ويبقى الدفتر والقلم

  • 12/29/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تعلّم الإنسان بواسطة القلم ما لم يكن يعلم من معارف وعلوم، قال تعالى: «اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم». هذا ما أشار إليه القرآن الكريم، ورأيناه في حياتنا، فالقلم وسيط بين العقل والورق، وهو الناقل الحقيقي لكل كلمات تدور في الفكر، ففي الكتابة بخط اليد استخدام للعقل بشكلٍ أكبر، فهو مدون للإبداع رغم وجود أجهزة الكترونية تنافس الكتابة بالقلم كالكمبيوتر ووسائل الاتصال الجديدة، إذ أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن تقنية استخدام القلم في تدوين المعلومات تفوق تقنية الجهاز الالكتروني.ولو قلنا إن استخدام الورقة والقلم يتطلب وقتاً طويلاً بعكس الطباعة على الكمبيوتر التي هي أسرع وقتاً وأبسط جهداً، فهذا يزيد من الإبداع، وفيه إتاحة لفهم واستيعاب كل ما يُكتب، وكذلك من حيث الذاكرة فالكتابة بالقلم تساعد على التركيز وتجعلنا نتذكر ما كتبناه لوقتٍ أطول مقارنة مع الكتابة على الأجهزة، فاستخدام الجهاز يقلل من التركيز خاصة للذين يعانون من الاضطراب الفكري ونقص الانتباه، وأظهرت دراسات عدة أن الأطفال الذين يكتبون بخط اليد في طور نموهم لديهم قدرة أكبر على الاحتفاظ بالذاكرة، ويساعد أيضاً الأشخاص المتقدمين في السنّ في المحافظة على ذاكرتهم على مرّ السنوات.فالنتيجة أن القلم يفيد العقل أكثر، ويزيد من الذكاء وتعزيز الذاكرة والاحتفاظ بالمعلومات، أما استخدام الأجهزة المتطورة لا يطور العقول، ولكنه يتميز بتخفيف الجهد واختصار الوقت، وهي ميزة تحمل سلبيات أثبتها الأطباء، حيث تبين أن استخدام الجهاز يؤدي إلى مشاكل صحية، فإنه يصيب العين بالإجهاد البصري، والجفاف، والحساسية من الضوء، والرؤية المزدوجة، وكذلك صداع وآلام في الرأس، وتأثيرات على البشرة، فأشعة الشاشة تسبب شحوب لون البشرة، وظهور تجاعيد الوجه وشيخوخة الجلد مبكراً.إلا أن الواقع يحتم علينا استخدام الأجهزة التي يصعب الاستغناء عنها، ولكن يبقى القلم الأصل الذي يجب أن لا نهجره، فبالقلم تعلّم البشر الكتابة والخط منذ بدء الخليقة، وفي عصرنا لم نبدأ الكتابة إلا به، فاجعل القلم لما فيه إطالة وتعمق فكري، والجهاز للمختصرات حتى تتجنب أضراره، وتنال فوائد القلم. aalsenan@hotmail.comaaalsenan

مشاركة :