يستعد غداً أشهر ملاك الإبل في فئتي المحليات والمجاهيم بمنطقة الخليج العربي لخوض منافسات شوط البيرق، وهو الشوط الأقوى والأكبر في مزاينة الإبل المقامة ضمن فعاليات مهرجان الظفرة. ومع اقتراب شوط البيرق يكثف الراغبون في خوض المنافسات من استعداداتهم، حيث فرضت السرية نفسها خلال الأيام الماضية على صفقات كبار ملاك الإبل الراغبين في خوض المنافسات وتناقل ملاك الإبل أرقاماً كثيرة عن عمليات بيع متعددة نفذها كبار الملاك خلال الفترة الماضية. ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية عن قيمة الصفقات التي تمت إلا أن الأخبار المنقولة من المشاركين أكدت أن المبيعات تجاوزت قيمتها 35 مليون درهم بعضها شارك في الأشواط الفردية، وحققت مراكز متقدمة. وخلال الأيام القليلة الماضية توقفت التصريحات العلنية من الملاك عن عمليات الشراء التي تتم عادة قبل بدء المنافسة بأيام قليلة تمهيداً لمفاجأة المنافسين والجمهور بالإبل المشاركة والتي يحرص كل مالك على أن يكون القطيع المكون من 50 ناقة من أجمل مزايين الإبل في منطقة الخليج، بهدف التربع على عرش مزايين الإبل بعد حمل بيرق الظفرة في فئتي المحليات والمجاهيم. ومع التعديلات الجديدة التي أضافتها اللجنة المنظمة منذ النسخة الماضية من خلال تعديل موعد السباق ليقام في منتصف المهرجان بدلاً من الختام، حيث ستقام في النسخة الحالية يوم غد بدلاً من إقامته في نهاية المهرجان كما كان معتاداً عليه قبل ذلك، بهدف إضفاء مزيد من المتعة والإثارة والبهجة في نفس عشاق التحدي والمغامرة. وأكد محمد عاضد المهيري مدير مزاينة الظفرة للإبل أن شوط البيرق يعتبر من أكبر الأشواط في منطقة الخليج ويسعى إليها كبار الملاك وعشاق مزايين الإبل، حيث تكون النتائج ترجمة لجهود عام كامل من الاستعدادات المكثفة التي يبدأها عادة الراغبون في خوض منافسات البيرق ومن يحلم بحمله عقب المهرجان مباشرة تمهيداً للمنافسة في النسخة التالية من المهرجان لمن لم يحالفهم الحظ، لذا كان من الطبيعي أن يحرص كل مشارك في هذا الشوط على تكثيف استعداداته قبل أيام من انطلاق المنافسة مع فرض بعض السرية على عمليات البيع والشراء التي يقوم بها بعضهم من أجل تدعيم إبلهم بما هو متميز منها. مشاركة قوية أكد محمد بن عاضد المهيري مدير مزاينة الإبل في مهرجان الظفرة أن المشاركات القوية والمنافسة العالية وارتفاع مستوى المشاركات خلال منافسات المزاينة في الأشواط السابقة من المسابقة يعكس مدى نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه، وحرص أغلب ملاك الإبل على اقتناء المتميز من الإبل سواء في المحليات أو المجاهيم. وأضاف المهيري: إن مزاينة الظفرة للإبل شهد هذا العام تزايداً في قوة الإبل المشاركة، حيث تزايدت مستوى المشاركات بشكل كبير، كما أن المهرجان الحالي شهد إقبالاً كبيراً من الإبل الخليجية ولم يكن الأمر مقتصراً على الأشواط الجماعية كما كان معتاداً من قبل، وظهر ذلك أيضاً خلال الأشواط الفردية التي جرت على مدى الأيام الماضية وهو ما يؤكد أن مهرجان الظفرة نجح في تحقيق أهدافه وجذب إليه أكبر ملاك الإبل على مستوى دول الخليج العربي ليصبح أكبر تجمعاً للإبل في منطقة الخليج. وتابع: إن ارتفاع مستوى المشاركات يضاعف من مسؤولية لجان التحكيم لاختيار المتميز منها لاعتلاء منصة التتويج، مؤكداً أن اللجنة حرصت على انتقاء أفضل مواصفات الجمال في الإبل المشاركة، وتكون المفاضلة والتمييز بين المراكز للإبل المشاركة على أساس نظام النقاط من 100 درجة. وأوضح أن درجات التحكيم تتوزع على الرأس والرقبة (25 درجة)، الجزء العلوي (25 درجة)، الجزء الأمامي (15 درجة)، الجزء الخلفي (10 درجات)، الشكل العام والرشاقة (25 درجة) ويشمل هذا المعيار طول البدن وارتفاع المطيّة والذلالة وصحة الجسم ولمعان الشعر. خدمات متكاملة وتحرص اللجنة المنظمة على توفير كافة الخدمات التي تلبي احتياجات المشاركين والزوار وتساهم في إضفاء مزيد من المتعة والإثارة من خلال تقديم باقة متنوعة من البرامج والأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تحقق طموحات الزوار من داخل الدولة وخارجها. كما تحرص اللجنة على أن يلبي موقع المهرجان كافة الاحتياجات الخاصّة بالزوار والمشاركين وملاك الإبل سواء في موقع مزاينة الإبل والمنصة الرئيسية أو السوق الشعبي في موقع المهرجان. وأكد عدد من المشاركين وملاك الإبل أن موقع المهرجان يلبي كافة الاحتياجات من خدمات لوجستية، وبنى تحتية تخدم كافة الوفود المحلية والدولية المشاركة في المهرجان. وثمن مشاركون