يواصل المنتخب القطري الأول لكرة القدم تدريباته المكثفة لمواجهة المنتخب الإيراني بعد يوم غد، الإثنين، وذلك في الاختبار الودي الاخير في المعسكر المحلي الذي يسبق الدخول في غمار نهائيات كأس آسيا التي ستقام في الإمارات خلال الفترة ما بين الخامس من يناير وحتى الأول من فبراير المقبلين. وكان المنتخب القطري قد خاض تدريبا استشفائيا بعد مواجهة المنتخب الجزائري التي خسرها بهدف دون رد في ثالث المباريات التحضيرية للبطولة القارية، حيث كان المنتخب القطري قد فاز على المنتخب الأردني بهدفين دون رد ثم فاز على منتخب قيرغستان بهدف دون رد، لتكون مواجهة المنتخب الإيراني الاثنين هي الرابعة والأخيرة في المعسكر الأخير بحثا عن أقصى استفادة ممكنة في التجربة القوية من اجل الوصول الى كامل الجهوزية قبل ضربة البداية الرسمية بمواجهة المنتخب اللبناني يوم التاسع من يناير لحساب منافسات المجموعة الخامسة التي تضم المنتخبين الكوري الشمالي والسعودي. ويسعى الجهاز الفني للمنتخب القطري الذي يقوده الإسباني فليكس سانشيز الى استثمار مواجهة المنتخب الإيراني بالشكل الأمثل، خصوصا انها تعد الأهم والأقوى من بين الاختبارات الأربعة التي خاضها المنتخب الوطني خلال فترة التحضير، لاسيما انها تأتي بعد إعلان المنتخبات المشاركة عن قوائمها النهائية، وبالتالي فإن الاختبارات التي ستلعب بعد السابع والعشرين من الشهر الجاري تختلف كليا عن المباريات التي لعبت قبل ذلك. وعليه فمن المتوقع ان يلعب مدرب ايران البرتغالي كارلوس كيروش بالتشكيل شبه الرسمي الذي سيخوض البطولة القارية... بعد ان منح الفرصة لكل اللاعبين المدعوين في القائمة للمشاركة في الاختبارات الأخرى على غرار مباراة فلسطين التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله وهي نتيجة تبدو غير مطمئنة بالنسبة للجماهير الإيرانية. ويعني ذلك أن الجانب الايراني سيسعي للفوز في مواجهة المنتخب القطري من اجل كسب دفعة معنوية قبل استهلال البطولة القارية، وعلى ذات المنوال يبحث منتخب قطر عن ظهور لائق ونتيجة ايجابية من اجل استعادة الثقة خصوصا بعد الخسارة غير المتوقعة امام منتخب المحليين الجزائري بهدف دون رد في التجربة الثالثة. وسيكون تركيز سانشيز منصبا على الخيارات المثالية خصوصا بعدما اختار القائمة النهائية عقب ان اخضع كل اللاعبين للاختبار في المباريات الودية السابقة الثلاث خصوصا المواجهتين الاخيرتين امام الأردن وقيرغستان، وبالتالي فإن التوليفة الاساسية هي التي ستظهر امام ايران وستسعى لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة في اصعب واقوى اختبار امام منتخب قدم مستويات مشرفة في نهائيات كأس العالم الأخيرة التي جرت في روسيا صيف العام الحالي. وفي ظل إقامة العديد من المنتخبات معسكراتها التحضيرية في الدوحة، تستضيف العاصمة القطرية سلسلة مباريات ودية في الأيام المقبلة، إذ يلتقي غدا، الجمعة، العراق مع فلسطين، والصين مع الأردن، بينما يقام في 31 ديسمبر الجاري لقاء ودي بين قرغيزستان وفلسطين. وتعتبر البرمجة التي اختارها سانشيز لمباريات المنتخب خلال المعسكر الأخير مثالية، خصوصا انها تحاكي المباريات الرسمية الثلاث التي سيخوضها في البطولة القارية من اجل منح كل اللاعبين في القائمة فرص المشاركة الفاعلة ،حيث سيلاقي المنتخب القطري في البطولة القارية منتخبات لبنان يوم 9 يناير ثم كوريا الشمالية يوم 13 فالسعودية يوم 17 الشهر نفسه. وعرفت المباريات الأربع تنوعا في الاختبارات ما بين المتوسطة والصعبة، ما سيضع اللاعبين بصورة مواجهات المنتخب في البطولة القارية التي ستعرف تدرجا ايضا بمستوى المنتخبات المنافسة، خلافا الى التنوع في المدارس ما بين القوة والمهارة والسرعة. وكان مدرب المنتخب القطري قد اعلن قائمة المنتخب الرسمية للمشاركة في كأس آسيا، حيث جاءت القائمة كالتالي، في حراسة المرمى: سعد الشيب (السد) ويوسف حسن (الغرافة) ومحمد البكري (الخور).. وللدفاع: بيدرو ميغيل وعبدالكريم حسن وطارق سلمان وحامد اسماعيل (السد) وبسام الراوي (الدحيل) وتميم المهيزع (الغرافة) وعبدالكريم سالم العلي (السيلية).. وللوسط: بوعلام خوخي وسالم الهاجري (السد) وكريم بوضيف وعاصم