الرياض ـ يقدم المركز الوطني للعرضة السعودية التابع لدارة الملك عبدالعزيز طيلة أيام المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 33" للزوار من مختلف الأعمار دورات تدريبية على أصول أداء العرضة السعودية وشرح فنونها التي تتسم بالتنوع والجماليات في الأداء والأهازيج ذات العمق التاريخي والتراثي. وسيكون بإمكان زوار جناح المركز معرفة أساسيات العرضة، ومقبض السيف، واللعب في الصف والدير (السبحة)، وتعلم حركة السيوف ومتى ترفع للأعلى ومتى توضع على الكتف، كما تقدم الدورة شرحاً للراية المستخدمة في العرضة، وشرح (المحورب) وكيفية أدائه والعبارة التي ترددها الصفوف بعد المحورب، كما سيحصل المتدرب على شرح عن أشهر قصائد العرضة، وشرح عن طبول العرضة. وتشهد العرضة السعودية التي يقدمها المركز في جناحه بالمهرجان تفاعلاً كبيراً من الزوار، خصوصا من الأطفال الذين يتفاعلون بعفوية مع إيقاع الطبول وقصائد العرضة الحماسية. يشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أقر خلال ترؤسه الاجتماع الـ 48 لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز لائحة المركز الوطني للعرضة السعودية وفقاً لنظام دارة الملك عبدالعزيز، وتضمنت اللائحة هيئة استشارية مكونة من عدة جهات حكومية، إضافة إلى إقرار تعيين مدير تنفيذي يتولى إدارة المركز، كما حددت اللائحة 3 محاور تنظيمية للمركز وهي: "محور المساندة الإداري، ومحور الدراسات والتطوير، ومحور التنظيم والجوانب الفنية". أقدم حرفي شارك في "الجنادرية" من ناحية أخرى تميزت قرية نجران التراثية بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 33" بتقديم تاريخ وحضارة منطقة نجران ومحافظاتها ومراكزها وذلك من خلال عرض أنماط البناء والطراز المعماري ومختلف أساليب الحياة لدى أهالي المنطقة. وقدّمت القرية صوراً لما تضمه نجران من آثار ضاربة في أعماق التاريخ؛ ومن أهمها الأخدود وآبار حمى وطابع العمران النجراني المميز والفنون الشعبية والحرف اليدوية إلى جانب أبرز المقومات الحضارية والسياحية بالمنطقة. كما تميز جناح نجران بالمخزون والموروث التاريخي العريق في المنطقة الجنوبية حيث يلمس الزائر لجناح نجران القيمة التاريخية والإرث الحضاري لهذه المنطقة، وهذا ما شاهدناه في محمد سالم صانع الخراز وعمره 85، الذي تعلم حرفة الخراز من والده وهو صغير بالسن، ويعتبر أكثر وأقدم حرفي شارك في مهرجان الجنادرية بجميع دوراته الـ 33. ويقول محمد سالم: "كنت أخجل من حرفتي وتركتها فترة ولكن الفقر جعلني أعود إليها مرة أخرى وبعدها عملت بها وربي رزقني وأصبح عندي دخل مادي ممتاز". وتحدث عن مهنته قائلاً، إن الخراز في الماضي كان له أهمية كبيرة في المنطقة لأن الجلود في الماضي كانت أداة لكل شيء لأنها تصنع منها أشياء كثيرة مثل دلو المزارع والقِرَب الكبيرة لنقل الماء والعيبه التي يضعون فيها التمر والأغذية. ويضيف أن ما يصنعه لا يزال مطلوباً وعليه إقبال كبير من الزوار، وكذلك في منطقة نجران لأنه يحاكي الموروث النجراني والثقافي والتاريخي الذي يعشقه أبناء المنطقة. من جانبه، أوضح مخفور سعد فرج أنه يعمل في مهنة الدباغ منذ 10 سنوات، وشارك بالجنادرية أكثر من 6 مرات، وتعلم هذه المهنة من والده وعمره 17 عاماً. وأكد فرج أن هذه المهنة ما زالت مطلوبة بشكل كبير في نجران، معرباً عن أسفه لعدم تعلم أحد من أبنائه هذه المهنة. وتحدث عن دباغة الجلد، وقال: نأخد الجلد ونبلله بالماء ثلاثة أيام وننظف الشعر منه وندبغه وبعدها تُغسل ثم يتم تسليمها للخراز ليصنع منها ما يريد.
مشاركة :