أيها المسؤولون: لقد قرّبكم الاختيار ونأمل أن يحالفكم النجاح بالاختبار - حمد بن عبدالله القاضي

  • 2/5/2015
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

ولي الأمر من منطلق أمانته ومعرفته بالرجال حرص واجتهد لاختيار الأكفأ والأصلح عند تقليد المسؤولية، سواء كانت إمارة أو وزارة أو مؤسسة. والملك سلمان - حفظه الله- بفراسته بمعرفة الرجال وعلاقته الطويلة والعميقة مع كافة أطياف وطنه، اصطفى من رأى أنهم قادرون بإذن الله على النجاح والعطاء وخدمة المواطن، سواء في تعيينات أمراء المناطق أو التشكيل الوزاري أو بعض تعيينات المؤسسات الحكومية، أو المناصب الاستشارية أو السكرتارية الخاصة. وقد بدأ - حفظه الله- بأركان الحكم معه: تثبيت عضده سمو الأمير مقرن ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وسمو الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وحسبنا بهم رجال دولة وحكم وعطاء وفقهم الله. أما اختياراته للوزارات السيادية بالتشكيل الجديد، سواء من بقوافيها أو أتوا إليها فقد نبع من رؤيته العميقة لحاضر ومستقبل الوطن خارجياً وداخلياً وأمنياً بدءاً من استمرار عرَّاب السياسة السعودية منذ عهد الملك خالد رحمه الله وحتى عهد الملك عبدالله رحمه الله، ذلكم هو الأمير سعود الفيصل الذي يحلق بالسماء أكثر مما يستقر على الأرض من أجل خدمة سياسة وطنه. وسمو الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، وهو رجل العمل والإنجاز والتفاني في تثبيت منظومة الأمن وسط هذه الظروف الأمنية والسياسية التي تحيط ببلادنا، والأمن أساس التنمية، ثم وزارة الحرس الوطني الذي استمر فيها سمو الأمير متعب بن عبدالله، ابن هذه المؤسسة بدءاً من رتبة ضابط حتى تولى سدتها بجدارة. ثم وزارة الدفاع باختيار سمو الأمير محمد بن سلمان الرجل العامل بصمت والمتفاني بإخلاص لخدمة وطنه ومليكه بتخصصه القانوني وممارسته الإدارية واستفادته من الحكيم سلمان بن عبدالعزيز، وكم سعدت بما سمعت عن هذا الأمير الذي جعل خدمة وطنه هدفه بما حباه من إدراك واقتدار إداري واستقامة واتخاذ القرار بعد التثبت، وقد وصفه معالي د عصام بن سعيد رئيس هيئة الخبراء السابق بأنه: ذو سمات قيادية وانضباطية بالوقت، وقد حدثني أكثر من شخص مما عملوا معه ومنهم فأثنوا عليه كثيراً: جدية وتواضعا، وقال أ/ صالح الجاسر عنه في مقال نشره عنه: إنه في عمله بعيد عن الارتجال وأنه يحب العمل كفريق واحد “وفقه الله وأعانه”. ولو نظرنا لهذه الأسماء التي تم اختيارها؛ سواء بإمارات المناطق أو الوزراء أو المؤسسات الحكومية لوجدناها كفاءات وطنية، وقديرة بتأهيلها وتجربتها، سواء في القطاع العام أو الخاص، لهذا ارتاح المواطنون لهذه التعيينات، يستوي في ذلك تدوير بعض الأسماء بين المناصب، أو ضخ دماء جديدة في مناصب أخرى. سأضرب أمثلة لحسن الاختيار الذي ارتاح الناس له ويتحدثون عنه. -1- أمراء المناطق والاختيار الموفق فمثلاً كانت عودة سمو الأمير خالد الفيصل لإمارة مكة المكرمة الذي