أيام وتودع دولة الإمارات «عام زايد»، فيما إرث القائد وسيرة الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» يبقيان أبد الدهر يدفعان الإمارات إلى الأمام، والمسيرة المظفرة تمضي إلى العلا بجهود القيادة الرشيدة وتكاتف سواعد أبناء الوطن لصون إرث زايد النبيل وتحصين مكتسبات عهد زايد الاستثنائية والبناء عليها حباً وإخلاصاً، وصولاً إلى ما وصلت إليه الإمارات اليوم من نموذج وحدوي متفرد يبهر العالم بتلاحمه وخصوصية العلاقة بين سائر مكوناته، قيادة وشعباً ومقيمين محبين لهذه الأرض الطيبة، وترسيخاً لما تجسده من تجربة تنموية أذهلت القاصي والداني بريادة وسرعة وإتقان إنجازاتها في مختلف المجالات. إن وفاء الإمارات قيادة وشعباً لإرث المؤسس الراحل الشيخ زايد، وبخاصة ذكرى مرور مائة عام على ميلاده، وذكرى الاتحاد العطرة، ليس مجرد مشاعر عابرة أو شعارات وقتية، إنه عقيدة ثابتة ممتدة ونهج عمل مستدام يتشبث به أبناء الإمارات، وتتبناه القيادة بكل إخلاص بغية تجسيد حلم زايد بأن يظل هذا الوطن المعطاء منصة ريادة عالمية وواحة خير وأمن وسلام لأهله ولكل محبيه. على نهج زايد «ماضون على نهج زايد»، عهد إماراتي أطلقته القيادة والشعب منذ اللحظة الأولى لرحيل الباني والمؤسس ويجدده الجميع، وهو يودع «عام زايد»، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» يكمل المسيرة لتكون الإمارات في القمة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، يسير على نهج زايد الخير لتصل الإمارات إلى الرقم «1»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يرسم بهدوء ملامح نهضة وطن وصل إلى عنان السماء. و«عام زايد» رؤية تاريخية لا يطلقها إلا من آمن بأن الباني والمؤسس الراحل صنع التاريخ بإنجازات شكلت منعطفاً مهماً، وحملت تغييراً جذرياً في الواقع ستتذكره الأجيال على مدى العصور، حيث وقفت دولة الإمارات في هذا العام إجلالاً لمسيرة المؤسس الراحل، كما وقف أبناء الإمارات والعالم انبهاراً بقاطرة التقدم والرقي، وهي تنطلق بقوة وثبات نحو مستقبل أكثر رفاهية وتقدماً. عام أكد من خلاله شعب الإمارات أنه أمة وفية لمؤسسها الراحل ومعتزة بحاضرها الزاهر، وأن الوفاء الحقيقي ليس قولاً فقط، وإنما عهد للسواعد التي بنت والتي سارت على درب البناء. لقد تذكر أبناء الإمارات خلال هذا العام كيف أشرق فجر إماراتي جديد قبل 47 عاماً أذن ببدء مرحلة من التطور والتقدم والنماء في كل المجالات على يد المؤسس الشيخ زايد، الذي أخذ بيد المواطن لبناء دولة عصرية قادرة على استعادة مجد الإمارات ودورها الحضاري في المنطقة والعالم تقوم على قاعدة المواطنة والمساواة وحكم القانون والأخذ بروح العصر. 50 عاماً من القيادة الحكيمة ويعتز أبناء الإمارات بذكرى تأسيس الاتحاد، وتولي المغفور له الشيخ زايد رئاسته عام 1971 وبكل ما حققه من أجل وطنهم الغالي، فقد قضى المؤسس الراحل أكثر من خمسين عاماً من عمره في قيادة شعبه، ونجح في توجيه الدفة بسياسة حكيمة متعقلة، كتب لها النجاح في خضم إقليم زاخر بالأحداث والمتغيرات الدولية والإقليمية. وعلى امتداد السنوات الماضية، وبرغم الظروف التي انطلقت فيها مسيرة الاتحاد والنهضة، إلا أن عزم وإرادة المؤسس الراحل الفذة والتفاف