الدوحة -  الراية : وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطر بأنها مكان عظيم، وأن قاعدة العديد الجوية “مذهلة”، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر يوم عيد الميلاد عبر الأقمار الصناعيّة مع أعضاء من الجيش الأمريكي في قاعدة العديد الجويّة، في قطر أمس. وكان ترامب يتحدّث مع العميد جيسون أرماغوست، قائد الجناح الجوي 379 في القوات الجوية الأمريكيّة، التي مقرها قاعدة العديد. وقال العميد أرماجوست متحدثاً عن قطر: “إنهم يساعدوننا على تحسين بنيتنا التحتيّة، إنهم مضيفون رائعون، إنه مكان رائع للعمل”. وتعكس تعليقات الرئيس الأمريكي، حقيقة الشراكة الاستراتيجيّة الراسخة بين البلدين وأهمية الدور الذي تلعبه قطر في مكافحة الإرهاب والتطرّف، حيث تشكل قاعدة العديد منصة رئيسية لعمليات التحالف الدولي ضدّ تنظيم الدولة داعش. وتشير هذه التصريحات من جهة أخرى إلى التزام قطر بدورها كعضو فاعل في المجتمع الدولي يسعى إلى تعزيز السلم والاستقرار الدوليين مهما واجهت من تحديات وأزمات، كما تعكس التصريحات الأمريكية حجم الثقة والاحترام المُتبادل بين الدوحة وواشنطن. دور حاسم ومنذ عام 2003، تستضيف قطر مقر القيادة المركزية الأمريكية والقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية في قاعدة العديد الجوية والتي تعتبر أكبر منشأة عسكرية أمريكية في المنطقة. وتضم أكثر من 13000 عضو في خدمة الولايات المتحدة والتحالف في قطر. ويعد دعم قطر للوجود العسكري الأمريكي أمراً حاسماً بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة لتعزيز الاستقرار الإقليمي. وترى واشنطن أن قاعدة العديد عنصر أساسي، في الحرب على الإرهاب ولم يكن ممكناً القيام بمكافحة التطرّف والإرهاب في المنطقة، دون دعم الحكومة القطريّة، من خلال هذه القاعدة. إشادة أمريكية تثمن الولايات المتحدة كل ما تقدّمه قطر للتأكّد من أن هذه المنشأة في أعلى درجات الجاهزية، وتقدّم أعلى مستوى من الدعم للجهود العسكريّة التي تقودها الولايات المتحدة كقائد للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة “داعش”، والذي تعدّ قطر عضواً أساسياً فيه. وشهد التعاون الدفاعي والأمني بين قطر والولايات المتحدة طفرات متسارعة في الآونة الأخيرة. وعززت الدوحة من شراكتها الاستراتيجيّة مع واشنطن في كافة المجالات لا سيما الاقتصادية والتجارية والدفاعية والأمنيّة. ووصف السيد ويليام جرانت، القائم بالأعمال الأمريكي لدى الدولة العلاقات بين البلدين بأنها أقوى من أي وقت مضى. التعاون الدفاعي وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، اتخذت العلاقات الأمنيّة والدفاعيّة بين البلدين بعداً جديداً، سواء بإقامة العديد من المناورات والتدريبات المشتركة أو بتعزيز الترسانة القطرية بشراء معدّات وأنظمة عسكرية وهو استثمار ليس فقط في المعدات العسكرية، وإنما في استراتيجية العلاقات بين البلدين، لأنها تتضمّن برامج تدريب مستدامة للأفراد تستمر لعقود، مثل صفقة شراء ما بين 36 إلى 72 من مقاتلات (أف 15) خلال العام الماضي. وفي يناير ٢٠١٨، استضافت واشنطن الحوار الاستراتيجي غير المسبوق بين قطر والولايات المتحدة بما يعزّز التعاون السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي. علاقات اقتصادية ويتمتع البلدان بعلاقات اقتصادية واستثمارية قوية، فالولايات المتحدة ليست فقط أكبر شريك استيراد في قطر، لكنها أيضاً شريك رئيسي في قطاع الطاقة والطيران، وتفتخر المدينة التعليميّة بست جامعات أمريكية كبرى، وهي أمثلة ملموسة على الشراكة المُتنامية. وهناك أكثر من 100 شركة أمريكية تعمل في قطر، والمزيد منها تتطلع للاستثمار هنا، في ظل الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة القطريّة في قطاع الأعمال، وقوانين الامتلاك وتشجيع رؤوس الأموال الأجنبيّة على الاستثمار في السوق القطري.