أكد مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، أن المواطنة ليست فقط مجرَّد هُوية يحملها الإنسان، أو نشيد يردِّدُهُ، أو معلومات وأرقام يحفظُها عن بلادِهِ ومنجزاتِها، بل هي إضافة إلى كل ذلك ولاء وانتماء، ووفاء وعطاء، وبذل وبناء، وتضحية، وفداء. وأوضح في كلمة له أمس خلال افتتاحه مؤتمر «الشباب والمواطنة.. قيم وأصول»، الذي نظمته الجامعة أن معنى المواطنة الحقَّةَ أوسعُ وأكبرُ من مجرَّد هذا الشعور الفطري النبيلِ الذي لا يكاد ينفكُّ عنه إنسان. وقال: «إن الإنسان بفطرته الربانية جبل على حب وطنه ومسقط رأسه ومرتع صباه، مستشهدا بمواقف المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وحنينه واشتياقه لمكة المكرمة بعد أن أخرج منها». ووصف المواطنة بالمشاركة بين وَطنٍ ومُواطنٍ، بين أرضٍ وإنسانٍ، بين دولةٍ وشعبٍ، مردفا إنّها حالة، من التكاملِ، وتبادلِ الحقوقِ والواجباتِ، والتعاونِ لصُنْعِ مستقبلٍ مُبْهِجٍ، تعز فيه الأوطان بِعِزِّ بنيها، ويَعِز فيها المواطنون بِعِزِّ أوطانِهم. وتساءل موجها خطابه لشباب الوطن: كيف إذا كان ذلك الوطنُ مَهْبِطَ الوَحْيِ، ومَدْرَجَ النبوَّةِ، ومَوْطِنَ المقدَّساتِ، ومُتَنَزَّلَ الملائكةِ بالرَّحماتِ؟ .. وكيفَ إذا كانتْ البلادُ بلادَ الحَرَمَيْنِ، وقبلةَ المصلّينَ، وَمَقْصِدَ ضَيْفِ الرحمنِ؟ وكيف إذا كان الوطن هو: المملكةُ العربيةُ السعوديةُ؟. ولفت إلى أنّ أَرْبَعًا وخمسينَ بالمئةِ من سكانِ المملكةِ من فئةِ الشبابِ، ممّا يَعْني أنَّ دَوْرَهم التَّنْمَوي هو الدور الأهم، ولن يتأتَّى لهم أداءُ هذهِ المهمّة على وجْهِها ما لم يتشبَّعُوا بمفهومِ الوطنيةِ الحقة. وتابع: أن هذا العصر بما يموجُ به من أحداث وفتنٍ وأفكارٍ وأطروحات قد أوجدَ خللاً في الرؤيةِ، وصِراعًا في الهُوِيَّةِ لدى بعضِ الشبابِ والشاباتِ، وهذهِ منزلقات، خطيرة، يتوجَّبُ على الجهاتِ المعنيةِ -والجامعاتُ على رأسها- أنْ تعتنيَ ببحثِها وتقديمِ الحلولِ لها. وأكد الدكتور عساس أنَّ ولاة الأمر في هذه البلاد المباركةِ قد فتحوا لأبنائهم مصاريع خزائنِ الأرضِ، وبذلوا الغالي والنفيس من أجل شباب هذه الأمة، قائلا: «ها هي المدارسُ والجامعاتُ، والكلياتُ، وبرامجُ الابتعاثِ، والتدريبِ، وفرصُ العملِ، والتقنياتُ، واستقطابُ الكفاءاتِ، وبرامجُ البحوثِ والاختراعاتِ، والمؤسساتُ التربويةُ والتعليميةُ والدعويةُ، كل ذلك من أجل الارتقاء بشباب الوطن ورفعتهم» . المزيد من الصور :
مشاركة :