الفيصل يصف الطائف بـ«باقة ورد في بستان»

  • 2/5/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يفتخر أهالي الطائف بكتاب صاحب السمو الملكي، الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، الذي صدر تحت عنوان «بناء الإنسان وتنمية المكان»، حيث خصص جزءا كبيرا للحديث عن الطائف، حيث قال سموه في كتابه الجميل: ذهبت إلى الطائف.. ولي فيها ذكريات جميلة في المدينة، التي عشت فيها عشر سنوات ساهمت في بنائي مبكرا، فقد كنت أدرس في المدرسة النموذجية في الطائف التي أنشأها الملك فيصل ـ يرحمه الله ـ وهي مدرسة داخلية إلا لطلاب الطائف.. وكان فيها عدد من الأمراء وكل أبناء الملك فيصل، عدا الأمير عبدالله الذي كان ـ حينئذـ وكيلا لنائب الملك في الحجاز، ثم وزيرا للداخلية والصحة.. بحثت عن المبنى فلم أجده، فقد بني في موقعه عمائر سكنية.. زرت شهار، والردف، وغيرهما من المواقع، التي كتبت فيها أول أشعاري، أثناء ماكنت طالبًا. بحثت عن تلك الروابي والوديان الجميلة.. فوجدت التمدد العمراني قد التهمها، وأفرز بدلا عنها أحياء لا تتناسب وسمعة أول مصيف في المملكة وقيمته، ولم أجد تلك الغدران في وديانها، ولا تلك البطحاء الوردية الجميلة، التي كنا نستمتع بالجلوس عليها قبيل غروب شمس كل يوم طائفي ندي. كانت الطائف- كما أذكرها- شعلة نشاط ثقافي: أدبي، وشعبي، ورياضي خصوصا أيام الصيف، حيث تقام الأمسيات، والمحاورات الأدبية، والمباريات الرياضية.. والعرضات الشعبية.. فلا يكاد يمر يوما في الصيف إلا وهناك مناسبة.. وأذكر الاستقبالات الشعبية في شوارع الطائف، عند وصول قيادات المملكة للمصيف هناك، حيث تقام الحفلات الشعبية والفنية في الشوارع، في كل الليالي الأولى حتى الفجر. واحة الطبيعة في الطائف ـ الكوكب السياحي في مجرة التنمية لمنطقة مكة المكرمة، اتجهنا نحو تعظيم استثمار المقومات الطبيعية، التي حباها بها المولى ـ جل وعلا ـ وترقية المشروع السياحي بالمزيد من عوامل الجذب التنافسية وآلياتها، بترقية الخدمات وتطويرها ليعود البريق الزاهي إلى عاصمة المصائف العربية. باقة ورد وضمن هذا التوجه، كانت منظومة الحدائق والمتنزهات 1ـ حديقة السيل: حديقة ترفيهية تعليمية تم تصميمها لتعبر عن الآيات القرآنية، التي تصف الحدائق والمخلوقات الطبيعية، وحيث الفلك والفضاء الخارجي من أكثر التكوينات، التي ذكرت في القرآن الكريم، تم تصميم حديقة (الفلك) على مدخل حديقة السيل، بشكل يجسم الكواكب الرئيسية في مجموعتنا الشمسية، ويعمل أحدها كقاعدة لمراقبة الفضاء والنجوم بالمناظير، وعبر ممرات المشاة نجد الحدائق ذات البهجة مساحات كبيرة من الخضرة والزهور بشكل يبهج النفس، وحدائق غلبا اشجار ضخمة بكثافة عالية، وجنات تجري من تحتها الأنهار: مجاري مائية تنساب تحت البساط الأخضر. وفي مركز الحديقة المثلثة الشكل فراغ كبير مظلل فيه مصلى وجزء للأنشطة العامة، وبوابات للحديقة على هيئة الجبال الخمسة المحيطة بالحرم المكي الشريف، وفيها مسرح مفتوح للأطفال وساحات لاستعراض أعمالهم الفنية والابتكارات، وحديقة للأنعام، التي ذكرت أيضًا في القرآن الكريم، وفي أقسام فراغاتها الثلاثة مراكز: ثقافية، تعليمية، اجتماعية، رياضية ترفيهية، وحضارية. 2ـ حديقة فرحة وطن: بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزـ يحفظه الله ـ من رحلة العلاج، عمت في أرجاء الوطن فرحة عارمة، فأرادت الطائف أن تجسد هذه الفرحة بحديقة تخلد الذكرى الغالية، في هذا الموقع على شارع شبرا، أحد الشرايين الحركية الهامة في المحافظة، والمحاط بشوارع جانبية كثيفة الحركة. ويجسد المشروع ـ بلهجات كل منطقة ـ تعبيرات عن فرحة الوطن، واتجاهات مناطقه المعمارية، وصورها الحضارية في الحديقة بقطع من الأرض ـ صخورا أو رمالا ـ ومن الأشجار الطبيعية والأزهار المشهورة فيها. 3 ـ منتزه الردف: المساحة الإجمالية المصممة ( 500 ) ألف م2 ـ تطوير مصلى العيد والمناطق المحيطة. «الطائف الجديدة» أحاطها عمارها ـ منذ استوطنوها ـ بـ( سور) يحميها، ولذلك سميت بهذا الاسم، كما ورد ذكرها في قوله تعالى: ( قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) فالقريتان ـ كما ذكر المفسرون ـ مكة المكرمة والطائف. المقومات المتعددة للطائف: مدينة بهذا الثقل التاريخي والثقافي، والمناخ الفريد، وهذه الثروات الزراعية، والمواقع السياحية، وفيها اثنان من مواقيت الإحرام، ومن أفضل المواقع في المملكة لإقامة أودية التقنية، على غرار النماذج العالمية. حدود منطقة الدراسة: تبلغ الحدود الأشمل لمدينة الطائف الجديدة (1200) كم2، ومساحة المنطقة العاجلة، التي يتم وضخ المخطط التفصيلي لها ( 538) كم2. الرؤية والاستراتيجيات: تخطيط مدينة مستدامة صديقة للبيئة، لا تهدف فقط إلى إعادة المكانة الاقتصادية لمحافظة الطائف، كمركز نشاط إقليمي رئيسي، وإنما أيضا لإيجاد سوق تنافسي على المستويين العربي والشرق الأوسط، من خلال توظيف ما بها من مقومات، لإحداث التطور الاقتصادي المنشود والتنمية الاجتماعية المستهدفة. «تحديث المخطط» « الطائف» من أقدم البقع الاستيطانية في جزيرة العرب، وثالث المدن الحضرية ـ قبل الاسلام ـ بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد برزت أهميتها لعوامل عدة منها: جمال طبيعتها، ومناخها المعتدل، وموقعها كمحور رئيس بين مدن المملكة، وميقاتين لقوافل الحجاج والمعتمرين. تبلغ مساحة محافظة الطائف (48096) كم2، وتضم العديد من المراكز السياحية، من أشهرها مركزا الهدا والشفا السياحيان، ويرتبط بها محافظات: رنية، الخرمة، تربة، المويه، وظلم، يتفرع منها (31) مركزا، وأكثر من (2020) قرية، وتحتضن المحافظة مواقع سياحية مميزة، وتزخم بالكثير من المواقع التاريخية الإسلامية: أبنية، سدود، نقوش، وغيرها من الآثار العريقة، وبناء على هذه المسوغات، يقوم تحديث هذا المخطط العام، نظرا لمرور اكثر من (5) سنوات على إعداد المخطط السابق، ولاستيعاب التغيرات التي طرأت على أرض الواقع، وأهمية تنظيم وإدارة التنمية الحضرية، للوفاء بالطلب العمراني والاقتصادي المتزايد. واحة التقنية الكبرى في الطائف في يوم 21/6/1432 هـ تم توقيع اتفاقية تعاون بين إمارة منطقة مكة المكرمة، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، تتضمن قيام الإمارة بالمساهمة مع المدينة في إنشاء واحة للتقنية في منطقة مكة المكرمة، وتم اختيار محافظة الطائف موقعا لها. وقد خصص لإقامة الواحة أرض بمساحة (10) ملايين م2.. وهي أول واحة في المملكة يتم البدء فيها بعد الموافقة على (13) واحة للتقنية في المملكة، ضمن برنامج واحات التقنية الكبرى في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أحد البرامج المهمة ضمن الخطط الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، لتجسير الهوة بين مخرجات البحث العلمي والتقني، وريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية والصناعية. وهذه الواحة تجسد التخطيط الحضري، وتدعم التنمية الاقتصادية، وهي مبادرة لتوطين التقنية وتطوير مشروعات المعرفة في المملكة. ويهتم المشروع بتخطيط: التنمية الاقتصادية، تطوير الشركات والبنية التحتية، المخطط العام التمهيدي، ودواعم التطوير الأساسية، فضلا عن البرنامج الزمني للتنفيذ. وينطلق مشروع الواحة من (3) منطلقات أساسية: 1ـ وجود المؤسسات الأكاديمية والتطويرية والتدريبية، والبنية التحتية 2ـ استقطاب المستثمرين والشركات العالمية والمحلية 3ـ رفع الوعي بمفهوم ريادة الإعمال، وتعزيزه ودعمه، وتأسيس شركات جديدة: صغيرة ومتوسطة. «مطار الطائف الدولي» في التخطيط لمنظومة التنمية للنهوض بمحافظة الطائف ـ في إطارها السياحي الثقافي الاقتصادي ـ ضمن مجرة التنمية للمنطقة، كان لابد من تحويل مطارها الإقليمي من محدودية إمكانياته عن الوفاء بطاقة النقل الجوي المحلي إلى مطار دولي، يفي بالحاجة المتزايدة للنقل الجوي ـ المحلي والدولي ـ اللازم لدعم مشروع النهضة في المحافظة. ويقوم المشروع على مساحة (57) كم2، ويسهم في خدمة الطائف سياحيا واقتصاديا، وتحويلها إلى واحدة من البوابات المهمة إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بعد تحويل الكثير من الرحلات الدولية الجوية إليه ـ ضمنها رحلات الحج والعمرة من دول العالم ـ للتخفيف على مطار الملك عبدالعزيز في جدة، وتزداد أهمية المطار بوجود طريق بري يربط بمكة المكرمة عبر السيل الكبير، ويقع على جانبه ميقات (وادي محرم)، وبذلك يدعم المطار الطائف كمدينة خدمية من الدرجة الأولى للحجاج والمعتمرين، ويسهم في زيادة الربط السياحي بين مدن المنطقة الرئيسية الثلاث.

مشاركة :