يوسف أبولوز عمّقت جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي منذ انطلاق دورتها الأولى في العام 2008 ثقافة الفنون البصرية بكل جوانبها الجمالية في الإمارات وفي الوطن العربي؛ ذلك أن مشروع الشارقة الثقافي يقوم على أكثر من بُعْد:.. محلي، عربي، عالمي، ويأتي حقل التشكيل فضاءً ملازماً لهذا المشروع إلى جانب الفضاءات الأساسية الأخرى: معرض الكتاب، والمسرح، والتراث والآثار والثقافة الشعبية، وبيوت الشعر، ومن الموضوعي الإشارة هنا إلى أن هذه الجائزة جاءت بعد حزمة من التراكمات الفنية والتجارب التشكيلية الإماراتية والعربية منذ مطلع ثمانينات القرن العشرين وحتى اليوم، أي أن الجائزة التي تذهب إلى نقّاد متخصصين في الفن التشكيلي هي محصّلة عمل فني يمتد تاريخه إلى أكثر من ثلاثة عقود، وكانت رؤية دائرة الثقافة في الشارقة بإنشاء هذه الجائزة في محلّها تماماً، فقد نضجت التجربة التشكيلية الإماراتية، ووصلت اللوحة المحلية إلى العالمية، وبات بينالي الشارقة تظاهرة عالمية فكرية ثقافية استقطبت الأعمال الفنية ذات العمق الفلسفي والتجريبي والتجديدي من مختلف دول العالم.الفنون التشكيلية في الإمارات ومنصّتها الشارقة باتت ثقافة عامّة بدءاً من اجتهادات الفنان وطموحه إلى إنتاج أعمال إبداعية قائمة على فكر حيوي خلّاق، مروراً بتعايش التجارب الفنية المحلية والعربية والعالمية في البيئة الثقافية الإماراتية وانتهاءً، بل، ليس انتهاءً بظهور ثقافة الاقتناء في الإمارات.. اقتناء اللوحة، واقتناء العمل الفني واحترام جوهره الجمالي، بل، وأحياناً الاستثمار فيه.هذا التاريخ الفني سيجري تتويجه بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، ونحن هنا سنكون في فضاء ثقافي موازٍ لفضاءات إنتاج الفن، فالبحث النقدي يعني اتصالنا نحن القرّاء بثقافة الفنون التشكيلية، واستيعاب نظرياتها ومصطلحاتها، كما أن البحث النقدي يعني إيصالنا بتاريخ التشكيل، وفهم تجاربه الفارقة في الإمارات، وفي الوطن العربي، والبحث النقدي التشكيلي يعني تغذية مكتبة الفن بالدراسات التي تتقدّم للجائزة، ثم طباعتها في كتب متخصصة ليست مقروءة فقط من جانب الفنانين الممارسين للتشكيل، بل، ومقروءة أيضاً من جانب المشاهد الذي تابع ويتابع في الإمارات عشرات بل مئات المعارض التشكيلية الفردية والجماعية منذ مطلع ثمانينات القرن العشرين وحتى اليوم.هذا الموروث التشكيلي يحتاج إلى قراءة وفحص وتنظير وتعميق.. وسوف نستوعب قراءة اللوحة وتذوّقها وفكرها من خلال مادة البحث النقدي التشكيلي وبأقلام متخصصة وذات خبرة.كسبنا من الدورة التاسعة لجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي ثلاثة عناوين متخصصة وبوعي بحثي عميق لكل من: عائشة عمّور، ومحمد عبد الرحمن حسن، ومحمد الزبيري.. الفائزين الثلاثة بهذه الجائزة المحترمة.y.abulouz@gmail.com
مشاركة :