قال البروفيسور ما أولين، المحاضر بجامعة بكين للدراسات الأجنبية: إن تداعيات قرار انسحاب قطر من منظمة «أوبك» النفطية ظهرت على نطاق واسع، مثيرة معها إمكانية تفكك المنظمة في نهاية المطاف، متوقعاً في الوقت ذاته حدوث تغير هيكلي في أسواق الطاقة والشؤون الجيوسياسية في الشرق الأوسط، حال انسحبت الدوحة من مجلس التعاون.وأضاف الكاتب في مقال نشر على موقع «تشينا ديلي» في نسخته الأميركية، أن انسحاب قطر من «أوبك» حرّرها من الالتزام بأية حصص في إنتاج النفط، بل يمكن للدوحة الآن أن تضاعف إنتاجها منه عشر مرات، لتصبح أحد كبار منتجي النفط والغاز عالمياً. وأوضح البروفيسور أولين، أن إنتاج قطر غير المحدود من النفط يمكن أن يفرض ضغوطاً على جهود «أوبك» في سعيها لإبقاء سعر البرميل فوق حاجز الـ 50 دولاراً، وبالتالي سيكون ذلك بمثابة ضربة للسعودية، التي تحاول مع روسيا خفض الإنتاج العالمي لرفع سعره. وقال الكاتب، إن الرياض وبعد 3 أيام من انسحاب قطر، لوّحت بغصن الزيتون ودعت «حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى» إلى المشاركة في القمة الخليجية في السعودية، لكن مع حدوث تغيرات جذرية في خارطة الطاقة العالمية، وتزايد الشكوك حول دور «أوبك» والخلاف بين الدوحة والرياض، فإن دوافع خروج قطر واضحة، كما أن استراتيجية الرياض بمحاولة التصالح معها تعكس خوفاً من أن يتسبب انسحاب القطريين من «أوبك» إلى تفكك المنظمة، أو حتى مجلس التعاون. ولفت الكاتب إلى أن «أوبك» سيطرت في الماضي على ثلثي الإنتاج العالمي من النفط، وكان لها تأثير كبير على الأسعار، لكنها الآن باتت تنتج فقط 40 %، ذلك بسبب تزايد إنتاج الخام الأميركي. وتابع الكاتب، أن الخلاف بين الدوحة والرياض تزايد بعد ما سُمّي بالربيع العربي، موضحاً أن السعودية فرضت حصاراً على قطر إلى جانب البحرين والإمارات ومصر، وهو المعاملة التي دفعت بالدوحة إلى التقارب مع إيران وتركيا، بل والانسحاب من «أوبك». وتوقع الكاتب وقوع مزيد من القلاقل إذا ما انسحبت إيران أيضاً من «أوبك»، مسببة بذلك تفاعلاً متسلسلاً، مضيفاً أنه كلما انخفض أعضاء «أوبك»، انخفضت فاعليتها كمنظمة في سوق النفط. وقال: «إن انحلال «أوبك» أو موتها بحكم الأمر الواقع، يمكن أن يؤدي إلى تذبذب كبير في أسعار النفط وأسواق الطاقة، ما يمكن أن يحدث اضطراباً في الاقتصاد العالمي». وختم الكاتب بقوله، إنه بالنسبة للرياض، فإن الخسارة لن تكون ضعف «أوبك» فقط، بل يمكن أن يتفكك مجلس التعاون الخليجي، الذي يمكن أن تنسحب منه الدوحة إذا استمرت الضغوط عليها أكبر، ما سيمثل ضربة جديدة لسياسة الرياض المتشددة.;
مشاركة :