بدأ بها مراحل الانجاز عودة مباركة ليكمل مشروع الحكومة التنموي لهذه المنطقة الغالية وتاجها “مكة المكرمة” وهو الذي قال عنها: إن تطوير منطقة مكة يبدأ من تطوير الكعبة المشرفة - حرسها الله- ولم لا فتطورها وخدماتها تطال أكثر من ألف وخمسمائة مليون مسلم. وفي منطقة الرياض وواسطة عقدها العاصمة تم اختيار رجل له تجربته الطويلة بالحكم الإداري والمنجز التنموي فضلاً عما عرف به من حكمة، وبعد نظر وحسن منطق، ذلكم هو سمو الأمير فيصل بن بندر بتجربته الناجحة في منطقة القصيم وقبلها عسير وبكل ما عرف عنه من رؤى تطويرية ومن حكمة وحزم. ومنطقة القصيم اختار لها خادم الحرمين الشريفين:سمو الأمير فيصل بن مشعل بن سعود وهو موعود بالمزيد من الإنجاز بتجربته وتأهيله وثقافته وتأهيله العلمي وجميل تعامله، وقد أثبت نجاحاً في إمارة المنطقة عندما عمل نائباً لسمو أميرها؛ فهو ليس غريباً على قيادة المنطقة لمزيد من نماء هذه المنطقة وتطويرها بحول الله. -2- بقاء بعض الوزراء فليس الهدف مجرد التغيير؟؟ وفي الوزارت؛ ففي الشأن المالي استمر معالي د/ إبراهيم العساف في وزارة المالية؛ فولي الأمر القوي الأمين الملك سلمان لم يهدف من التشكيل الوزاري مجرد التغيير بل الهدف الأسمى أن تؤدي هذه الوزارات خدماتها، ومن رأى فيه - حفظه الله - الكفاءة؛ سواء سابقين أو لاحقين اختارهم، وهو الأدرى بعطاءات هؤلاء وأولئك. ومعالي م. عبدالله الحصين بما عرف به من أمانة وإخلاص بقي على رأس وزارة المياه والكهرباء وهو أهل لذلك. ومعالي د/ توفيق الربيعة استمر هو الآخر لما لمسه - حفظه الله- من نجاحه وصدقه، في تحقيق هدف الدولة في توفير العيش الكريم والمواد للمواطن والمقيم دون أن يخشى لومة لائم مادام على حق ومادام ولي الأمر يدعمه، ومادام المواطنون والمستهلكون هم في النهاية من سيتوفر لهم العيش الكريم عندما يتقلص الغش، ويكون حصولهم على ما يريدون في حياتهم بأسعار مناسبة. معالي د/ مساعد العيبان حظي بالثقة هو الآخر وزير دولة وعضو لمجلس وزراء وأناط به - رعاه الله- رئاسة اللجنة العامة لمجلس الوزراء لما حققه من نجاح في العديد من الملفات الوطنية التي أدى الأمانة فيها خير أداء. معالي م/ عبدالله المقبل ابن وزارة النقل وكيلاً، ثم جاءها وزيراً، وقد أبدى نشاطاً ملحوظاً وجهداً كبيراً ومتابعة دقيقة للعمل فرأى ولي الأمر إبقاءه على رأسها. ومعالي وزير العمل م/ عادل فقيه الذي وضع الخطط ومحاور العمل لتوفير فرص العمل لأبناء الوطن وبناته أبقاه حفظه الله ليستكمل ما بدأه بعد تجديد ثقة المليك به. -3- الأسماء الجديدة ودقة الاختيار عندما نأتي للأسماء الجديدة نجد الملك سلمان، فكَّر ووازن وبذل ما استطاع عليه من جهد لاختيار الأسماء المناسبة باستشارة مستسشاريه الأمناء، ومن رآه من ذي الرأي والخبرة بهذا الوطن فضخَّ في مفاصل الدولة أسماء جديدة لمزيد من الحراك التنموي وتقديم أفضل الخدمات لأبناء الوطن ولتضيف هذه الأسماء إلى ما قدمه أسلافهم السابقون. وأضرب مثلاً ببعض الأسماء التي أعرف