«هلال الرئاسة» يثير جدلا ساخنا في الجزائر

  • 12/29/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تراقب الدوائر السياسية في الجزائر، حركة الصراع داخل الحزب الحاكم حول الانتحابات الرئاسية المقبلة في شهر إبريل / نيسان، رغم أن جميع الشواهد تؤكد أن «هلال الرئاسة  لم يظهر بعد في الجزائر» بحسب التعبير المتداول داخل الساحة السياسية والحزبية، وبينما تتضارب  تصريحات كبار المسؤولين داخل جبهة التحرير الوطني (حزب السلطة الأول) في الجزائر، وفي تناقض يكشف عن حركة الصراع داخل الحزب الحاكم.  ويتابع الشارع السياسي في الجزائر، الوضع  داخل  حزب جبهة التحرير الوطني لتحديد الموقف من الانتخابات الرئاسية المقبلةK وهل يترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة؟ حاصة بعد انعقاد مجلس الوزراء، الخميس الماضي، والذي كان الجميع يتطلع إليه، لمعرفة ما إذا كان الرئيس بوتفليقة سيعلن عن تأجيل الانتخابات وتعديل الدستور، والذهاب نحو مؤتمر وفاق وطني، كما تردد داخل الأوساط السياسية المقربة من قصر المرادية (قصر الرئاسة)، أو يؤكد أن الانتخابات ستجرى في وقتها، واختتم مجلس الوزراء أعماله، دون أية إشارة إلى موضوع الانتخابات الرئاسية لا من بعيد ولا من قريب، وترك عموم الجزائريين تائهين !  غموض المرحلة المقبلة كانت زعيمة حزب العمال، الناشطة السياسية الحقوقية البارزة في الجزائر، لويزة حنون،   قالت قبل أيام، إن الرئيس بوتفليقة سيعلن عن قرارات مهمة بمناسبة انعقاد مجلس الوزراء، وهو ما جعل الكثير من المراقبين يجزمون أن الإعلان عن قرارات مهمة سيتم بمناسبة انعقاد هذا المجلس يوم الخميس الماضي، لكن الذي حدث خيب الآمال، ليستمر الغموض بشأن المرحلة المقبلة، خاصة وأن الرئيس مطالب بتوقيع مرسوم استدعاء الهيئة الناخبة قبل نهاية الشهر المقبل، يناير/ كانون الثاني 2019، والذي لا يمكن أن يتجاوز الـ 24 من يناير/ كانون الثاني على أقصى تقدير، وغالبا سيكون في حدود منتصف الشهر.  ومستجدات «حالة الانتخابات الرئاسية» ـ كما يطلق عليها داخل الدوائر السياسية ـ كشفت عن واقعة أخرى مثيرة أيضا للجدل، بعد نشر الرسالة المنسوبة إلى معاذ بوشارب، رئيس البرلمان و منسق الهيئة المسيرة لجبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم) في الجزائر، وتحمل دعما لترشح الرئيس بوتفليقة  في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي تبين بالنهاية أنها رسالة قديمة وقعها الأمين العام الأسبق للحزب عمار سعداني قبل خمس سنوات تقريبا، لكن هناك من أخذ الرسالة ونشرها موقعة باسم بوشارب وسربها إلى الصحافة، وذلك في الوقت الذي توقف فيه الحديث عن ترشيح الرئيس بوتفليقة إلى ولاية خامسة.   المخاض «معلق» داخل السلطة الحاكمة وسارعت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، بتكذيب نشر الرسالة،والتأكيد على أن الرسالة لم تنشر على موقع الحزب، وأن الحزب قرر التحري بشأن ما حدث، و انها لن تلجأ إلى رفع شكوى أمام الجهات الأمنية المختصة في الجريمة الالكترونية، لتحديد الجهة التي قامت بنشر رسالة مزورة باسم منسق الحزب ورئيس مجلس الشعب معاذ بوشارب.. وترى الدوائر السياسية والإعلامية في الجزائر، أن  قضية الرسالة  تحمل دلائل عديدة منها: انها توحي أن هناك عمليات ضرب تحت الحزام، وأن المخاض الموجود داخل السلطة الحاكمة لم يفصل فيه بعد..وربما قد تكون الرسالة محاولة لتوجيه طعنة في الظهر ضد معاذ بوشارب، باعتباره  «القادم من بعيد»، والذي تحول في فترة وجيزة إلى رئيس البرلمان والمسؤول الأول عن حزب السلطة الأول.  المراقبون في الجزائر يؤكدون أن «الغموض» هو السائد حاليا، وأن هلال الانتخابات الرئاسية لم يظهر بعد، وفي مواجهة حالة الغموض ، بدأت  التساؤلات الحائرةعن حقيقة ما يجري في كواليس السلطة، بشأن تأجيل موعد الانتخابات من أجل تمديد فترة ولاية بوتفليقة، الذي يبلغ 81 عاما من عمره ويتولى أيضا منصب وزير الدفاع لبلاده.. بينما تراجعت دعوات أحزاب ومنظمات الموالاة للرئيس بوتفليقة من أجل الترشح لولاية خامسة.

مشاركة :