ذكرت الصحف اللبنانية، الصادرة صباح اليوم الجمعة، أن مجموعة من الاتصالات والمشاورات قد بدأت في سياق تقريب وجهات النظر بين الرئيس ميشال عون وحزب الله، سعيا للتوصل إلى حل في أزمة تعطل تشكيل الحكومة الجديدة، وتعجيل التأليف، خاصة مع اقتراب عقد القمة العربية الاقتصادية المقررة في بيروت منتصف شهر يناير المقبل.ورجحت الصحف عدم حضور رؤساء وزعماء الدول العربية القمة الاقتصادية، في ظل حكومة تصريف الأعمال في لبنان، مشيرة في ذات الوقت إلى عدم وجود تطورات إيجابية- حتى الآن- وأن مسألة تشكيل الحكومة أصبحت في حكم المؤجلة إلى ما بعد بداية السنة الجديدة، بسبب أزمة التمثيل الوزاري لكتلة اللقاء التشاوري (النواب الستة السُنّة حلفاء حزب الله) وعدم الاتفاق على آلية التمثيل بالنسبة لهم.وتحدثت صحف "النهار والجمهورية واللواء والشرق" عن اتصالات تتم من خلف الكواليس، يضطلع بها مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، للتقريب بين الرئاسة اللبنانية وحزب الله فيما يتعلق بتشكيل الحكومة، والسعي للتوصل إلى حل لها، والتأكيد على صمود تفاهم مار مخايل (اتفاق التفاهم والتحالف المبرم بين ميشال عون إبان رئاسته للتيار الوطني الحر، وأمين عام حزب الله حسن نصر الله في فبراير 2006).وبينما نقلت صحيفة "النهار" عن القيادي بتيار المستقبل مصطفى علوش تحذيره من أن استمرار الأزمة الحكومية على هذا النحو، من شأنه أن يؤدي إلى انهيار أمني- اقتصادي- سياسي بما سيدفع إلى عقد سياسي جديد بين اللبنانيين، فقد أشارت صحيفة الجمهورية نقلا عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" إلى أن فرنسا أبلغت المسئولين اللبنانيين بأنها لم تعد قادرة على ضبط تفلّت الدول المانحة من مؤتمر سيدر (المؤتمر الذي عقد في باريس وأسفر عن قرابة 12 مليار دولار من المساعدات لصالح الاقتصاد اللبناني).وأضافت الصحيفة أن هناك اتجاها عند بعض الدول إلى تحويل المساعدات المخصصة للبنان (التي تم إقرارها في المؤتمر الذي عقد في شهر أبريل الماضي) إلى دول أخرى مثل اليمن والأردن وتونس والمغرب، وأن باريس دعت عبر قنواتها الدبلوماسية الدولة اللبنانية إلى "الخروج من هذا المستنقع".كما نقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، التأكيد أنه لن يعتذر عن عدم تشكيل الحكومة، وأنه لن يدخر جهدا في سبيل العمل على تأليف الحكومة التي يراها قادرة على إدارة شئون لبنان، في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة.وأشارت صحيفة اللواء إلى أن "الحريري"، حسب ما أكدته أوساط مقربة منه، متمسك بمواقفه في شأن تشكيل الحكومة، وأنه لن يتراجع أو يستسلم أمام "الابتزاز السياسي الذي يتعرض له طالما أنه يتمسك بنصوص الدستور والصلاحيات التي أعطيت له بموجب اتفاق الطائف".. حسب ما ذكرته الصحيفة.
مشاركة :