كانت عملية تقديم المشروبات في الحفلات التي كانت تقام في لندن أكثر تعقيدا من اليوم، لعدم توفر الكهرباء لصنع مكعبات الثلج ومن ثم الحفاظ عليها من الذوبان.وبحسب ما ذكرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، كان على المقيمين بالمدينة العثور على مصادر أخرى للحصول على الثلج من أجل المشروبات.وبالنسبة لمضيفي الحفلات الذين كانو يسعون للتميز، فقد اعتمدوا على إحضار كتل جليدية من مضيق نرويجي متجمد، وكان يتم شحنها إلى أرصفة لندن، ومن ثم تخزينها بعناية حتى يتم تقطيعها وبيعها.وأضافت الصحيفة أن علماء آثار اكتشفوا مؤخرًا مخزنًا ضخمًا، يعود إلى القرن الثامن عشر، وقد تم نسيان وجوده بالكامل ، ويعتقد العلماء أن المخزن مرتبط بتجارة الجليد التي كانت رائجة في الماضي.ويقول ديفيد سوراور، رئيس قسم المباني التراثية في متحف علم الآثار في لندن، والذي كان يعمل بالموقع: "كان هناك دائمًا إدراك لوجود مخزن ثلجي في مكان ما، لكننا لم نكن متأكدين من المكان"، وأضاف "حتى بعد أن اكتشفنا مكان المدخل، لم نكن متأكدين تمامًا من حجمه"وتم إنشاء المخزن بالفعل في عشرينيات القرن التاسع عشر، عندما بدأ تاجر الجليد والحلويات الرائد ويليام لفتويتش في استيراد الثلج ذي الجودة العالية من النرويج لأول مرة.و في عام 1822، قام لفتويتش برسم خط سير لسفينته التي جلبت 300 طن من المضيق البحري المتجمد، والتي نقلها إلى قناة ريجنت الجديدة ليتم إنزالها في مخزن الجليد من خلال فتحة صغيرة في الأعلى، ثم يتسلل العمال من خلال تلك الفتحة إلى ممر صغير بالقرب من القمة، لتقطيع الكتل عند الحاجة. وبعد عزل كتل الثلج باستخدام التبن، لحمايتها من الشوائب والذوبان السريع، يتم نقلها بواسطة العربات التي تجرها الأحصنة إلى المطاعم والعناوين الخاصة وأيضًا إلى بعض المؤسسات الطبية القريبة.
مشاركة :