ينطلق، غداً السبت، مهرجان الخضير الرابع في محافظة أحد المسارحة بجازان؛ لإحياء موروث الآباء والأجداد؛ حيث يشارك في المهرجان الأهالي والمزارعون بمحصول مزارعهم من الخضير وإعداده أمام الحاضرين. وفي عادة توارثها أهالي جازان؛ يقوم المزارعون صباح يوم "المخويدة"، بتوزيع "هدية عذقة الخضير" على الأصحاب والأصدقاء مجاناً، وهي عادة تدل على كرم المزارعين وفرح بنجاح موسم زراعة الذرة، وشكرٍ لله على سلامة المحصول من الآفات. وأوضَحَ المشرف على المهرجان يحيى علي فقيهي؛ أن المهرجان هدَفَ للتعريف بمنتج الخضير الذي يُعد مرحلةً من المراحل التي تمرّ بها ثمرة الذرة الرفيعة قبل عملية نضجه بالكامل، والحفاظ عليه كموروث شعبي بالمنطقة، وإحياء هذه التظاهرة الموسمية، وتعريف الأجيال الحالية والقادمة بهذا المنتج الزراعي المهم". وأكد "فقيهي" أهميته في التعريف بالإنتاج الزراعي بمنطقة جازان والإمكانات الزراعية المتوافرة بها، وخدمة المحافظة والمنطقة بوجه عام اقتصادياً وسياحياً وتجارياً، وإبراز ما يتوافر بها من فرص استثمارية واعدة في شتى المجالات. ويُعد "الخضير" من أهم الوجبات الغذائية التي يحرص أهالي جازان على تناولها مع مواسم حصاد حبوب الذرة؛ في ظاهرة تتكرر أربع مرات في العام؛ حيث يتذوقونها مع موسم جني الذرة بطرق طهي مختلفة تجيدها ربات المنازل. ويحظى موسم الخضير في منطقة تهامة، بشعبية خاصة، ويتم حصاده خلال العام في أربعة مواسم "الخريف، المخرط، السعودات، مقدم"، كما يروي ذلك كبار السن من المزارعين بالمنطقة.. ولاتساع مساحة جازان فإن موسم زراعته وحصاده يختلف بين المناطق. وتقوم ربات المنازل بالتفنن في صناعة أطباق مختلفة من الخضير؛ فمنهن من تُقَدمه على شكل رغيف يتم إعداده وخبزه في التنور ليؤكل مع الحليب واللبن، ومنهن من تُعِد منه وجبة "المرسة" وهي الأكلة الأشهر في جازان، بعد مزجه بالموز والسمن والعسل، وهناك من تقوم بإعداد وجبة "المفالت" وهي وجبة غنية بمكوناتها الغذائية عالية القيمة؛ حيث تتضمن الحليب والسمن والعسل، والبعض يفضل تناول الخضير بعد طبخه بالماء سلقاً؛ حيث يضاف إليه الملح، كما يفضله البعض مشوياً في سنابله.
مشاركة :