أصبح قلة عدد لاعبي فئة الشباب على مستوى غالبية أنديتنا الوطنية تسبب قلق للمدربين وللقائمين على هذه الفئة التي غالبًا ما يتوجه عناصرها اما للدراسة او سوق العمل او الابتعاد بشكل تدريجي عن ممارسة اللعبة، والذي ترتب عليه تراجع المستوى الفني وتراجع المنافسة بعد ان كانت على أشدها بين الاندية في هذه الفئة على مستوى مسابقتي الدوري والكأس حتى ان العديد من اللاعبين المميزين بفئة الشباب تم الاستعانة بخدماتهم الفنية على مستوى فرق الرجال بشكل جلي وكان لهم حضورهم الفني المؤثر والفاعل، وقد قوبل قرار لجنة المسابقات بالاتحاد البحريني للكرة الطائرة «الذي اعتمد خلال اجتماع الجمعية العمومية الاخيرة» والذي ينص على مشاركة لاعبين اثنين فقط من فئة الناشئين ضمن منافسات فئة الشباب بالموسم الحالي بعد ان العدد المسموح به هو اربعة لاعبين، قوبل بعدم القبول من قبل نسبة كبيرة من مدربي الفئات العمرية لاسبابهم الفنية التي هي محور تحقيقنا هذا، اذ نستعرض خلال الاسطر القادمة رأي كل من مدرب نادي التضامن يونس الهدار، مدرب نادي النبيه صالح فؤاد عبدالواحد ورأي مدرب نادي داركليب حسن خليل، حيث سيتطرقون لأهم الاسباب التي تحتم زيادة عدد اللاعبين الناشئين المشاركين ضمن منافسات فئة الشباب وكذلك لتوصياتهم للجنة المسابقات باتحاد اللعبة من أجل دراستها وتطبيقها الموسم المقبل.عبدالواحد: اكتساب الخبرة والتطوير أوضح فؤاد عبدالواحد مدرب نادي النبيه صالح ضرورة زيادة سقف اللاعبين الناشئين المشاركين مع فئة الشباب حيث ان هناك مكاسب فنية عديدة يمكن جنيها من وراء زيادة سقف عدد اللاعبين ومكاسب تنظيمية تساهم في عدم اعتذار اي من الاندية المنضوية تحت مظلة الاتحاد عن استكمال منافسات الموسم وفي ذلك امثلة كثيرة، موضحا ان فئة الشباب بناديه تضم فقط ستة لاعبين وغالبيتهم ملتزمين بالدارسة الجامعية وهذا ما اوقعه في دائرة الحرج فيما يخص خوض مواجهات المسابقة في ظل اهتمام النادي بالجانب العلمي وتحصيله اضافة للمنافسة، وشدد على ان زيادة عدد اللاعبين الناشئين خلال منافسات فئة الشباب يعمل على تطويرهم وصقلهم واكسابهم المزيد من الخبرات عبر الاحتكاك بفئة عمرية أعلى منهم، ويبرز كذلك مواهبهم أسوة بآلية عمل المنتخبات الوطنية التي تستعين بعدد من اللاعبين ضمن فئة عمرية أعلى منهم. وطالب فؤاد عبدالواحد من خلال الايام الرياضي زيادة عدد المسموح لهم من اللاعبين الناشئين المشاركين في فئة الشباب بالموسم القادم الى اربعة لاعبين بدلا من اثنين فقط للابتعاد عن اي اشكالية على المستوى الفني او التنظيمي، وبعد ان تم اعتماد نظام المسابقة بالموسم الحالي، مؤكدا في نفس الوقت وجود عدد كبير من اللاعبين المميزين بفئة الناشئين الذين يعتمد عليهم على مستوى اندية المملكة والذين سيكون لهم شأن في القريب العاجل، مشددا على انهم كمدربين غير مقتنعن بمحدودية مشاركة لاعبين اثنين فقط من فئة اقل في فئة عمرية أعلى كما هو الحاصل في فئة الشباب خصوصا وان الهدف الاكبر من اقامة المسابقات هو ابراز المواهب تمهيدا لتمثيل المنتخبات الوطنية.الهدار: قرار غير صائب أكد مدرب نادي التضامن يونس الهدار ان حصر مشاركة عدد لاعبين اثنين من فئة الناشئين فقط في الفئة العمرية الاعلى منهم اي مع فئة الشباب قرار غير صائب ولا يصب في مصلحة تطوير اللعبة واللاعبين، وان كل الاندية وبنسبة 100% حسب وصوفه محتاجة لضخ عدد اكبر من لاعبي الناشئين ضمن فئة الشباب، مشددا على ان فئة الشباب هي اكبر فئة عمرية متضررة وذلك لتوجه لاعبيها إما للعمل او الدارسة او ترك ممارسة اللعبة، واضاف نقطة جوهرية وهي انه ومن النظرة الفنية فان فئة الشباب تكتشف من خلالها مواهب اللعبة بشكل أكبر ومدى الاعتماد على لاعبيها مستقبلاً وتطويرهم من اجل تدعيم فرق الرجال، وان تواجد الناشئين في فئة أعلى منهم هو مكسب فني في المقام الاول وضروري للتطوير اذ انهم يكملون النواقص كما هو حاصل على مستوى منتخب الشباب الذي تم تدعيمه بفئة عمرية أقل منه وعلى وجه الخصوص اللاعبين المميزين. كما شدد خلال حديثه