الجهود التي تبذلها إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في تنظيم موقع المهرجان وكل ما يتعلق به من خلال توفير كافة الخدمات اللوجستية وتجهيز البنية التحتية، وذلك ليخدم الموقع كافة الوفود المحلية والخليجية المشاركة في المهرجان، والعمل على تذليل كافة الصعوبات لينعم الجميع بالراحة. وتم تجهيز الموقع، بحيث يتمكن المشاركون والزوار من سهولة الحركة والتنقّل بين فعالية وأخرى دون مشقة أو عناء، وذلك بالتعاون مع بلدية منطقة الظفرة التي تقيم في كل عام مكتب خدمات في أرض الموقع من أجل الإشراف على احتياجات الجميع في محيط موقع المهرجان والعزب، حيث قامت البلدية بتسوية الموقع وفتح الطرق المؤدية للمهرجان إلى جانب فتح طرق العزب للملاك والمشاركين في المهرجان من داخل الدولة ومن الدول الشقيقة من مجلس التعاون الخليجي. فائزو مسابقة اللبن الحامض أعلنت اللجنة المنظمة نتائج الفائزين في الدفعة الأولى من مسابقة «اللبن الحامض»، المقامة ضمن فعاليات «مهرجان الظفرة» 2018، حيث فاز بالمركز الأول «حميد جاسم براك المزروعي»، والمركز الثاني «سالم صلهام المزروعي»، والمركز الثالث «أمينة محمد المزروعي»، والمركز الرابع «ميثة مبارك محمد فرج المنصوري»، والمركز الخامس «سهام علي محمد الرميثي»، والمركز السادس «سلمى محمد زوجة جاسم براك المزروعي»، والمركز السابع «مباركة حمد عبدالله المزروعي»، والمركز الثامن «بنوته سالم المزروعي»، والمركز التاسع «بكسة عتيق زوجة خلفان محمد المنصوري»، والمركز العاشر «كاملة محمد زوجة إبراهيم حمد المزروعي». وشهدت المسابقة إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين الذين عملوا على تعبئة الحليب الحامض في علب بلاستيكية خاصة بالمياه، واستقدامها إلى موقع المهرجان للمشاركة في هذه الفعالية التي شكلت حدثاً مميزاً، لما تمثله من قيمة معنوية لهم في مجال المحافظة على الإنتاج المحلي من اللبن، وتعريف الجمهور بالتراث الثقافي الإماراتي الذي تزخر به دولة الإمارات العربية المتحدة. وجاءت عملية تحويل الحليب إلى لبن حامض أو رائب، بسبب حاجة المواطنين قديماً إلى حفظه من التلف، حيث لم تكن الكهرباء والبرادات متوافرة، وحتى لا يفسد، تعلمت المرأة كيف تحفظ اللبن، ثم تحوله بعد فترة لمنتجات جامدة، أو ما يسمى في بعض الدول العربية «جميد»، مثل «الإقط» أو «اليقط» و«الشنكليش»، وتتشابه هذه المنتجات العربية، من حيث الشكل والمذاق والفائدة الغذائية. وقال عبيد خلفان المزروعي، مدير الفعاليات التراثية في المهرجان: «إنّ هذه المسابقة تمثل صورة جميلة باقية لنا من زمن الأجداد، نستمتع بها نحن أبناء الإمارات، خاصة أن اللبن الحامض كان منذ القدم رفيق درب الآباء والأجداد، يعتمدون عليه في غذائهم صباحاً ومساء وحتى في الظهيرة يأكلونه إلى جانب التمر، ليمنحهم مذاقاً متميزاً ورائعاً حلواً وحامضاً. وتنال النكهة شهرة واسعة اليوم، فيما كانت في السابق معروفة من خلال اللبن، كما يستغل العديد منهم هذا اللبن في تحضير اللبنة والقشدة والسمن وغيرها. الحياة كما عاشها الأجداد يشهد «مهرجان الظفرة» للمرة الأولى تنظيم ركن خاص بالبيئة الإماراتية، لعرض المهن القديمة التي احترفها الأجداد، والتي تعد هدية التاريخ العريق لأبناء الدولة، فهي علامة اكتناز عوالم الموروث الشعبي الأصيل في الذاكرة الحضارية، وتعبر بدقة عن مهارة الحرفيين الإماراتيين الذين شكلوا وجه الحياة في الدولة، حتى أضحت هذه الحرف سجلاً زاخراً بالإنجازات، وواحة تطل على الماضي من شرفة الحاضر، لتبرز من خلالها البيئة الصامدة عبر الزمان. وأكد عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع باللجنة، الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة؛ لتنمية وتطوير منطقة الظفرة، لا سيما البرامج والفعاليات التراثية. موضحاً أن هذا الاهتمام ساهم في جعل المنطقة نقطة جذب سياحي واقتصادي وثقافي على مستوى عالمي. وأشار المزروعي إلى أن السوق الشعبي، يمثل ملتقى للثقافات المتنوعة التي تتوافد على موقع المهرجان، للاستمتاع بما يقدمه من برامج وأنشطة وفعاليات تراثية متنوعة، إلى جانب المشغولات اليدوية والمعروضات التراثية. كما يتيح التعرف عن قرب إلى المهن القديمة التي احترفها الأجداد، ومنها خض الحليب «السقا»، وصناعة «التلي» و«السدو»، و«الخوص»، والقهوة العربية والحلوى الإماراتية وغيرها، مشدداً على أهمية توثيق وتطوير تلك الحرف والصناعات الشعبية في إمارة أبوظبي، ورفع درجة الوعي بها وتشجيع الأبناء على تعلمها وممارستها.
مشاركة :