب وخط الحكومة”. وتقدم الوكالة الجزء الأكبر من محتواها بشكل مجاني. كما أن المحطات الإذاعية الخاصة مجبرة قانونيا على بث مجموعة من أخبار الشركة، وهذه توفرها الشركة بالمجان أيضا. ويُطلق المتهكمون على البث المجاني “أخبار المهاجرين”، لأنها تتضمن تغطيات سلبية عن المهاجرين وثناء على الحكومة، كما يقول جيرجيلي “هذه آلة دعاية حقيقية، تكلف الكثير من المال، مقارنة بما تنفقه الدولة المجرية على قطاعي التعليم والصحة”. والأمر مشابه في بولندا أيضا، حيث فرضت الحكومة المحافظة سيطرتها على الإذاعة العامة، وذلك بعد نجاحها في الانتخابات عام 2015. ويقول بارتوتس فيلينسكي من صحيفة غازيتا فيبورتشا اليومية في وارسو، إن الصحافة التي ليست تابعة للحكومة أو غير منحازة لها، تتعرض لضغوط اقتصادية وسياسية كبيرة. ويتم الضغط على الصحف بشكل خاص من خلال قلة الإعلانات. وتحتل النمسا مرتبة متقدمة على مستوى العالم في تصنيف حرية الصحافة. ومع ذلك، فإن الصحافي البولندي بارتوتس فيلينسكي قلق من وصول حكومة ائتلاف حزب الشعب النمساوي المحافظ وحزب الحرية النمساوي اليميني إلى السلطة منذ أكثر من عام. ويقول فيلينسكي إن محاولات أعضاء الحكومة النمساوية الضغط على المحطة الإذاعية العامة، من خلال التشهير، على سبيل المثال، تعد “مقلقة”.

مشاركة :