د. منى بلفقيه: عدستي توثق تراث وأصالة الماضي

  • 12/28/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لغة بصرية عميقة ودافئة، تجلب الكثير من المفاهيم والمعاني التي تتجلي بكل وضوح وشفافية، على مساحة تحددها أطر الصورة، بإيقاع حسي مؤثر يعبر عن هاجس كل فنان أراد أن يبوح بجمال الموقع أو المشهد أو الشخوص، وما تحمله من تعابير وممارسات ومواقف شاهدة على الماضي وأصالته. هذا ما بدا جلياً عبر عدسة الفنانة التشكيلية والمصورة د. منى بلفقيه، أستاذ مساعد بجامعة خليفة في مجال الاتصال واللغويات، وخريجة جامعة لندن في اللغويات وتحليل الخطاب، والتي وظفت عدستها في توثيق التراث المحلي، مع تنوع فنونه وثقافته ومساحاته، حتى استنبطت منه مادة فنية ثرية تحفظ هذا الموروث الشعبي للأجيال القادمة. الزمن الجميل ترى بلفقيه، أن الصورة لابد أن تحمل في طياتها معنى وهدفاً، حتى تكون صادقة بمضمونها ورسالتها للطرف الآخر أو المشاهد، فرسمت طريقي وخطي في العودة بذاكرة الصورة، إلى طيات الزمن الجميل بمكوناته البسيطة، وعمق أصالته، فهذا المحتوى من التراث والثقافة الإماراتية غني وثري، الأمر الذي يجعل الكثير من المصورين المحليين يقتنصون أروع اللقطات عبر عدساتهم، والتنوع فيها، فكل مصور له أسلوبه وطريقته ورؤيته في استعراض المشهد أو اللقطة، وهذا التنوع يضيف ثراء وجمالية وإبداعاً أكثر للموقع أو المكان، كما أن رغبتي في توثيق التراث الإماراتي قد يكون امتداداً لعملي كباحثة في مجال اللغويات، وتحقيقاً لأهدافي البحثية والفنية التي دفعتني للبحث في طيات الماضي. وتتابع قائلة: مكونات التراث المحلي تجعلني متعطشة لتوثيق أجمل المشاهد وأروع اللقطات التي يمكن أن تسجلها العدسة بعفوية، فأنا أتحين الفرص لأتصيد اللقطة، وهذا عادة ما يتم في المشاهد المتحركة غير الثابتة كعمل بعض الحرفيين في حرفة تراثية معينة. بداية الاحتراف وبالعودة إلى بداية عشقها لآلة التصوير، تقول د. بلفقيه: لطالما كنت أعشق التصوير، وأتذكر أن والدي اشترى لي أول كاميرا احترافية مع عدد من العدسات والفلاتر في عيد ميلادي العاشر، ووجدتها في قمة الصعوبة في ذلك الوقت، وفضلت حينها الكاميرا الفورية، ومنذ عامين قررت دخول عالم التصوير بشكل احترافي والمشاركة بأعمالي في معارض دولية ومحلية في التصوير والفن التشكيلي، وأظن أني ما زلت في بداياتي في عالم الفنون البصرية، وأتمنى أن أتوسع لما بعد الصورة أو الرسم لأخوض مجالات أخرى، لأترك بصمتي في هذا العالم البصري المثير. وتضيف بلفقيه: من الأسباب التي دعتني أيضاً لدخول عالم التصوير هو الفن التشكيلي، فمنذ اللحظة التي بدأت فيها رحلتي مع الكاميرا بدأ الصراع بداخلي بين الصورة والرسم، وإن تأملنا تاريخ صناعة الصورة وتكوينها سنرى أنها استمدت تفاصيلها من الرسم واللوحات الفنية، ولكن لكل منهما جمالياته ومتنفس مختلف عن الآخر، ومن الأمور التي تجعل التصوير الفوتوغرافي مختلفاً عن غيره من الفنون هو قدرته على توسيع مداركنا البصرية وزيادة حساسية العين لتدرك محيطها البصري المتغير بأنماطه وزواياه. تطوير المهارات وتؤكد بلفقيه أن الفنان يسعى دائماً لتطوير مهاراته أو حتى شحذها من الناحية التقنية الإبداعية، سواء بالورش الفنية أو من خلال التغذية البصرية بمشاهدته لأعمال زملائه من الفنانين وحضور المعارض، ومن أكثر الأمور التي أثرت مهارتها في التصوير هو سعيها الدائم وراء المعلومة داخل وخارج الدولة، ومشاركاتها في ورش منوعة في دول الخليج وأوروبا. مشاركات حول مشاركاتها بالمعارض، تقول بلفقيه: شاركت في معرض سكة لعام 2018، معرض إندكس، معرض فن دبي الدولي، وأبوظبي للصيد والفروسية، كما شاركت في العديد من المعارض تحت سقف أكثر من جاليري محلي، وأنا بصدد المشاركة بمعارض عدة، أهمها معرض سكة 2019، وفن دبي العالمي.

مشاركة :