خيّمت أجواء الترقب والحذر إثر انتهاء المهلة التي حددتها جماعة الحوثيين للقوى السياسية اليمنية، كي تتوصل إلى صيغة مخرج من الفراغ الرئاسي في البلد، وفيما حبس اليمنيون أنفاسهم، تحسبا لصدامات واسعة، في حال نفّذت الجماعة تهديدها بـ «حلول ثورية» تستكمل بها ما وُصِف بـ«انقلاب على الشرعية». وعلمت «المدينة» من مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة اليمنية صنعاء أن جماعة الحوثيين وجهت رسائل شفوية لعدد من السفارات الغربي والعربية بعدم مغادرة العامة صنعاء، ما اعتبر أنه تحذير لإجراءات تعتزم الجماعة اتخاذه ضد السفراء والبعثات الدبلوماسية العاملة في اليمن. وتأتي هذه المخاوف من المجهول الذي يذهب إليه اليمن في الوقت الذي توقفت فيه الحوارات السياسية التي تجريها المكونات السياسية اليمنية برعاية المعبوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، فيما أغلق شباب من حزبي الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) قطبي تكتل أحزاب اللقاء المشترك، مقرات الحزبين في العاصمة صنعاء ومحافظة اب، وسط اليمن، احتجاجا على الحوار الذي تجريه قيادتا الحزبين مع جماعة الحوثي، باعتبار أن الحوار مع الجماعة يشرعن للانقلاب على الشرعية الدستورية للرئيس هادي وعلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وحذر جمال بنعمر، مساعد ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، من خطورة الأوضاع في اليمن الذي ابتعثته المنظمة الدولية إليه عام 2011، مطالبا بوضع جدل زمني لحوارات القوى السياسية اليمنية، مؤكدا إن «الوضع خطير جدا، واليمن على حافة الانهيار، وإذا لم يتم احتواء الموقف فسوف تدخل البلاد في حرب أهلية». وأكد أنه «لأول مرة في اليمن نجد القبائل تحتضن عناصر تنظيم القاعدة»، ووصف الوضع في جنوب البلاد بأنه «خطير»، وأن «السبب الوحيد لعدم انفصال الجنوب هو تشرذم الحراك الجنوبي وعدم اتفاق فصائله ومكوناته وعدم وجود قيادة موحدة».وطالبت الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن جماعة الحوثي بإنهاء الإقامة الجبرية للرئيس هادي ورئيس الحكومة بحاح وسبعة وزراء من حكومة وإعطائهم حرية الحركة والتنقل من منازلهم في العاصمة صنعاء، وقال القيادي في تكتل أحزاب «اللقاء المشترك»، حسن زيد، ووزير الدولة في حكومة بحاح: إن جماعة الحوثيين ما تزال تفرض الإقامة الجبرية على الرئيس اليمني ورئيس الحكومة وثمانية من وزرائه. وفي سياق متصل، أجلت السفارة الأمريكية بصنعاء العشرات من موظفيها ورعاياها العاملين في اليمن، كما منحت الموظفين اليمنيين إجازة مفتوحة تحسبا لتدهور الوضع الأمني في العاصمة صنعاء والبلاد بشكل عام. وقال مصدر إعلامي إنه تم نقل عدد من العاملين في السفارة، والعشرات من قوات المارينز المكلفة بحماية السفارة، على متن سيارات مدنية لم تعرف وجهتها على وجه التحديد، وكانت القنصلية الفرنسية بالعاصمة صنعاء قد أغلقت أبوابها الأسبوع الماضي، أمام المعاملين إلى أجل غير مسمى نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة صنعاء، إثر تفويض جماعة الحوثيين ما سمته بقائد الثورة واللجان الثورية الحوثية - عبدالملك الحوثي - بترتيب الأوضاع لنقل السلطة واتخاذ ما تراه مناسبا لملء الفراغ الدستوري الذي أحدثته استقالة الرئيس هادي وحكومته،
مشاركة :