توصّلت تركيا وروسيا إلى خطوط عريضة لخريطة طريق تعالج كيفية ملء الفراغ، الذي سيحدثه الانسحاب الأميركي العسكري من شمال سورية وشرقها، وصولاً إلى حل كامل للأوضاع في شمال سورية، وفق رؤية موسكو، التي باتت اللاعب الأول على الساحة السورية ومهندس الحل الشامل للحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011. وبعد بوادر مواجهة بين دمشق وأنقرة في منطقة منبج، وبينما واصل الجيش التركي حشد قواته على الحدود بعد أنباء عن دخول قوات سورية حكومية إلى المنطقة، استبقت موسكو زيارة لمستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون لأنقرة وإسرائيل لبحث تداعيات الانسحاب الأميركي، لتعلن اتفاقاً مع تركيا على تنسيق العمليات البريّة في سورية بعد الخطوة الأميركية المفاجئة. وأعلن الاتفاق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، بعد محادثات بينهما في موسكو، حضرها وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو، والتركي خلوصي آكار، وغيرهما من المسؤولين، قبيل قمة ثلاثية تضم روسيا وتركيا وإيران، الدول الضامنة لمسار أستانة، بشأن النزاع السوري مطلع العام المقبل من المتوقع أن ترسم الخطوط العريضة للحل الشامل طويل الأمد للأزمة السورية. ووسط حديث عن زيارة مرتقبة خلال أيام للرئيس الموريتاني محمد ولدعبدالعزيز لدمشق في إطار الانفتاح العربي المستجد على سورية، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، مستشار الأمن القومي العراقي فالح الفياض، الذي حمل له رسالة من رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي. ويعتبر الفياض، المقرب من إيران، العقدة الوحيدة المتبقية أمام استكمال حكومة العراق التي لا تزال بلا وزيرَي دفاع وداخلية، ويرفض الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تسليم «الداخلية» له.
مشاركة :