أبناء الوطن الأوفياء حوله منذ بداية المسيرة المباركة، وما أحاطوا به الراحل من حب ووفاء وولاء وما بذلوه من جهد في كل المواقع على امتداد أرض الإمارات الطيبة، أينع وآتى ثماره في كل شبر من أرض الوطن. وتمضي الإمارات، وهي تودع «عام زايد» بخطى متسارعة على طريق المجد والنماء بفضل إرث المؤسس الراحل ونهجه المتبع من قبل القيادة الحكيمة التي تقود الإمارات من بعده صوب ضفاف المستقبل الآمن، بعد أن أرسى دعائم الدولة الحديثة، ووطد أركانها في سياق متناغم مع الأصالة والموروث الحضاري التليد. وبالتزامن مع هذا العام تعلو منجزات وتسمو مكتسبات لتضاف إلى رصيد المنجز الإماراتي، الذي بدأه قائد حكيم ثاقب النظر «زايد الخير» قبل أكثر من نصف قرن وعينه على المستقبل فلبى احتياجات الحاضر، فنهضت في الإمارات منجزات حضارية تفاخر بها الأمم. الشورى نهج وطن ومنذ بدايات عهد الشيخ زايد، كانت مشاركة المواطن الإماراتي في التنمية وصنع القرار في مقدمة اهتماماته وأولوياته، حيث حرص على أن تكون للإمارات تجربتها الخاصة في ميدان الشورى والعمل الديمقراطي، ومشاركة المواطنين في صنع القرارات الوطنية، وهي ممارسة حققت الكثير من النتائج الطيبة طوال السنوات الماضية، ما عزز مسيرة التنمية وتطورها، وساهم في إقامة دولة المؤسسات والقانون، وعزز قيم الشراكة وتعدد الآراء في إطار الحرص على تحقيق المصلحة الوطنية. ومن خلال هذا العام، تأمل الشعب الإماراتي أبرز السمات التي ميزت مسيرة النهضة الإماراتية الحديثة منذ أعلن المؤسس الراحل انطلاقها في العام 1971، وهي تلك العلاقة العميقة بين القائد وأبنائه في كل بقاع الوطن، وفي ظل تلك العلاقة الوثيقة احتل المواطن منذ البداية بؤرة الاهتمام، ونال الأولوية في برامج وخطط الشيخ زايد باعتباره أغلى ثروات الوطن، وباعتبار أن التنمية البشرية هي الركيزة الأساسية للتنمية الشاملة والمستدامة. ومنذ اعتلى المؤسس الراحل سدة الحكم في إمارة أبوظبي، ثم رئاسة الاتحاد بدأت الإمارات حقبة جديدة من تاريخها المعاصر، حيث توالت الإنجازات المتلاحقة في جميع المجالات، وكان ذلك القائد هو الأب الحنون الأمين على شعبه وأمته، فعم التقدم والرقي والازدهار دولة الإمارات وسابق الشيخ زايد زمانه. ولم تقتصر النهضة التي تفجرت على التشييد والعمران، بل امتدت إلى بناء البشر وهي الثروة الحقيقية التي طالما آمن بدورها في رقي وتقدم الوطن. استلهام الموروث الزاخر لقد ترك الأب المؤسس في القلوب كافة الخير والمحبة وروح التسامح، ونشر بينها الأمن والاستقرار والحياة الكريمة، التي تنعم بها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، الذي يسير على نفس النهج الذي أرساه المؤسس. إن أحوج ما نكون إليه، ونحن نودع هذا العام هو استلهام موروثه الزاخر من القيم النبيلة، وتعريف الأجيال الجديدة بها من أجل استحضارها والاقتداء بها، لأن هذه القيم كانت وراء ما تحقق على أرض الدولة من إنجازات ونجاحات في مختلف المجالات، وجعلت من الإمارات نموذجاً تحظى تجربتها في التنمية والبناء بالإعجاب والتقدير من جانب دول العالم أجمع. مئوية زايد مضت وستمضي سنوات أخرى، لكنه سيظل في قلوب الناس الذين أحبهم فأحبوه إلى الأبد.. وهكذا العظماء يخلدهم التاريخ.
مشاركة :