عنها بعض المعلومات: فمثلاً معالي د/ محمد السويل هو ابن التقنية والاتصالات فقد كان رئيساً لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وقبلها رئيساً لهيئة الاتصالات، ولهذا كان هذا الاختيار الموفق له لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. ود/ ماجد القصبي بخبرته الإدارية والاستشارية وبتجربته الخيرية الناجحة بإدارة مؤسسة اجتماعية كبرى فضلاً عما عرف به من خلق كريم؛ لذا جاء اختياره للوزارة “الإنسانية وزارة الشؤون الاجتماعية” المعنية بأغلى الناس من أيتام ومعاقين وأرامل ومحتاجين. وللوزارة التي تلازم خدماتها المواطن من المهد إلى اللحد: وزارة الشؤون البلدية والقروية اصطفى لها رجلاً له تجربته مشهودة في العمل البلدي والحضري معالي الفاضل م/ عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ الذي عمل سنوات طويلة بالهيئة العليا لتخطيط وتطوير مدينة الرياض ومدير عام المشاريع فيها، فكان له بصمة واضحة على العديد من المشروعات الكبرى بالعاصمة. أما وزارة الصحة، وهي من أهم الوزارات، فقد اختير لها كفاءة إدارية ناجحة وقد حدثني زميله السابق في شركة جدوى للاستثمار أ/ سعد السيف، وقد عمل مع معالي أ/ أحمد بن عقيل الخطيب الوزير الجديد مشيرا إلى قدرته الإدارية والتخطيطية؛ لذا فالمؤمل أن يحقق أهداف عاهل بلادنا في واحدة من أهم الوزارة التي تعني بالمواطن للمزيد من تطوير وجودة وتوسع وانتشار الخدمات الصحية المقدمة لهم في كافة أجزاء بلادنا. وفي مواجهة ملف الجهاز الوظيفي الحكومي، وتوفير البيئة الجيدة لموظفي الدولة ثم اختيار أ. خالد العرج لوزارة الخدمة المدنية بما اكتسبته من خبرة في مجال الموارد البشرية، والعمل الإداري فكان الاختيار له مناسباً بحول الله. وأما الثقافة والإعلام، هذا الميدان الذي يعني بالإنسان وثقافته وتوعيته ناهيكم عن دور هذه الوزارة في بلورة سياسة المملكة وسياستها وثقافة أبنائها ومواقفها؛ فالإعلام والثقافة هما اللذان يصوغان فكر الإنسان داخلياً وخارجياً.. لذا تم اختيار د/ عادل الطريفي لما أثبته من نجاح عملي منذ قيادته لصحيفة الشرق الأوسط الدولية، وقناة العربية بكل ما لهما من تأثير إعلامي وسياسي: داخلي وخارجي. وفي مجال الزراعة تم استجلاب رجل من الميدان نفسه، ومن شركة زراعية متفوقة وهي شركة المراعي ليوظف نجاح هذه الشركة التي كان رئيسها التنفيذي في وزارة الزراعة التي تعني بأمننا الغذائي وهو م/ عبدالرحمن الفضلي. وأخيراً: التعليم الذي يبني الأجيال: إنشاءً وتعليماً وسلوكاًً، وينمي مدارك الإنسان ويستشرف مستقبل الوطن، فقد تم اختيار د. عزام الدخيل بتجربته الإدارية وباحتفائه بالشأن التعليمي قراءة وتأليفاً. -4- الهيئات وكفاءات ذات تجربة؟ وكما تم الحرص على اختيار من أسندت إليهم الحقائب الوزارية فقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أن يختار ويبحث بذات الحرص عن كفاءات وطنية لقيادة الهيئات التي لها علاقة بالمواطنين. فهيئة سوق المال تم اختيار كفاءة وطنية لها تجربتها، وعرفت بنجاحها وأمانتها ذلكم هو معالي أ/ محمد بن عبدالله الجدعان الذي عرفته رجلاً فاضلاً وجاراً أميناً. وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت مناط التجاذب والجدل في المجالس والصحف ومواقع التواصل ها هي تحظى بشخصية فاضلة، وهو الشيخ د/ عبدالرحمن السند الذي سمعت الكثير عن اعتداله وعلمه فضلا عن تراكم خبرته بالميدان الإسلامي، والهدف أن تؤدي هذه الهيئة رسالتها العظيمة باتزان في حراسة الفضيلة والحفاظ على الأمن الأخلاقي. وفي ميدان الطيران والمطارات كان حرص القوي الأمين الملك سلمان على اختيار كفاءة نجحت في عملها الميداني حيث نقل شركة الطيران “ناس” الذي تولى إدارتها إلى أفق من النجاح، وقد كادت أن تفشل قبل أن يأتي إليها فكان اختيار معالي أ/ سليمان بن عبدالله الحمدان لرئاسة الطيران المدني ليكون الرجل المناسب بالمكان المناسب. وأما عاصمة بلادنا؛ فقد اختار حفظه الله لأمانتها معالي م/ إبراهيم السلطان وهو المهندس الذي أثبت نجاحه في المشروعات الكبرى التي تتولى الهيئة تنفيذها من خلال إدارة مشاريع الهيئة العليا بالرياض وإدارة مشاريعها الكبرى بالسنوات الأخيرة، فكان إعطاؤه حقيبة أمانتها موفقاً ومناسباً ليكمل مسيرة العطاء وليضيف إلى منجز من سبقوه بأمانتها. -5- وبعد: لقد انتهى الاختيار وبقي الاختبار، وأقول، كما قلت ذات تغيير وزاري سابق، “أيها المسؤولون: لقد بدأت أبجدية الأفعال بعد أن انتهى ضجيج الأقوال.. إنك عندما تغشى هذه الأيام أي مجلس تجد المتحدثين عن المنتظر من إنجازات ومشروعات من هؤلاء المسؤولين بمواقعهم الجديدة، والمواطنون على حق في طموحهم وانتظارهم وآمالهم فقد استأنفت الوجوه السابقة استكمال مشوار عطائها وجاءت الوجوه الجديدة محملة بالطموح ومعبأة بالأمل والعمل معاً.. وكما يقول المثل الشعبي “بشر الزرع بفلاح جديد” لإنبات زهور عطاءات يانعة في وزاراتهم ومؤسساتهم لتضاف إلى زهور وإنجازات زملائهم الذين خلفوهم في هذه الميادين الوزارية والإدارية. لكن..! علينا كمواطنين ألا نرهق هذه الوجوه وهي في بداية تسنمها مسؤولياتها باستعجال تحقق آمالنا.. لأننا بهذا نحرج هذه الوجوه الجديدة وقد نرسم دوائر الصعوبة في نفوسها فنعطيهم الوقت للإنجاز، وعلينا ألا نلومهم عندما لا يتحقق ما نريد بالوقت الذي نريد.. فالأقوال والتنظيرات سهلة جداً، لكن لو تولينا الأمر وجلسنا على “كرسيهم” لعرفنا صعوبة التنفيذ وشاعرنا العربي الحكيم يقول مع اختلاف المناسبة: (( لا تعذل المشتاق في أشواقه حتى يكون حشاك في أحشائه)) أجل، إنهم يحتاجون إلى الدراسة والوقت والإمكانات.. وهذه الأمور مجتمعة لا تتم في يوم أو شهر. ختاماً: لا أملك إلا أن أدعو الله لهؤلاء المسؤولين الذي اصطفاهم خادم الحرمين الشريفين بالعون والتوفيق. ونتتوق: كما قربكم الاختيار أن يجعل حليفكم النجاح بالاختبار وأن يوفق ويعين خادم الحرمين الشريفين ويشد عضده بولي عهده وولي ولي عهده لتظل بلادنا واحة أمن ودوحة نماء دوما بإذن الله.

مشاركة :