يعقد مشجعو المنتخب الهندي الآمال في مشاركتهم بكأس آسيا 2019 في الإمارات، على قائد الفريق سونيل تشيتري، الذي قاد منتخب بلاده إلى التأهل لنهائيات آسيا 2011 بعد غياب دام لـ 27 عاما، حيث كان يبلغ من العمر أربعة أشهر فقط عندما لعبت الهند آخر مرة في النهائيات قبل 2011. وساهم سونيل تشيتري في قيادة الهند مجددا إلى كأس آسيا 2019 بالإمارات والتي تنطلق في الخامس من يناير المقبل وتستمر حتى الأول من فبراير، ويتواجد المنتخب الهندي في المجموعة الأولى إلى جانب الإمارات مستضيفة الحدث والبحرين وتايلاند. ولم يكن مشوار تشيتري مفروشا بالورود، الذي عاش طفولة صعبة، وولد في الثالث من أغسطس عام 1984 في سيكوندراباد بولاية اندرا براديش، وكانت موهبة كرة قدم موجودة في جيناته، حيث لعب والده لفريق الجيش الهندي بينما كانت والدته وشقيقتها التوأم تلعبان مع منتخب نيبال للكرة النسائية، وتعود جذور والديه لأصول نيبالية. تلقى صاحب "34 عاما" تعليمه في مدرسة بهاي في مدينة غانتوك بعد ذلك انتقل إلى نيودلهي ودرس في مدرسة الجيش العامة، ثم التحق بكلية أشوتوش في كولكاتا حيث أكمل صفه الثاني عشر، وبعدها ترك الدراسة، عندما أتيحت له الفرصة لتمثيل الهند في بطولة المدارس الآسيوية في ماليزيا 2001. وعندما كان طفلا، كان يذهب ليجرب إمكاناته في كل رياضة، علما أنه ولد في الحقبة التي كانت فيها الهند تشهد ثورة في الكريكيت، لكنه اختار كرة القدم، لأنه لم تكن لدى والده أموالا كافية لشراء مستلزمات لعب الكريكيت، وبسبب ذلك توجه نحو كرة القدم وأطلق العنان لقدميه الحافيتين، قبل أن يحصل على أول حذاء له، لكنه كان يخيطه كل مرة بسبب أن والده لا يستطيع التكفل له بحذاء جديد. واضطر إلى سرقة الأموال من والديه من أجل شراء حذاء جديد، وهو ما جعل والدته تبكي لأنها ظنت أنها ولدت لصا، واعترف أنه بسبب الصعوبات التي واجهها كان من الممكن أن يكون مجرد موظف في مركز للاتصال، أو ينضم إلى الجيش، ولكن إصراره جعله يحقق حلمه بأن يصبح لاعبا للمنتخب الهندي الأول. وتحقق هدفه بتوقيع أول عقد مع أحد الأندية الهندية، وحصل على 75 ألف روبية هندية حينها، وسحب والده راتبه الشهري، وظل يمنحه مصروف جيب في كل شهر، وقال: إذا احتفظت بجميع أموالي، ربما كان لدي 10 سيارات رياضية، وليس هناك منزل أعيش فيه. تحول تشيتري إلى اللاعب الأعلى أجرا في الهند، وأكثر من مثل منتخب بلاده دوليا بعدما لعب أكثر من 100 لقاء دولي، وجاء خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو كثالث أفضل لاعب دولي من الناحية التهديفية مع المنتخبات في 2015، حسب ما ذكره موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. ويعد اللاعب الثالث من شبه القارة الهندية، الذي تمكن من اللعب في دوري المحترفين الأميركي في 2010 مع نادي كانساس سيتي، وقبلها بعام واحد، فقد تشيتري فرصة اللعب في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي مع فريق كوينز بارك رينجرز لعدم حصوله على تصريح عمل في بريطانيا. ويمتلك قائد المنتخب الهندي شخصية قوية وسط الفريق، وتشبه الصحافة الهندية بالأرجنتيني ليونيل ميسي، بعدما ساهم في إنهاء التعاقد مع الإنجليزي ستيفن قسطنطين المدرب السابق لمنتخب بلاده، وذلك بطلب مباشر من اللاعب وزملائه في المنتخب. وتعتبر نسخة 2019 الأخيرة للمهاجم الهندي مع منتخب بلاده على مستوى كأس آسيا، ويتطلع للتألق في أهم بطولة آسيوية ، قائلا: إنها فرصة لاختبار أنفسنا ضد أفضل اللاعبين في آسيا، كما أن ذلك جلب لنا سعادة كبيرة بعد العودة إلى نهائيات كأس آسيا مرة أخرى. أنا سعيد للغاية من أجل جميع اللاعبين الشباب في منتخبنا الذين سيحصلون على فرصة لتجربة ما وصل إليه من خلال مثل هذه البطولة القارية الهامة.
مشاركة :