بضرورة الاستئناس بآراء المدربين في مثل هذه القرارات المتعلقة بالجانب الفني مباشرة لكي تتضح الصورة بشكل اكبر لدى الجانبين الاندية والاتحاد، وليس اطلاع الاداريين عليها فقط من أجل الحصول على الموافقة، وإن الأجدى من اتحاد اللعبة وهو كله ثقة في القائمين عليه باجراء التغيير الذي يصب في المصلحة العامة وتطوير اللبعة، وكشف يونس الهدار أن ناديه تقدم بخطاب لأمانة سر اتحاد اللعبة في وقت سابق تضمن إعادة النظر في قرار تقليص عدد اللاعبين المشاركين في الفئة الاكبر، إلا أن الرد الذي جاء من جانب الاتحاد نص على ان «لائحة مسابقات للموسم 2018 2019 قد اعتمدت بالاتفاق مع الاندية الاعضاء، وعليه سيتم النظر في طلب النادي قبل بدء الموسم الرياضي 2019 2020»، مشيرا لاحدى السلبيات التي صاحبت الموسم الحالي وهي تباين المستويات الفنية التي قدمها اللاعبين، بناء على قرار لجنة المسابقات وكان بالامكان خلق فارق فني اكبر عبر زيادة عدد اللاعبين الناشئين، ولازال الامل قائم لتعديل هذا القرار من قبل المعنيين باتحاد اللعبة من أجل التطوير.خليل: الاستئنانس برأي الفنيين اتفق مدرب نادي داركليب حسن خليل جملة وتفصيلاً مع ما اشار اليه زميليه يونس الهدار وفؤاد عبدالواحد بضرورة زيادة عدد اللاعبين الناشئين المشاركين ضمن منافسات فئة الشباب على مستوى مسابقاتنا المحلية وبشكل مستعجل وبما يضمن زيادة شدة المنافسة بين الاندية الوطنية، واضاف ان لجنة المسابقات تقوم بعمل جبار في كل موسم من اجل الخروج بمكتسبات جديدة من موسم لاخر وعمل اللجنة واضح للعيان من اجل التطوير، ولكن يجب الاستئنانس برأي الفنيين في جوانب عدة منها ما هو على اتصال مباشر بالجانب الفني حيث يستحسن اخذ رأي الفنيين والاستئنانس بما سيدلون به من آراء حيث انهم الاقرب من الاخرين لعملهم الميداني واحساسهم اصدق من غيرهم بخصوص الاحتياجات التطويرية، واصفا فئة الشباب بانها الحلقة الاضعف من الفئات العمرية للكرة الطائرة. وطالب حسن خليل من المعنيين باتحاد اللعبة بان تتماشى استيراتجية المسابقات مع استيراتيجية تطوير المنتخبات الوطنية حتى تكون الاهداف مشتركة وتكون المخرجات اكثر صلابة تلبي الطموحات، ولفت الانتباه الى ان انسحاب نادي بني جمرة من سباق منافسات دوري الشباب خلال الجولات الاولى من الموسم الحالي جاء بسبب عدم وجود العدد الكافي من اللاعبين الشباب الذين حالت ظروفهم الخاصة من التواجد مع الفريق حتى ختام الموسم بجانب اقتصار الاستعانة بخدمات لاعبين ناشئين اثنين فقط، وهذا ما لم يسعف القائمين على تدارك الامر لسد نواقصها وحتم الانسحاب، مع اشارته لضرورة العمل على زيادة عدد المواجهات في الموسم الرياضي الواحد، حيث الهدف هو خوض لاعبي الفئات العمرية اكبر عدد ممكن من المواجهات الرسمية لتطويرهم.الخلاصـــــة بناءً على ما أشار اليه المدربون الوطنون يونس الهدار، فؤاد عبدالواحد وحسن خليل أصبحت فئة الشباب الحلقة الأضعف بين الفئات العمرية على مستوى مسابقاتنا المحلية للكرة الطائرة وذلك لتوجه العديد من لاعبيها للدراسة او العمل او ترك اللعبة جراء احد السببين الماضيين، والذي حتم قلة اللاعبين المسجلين في كشوفات غالبية الاندية الوطنية مما ساهم في تراجع المستوى الفني لها، وهذا ما يستدعي وقفة جادة من قبل المسؤولين بلجنة المسابقات بالاتحاد البحريني للكرة الطائرة برئاسة حسين حماد، من حيث الاستئناس برأي الفنيين في القرارات التي تهتم بالجانب الفني، وكذلك خلق توازن يقضي بموجبه تعويض قلة عدد لاعبي فئة الشباب على مستوى الاندية، وذلك من خلال زيادة عدد اللاعبين الناشئين المشاركين ضمن منافسات فئة الشباب «الفئة الأعلى» بشكل مستعجل لسد النواقص واتاحة الفرصة امام الوجوه الناشئة لاكتساب المزيد من الخبرات والاحتكاك حيث الهدف هو صقلهم وتطويرهم بما يتماشى ورؤية الاتحاد 2020 المرتبطة باعداد منتخب المستقبل وما بعدها، والعمل على تطوير مسابقتي الدوري والكأس بحيث تزداد من خلالهما عدد المواجهات التي يخوضها اللاعبون بشكل ملحوظ عبر نظام اكثر فاعلية.
مشاركة :