مادابو (الدحيل) وأحمد فتحي (العربي) وعبدالعزيز حاتم (الغرافة) وأحمد معين (قطر) وعبدالرحمن مصطفى (الأهلي).. وللهجوم: حسن الهيدوس وأكرم عفيف (السد) والمعز علي وعلي حسن عفيف (الدحيل) وأحمد علاء الدين (الغرافة). وبذلك يكون قد خرج من قائمة المنتخب الأخيرة: محمد موسي وسلطان البريك ويزن نعيم وعلي عوض وجاسم الهيل ومحمد علاء. وبالنظر إلى جميع المجموعات، سنجد أن المجموعة الخامسة التي تضم منتخبات السعودية وقطر ولبنان وكوريا الشمالية هي الأشرس، وأطلق الكثيرون عليها لقب "مجموعة الموت" بسبب قوة الفرق وصعوبة توقع الصاعدين إلى الدور التالي. وعلى جانب اخر شكلت مسألة ضم لاعب الغرافة تميم المهيزع للقائمة النهائية للمنتخب المشارك في كأس آسيا بعض الجدل، خصوصا ان اللاعب لم يلتحق بجل المعسكرات التحضيرية السابقة التي خاضها المنتخب وتمت دعوته للمعسكر الأخير في الدوحة، بيد أن المهيزع استثمر عدم جهوزية اللاعب محمد موسى بالشكل الامثل. وتعرض محمد موسى لإصابة أثرت عليه فلم يقدر على المشاركة في الاختبارات الأخيرة وباتت جاهزيته للبطولة القارية محل شك بعدما كان أحد الخيارات المفضلة للمدرب سانشيز الذي استدعاه للمعسكر الاوروبي الأخير جراء الخبرة الكبيرة التي يمتلكها والمستويات الطيبة التي يقدمها مع الدحيل سواء في مركز الظهير الأيمن او قلب الدفاع. وشارك المهيزع امام قيرغستان وقدم مستوى طيبا للغاية، ما أعانه على التواجد رفقة المنتخب في البطولة القارية، مع الإشارة الى انه ربما يكون الخيار الثالث في مركز قلب الدفاع بتواجد كل من بسام هشام وطارق سلمان وبوعلام خوخي وبيدرو وهذا الرباعي يجيد اللعب في قلب الدفاع. ومن جانبه أكد علي عفيف لاعب المنتخب القطري أن الجيل الحالي بالمنتخب القطري الأول وصل الى مرحلة مهمة جدا كي يثبت انه قادر على تحقيق الإنجازات على مستوى الفريق الأول تماما كما فعل في الفئات السنية عندما توج بطلا لكأس اسيا للشباب ثم حقق المركز الثالث في كأس اسيا تحت 23 عاما التي جرت مؤخرا في الصين، متمنيا ان يكون هو وزملاؤه من عناصر الخبرة الذين التحقوا بصفوف المنتخب في الآونة الاخيرة خير عون للتوليفة الشابة في المنتخب الوطني لمساعدتها على تحقيق الطموحات والآمال في نهائيات كأس آسيا التي يقبل المنتخب على المشاركة فيها، اعتبارا من الخامس من الشهر المقبل. ولفت الى ان العيون كلها تترقب نهائيات كأس آسيا، وان طموح الفريق القطري كبير في البطولة وربما يصل الى الفوز باللقب، فالجيل الحالي حقق إنجازات لافتة على مستوى الشباب والاولمبي على الصعيد القاري، وبالتالي فإن البطولة القارية تعد مرحلة مهمة من أجل اثبات القدرة على التواجد في المراكز المتقدمة قاريا كما فعلوا في البطولات السابقة التي شاركوا بها. واضاف ان هذه اول بطولة رسمية لمعظم اللاعبين في هذا الجيل، وانا شخصيا متفائل جدا باللاعبين وبالتوليفة الحالية في تحقيق إنجاز لافت يرضي طموحات الجماهير التي باتت تنظر بآمال كبيرة الى المنتخب الوطني عطفا على النتائج التي يحققها الفريق سواء الفوز ببطولة الصداقة ومن ثم تقديم مستويات اكثر من رائعة في الاختبارات الودية خصوصا المعسكر الأوروبي الاخير الذي شهد الانتصار التاريخي على المنتخب السويسري أحد منتخبات الصفوة في القارة العجوز والذي يحتل مركزا متقدما في التصنيف الدولي، ناهيك عن التعادل مع منتخب بحجم ايسلندا الذي فاجأ العالم واوروبا في السنوات الأخيرة. وحول المباريات الودية التي خاضها المنتخب القطري في اطار برنامجه التحضيري لكأس آسيا، أكد عفيف ، ان الوديات تختلف عن الرسميات ، وقال "أنا في هذا الصدد اتفق تماما مع سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن احمد آل ثاني رئيس الاتحاد الذي اكد انه يجب ألا تخدعنا النتائج في المباريات الودية، لكن في الوقت ذاته الاختبارات الودية تمنح الفريق الثقة والحضور الفني والتكتيكي في المباريات الرسمية مع فوارق التعامل بين الرسمي والودي، ولعلي هنا اؤكد أن اللاعبين القطريين يتوافرون على ثقافة عالية جدا تجعلهم قادرين على التفريق بين الوديات والرسميات وعدم الدخول في مسألة فرط الثقة او امور اخرى تؤثر على ادائهم ومستوياتهم الفنية".;
مشاركة :