الأمم المتحدة - حذر المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، من إمكانية تعزيز تنظيم الدولة الإسلامية لمواقعه، بعد سحب الولايات المتحدة لقواتها من سوريا. وقال المبعوث الأممي "إن سحب القوات الأميركية سيوجه ضربة إلى الأكراد بالدرجة الأولى، مضيفا أن الأكراد "مكون مهم جدا في سوريا، ولا يجب أن نتجاهله في أي حال من الأحوال". وأشار دي ميستورا إلى أن الولايات المتحدة تستطيع أن تواصل مشاركتها في تسوية الأزمة السورية من خلال العمل الدبلوماسي. وجاءت تصريحات دي مستورا ردا على إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب عن انسحاب القوات الأميركية المنتشرة في سوريا وتضم نحو ألفي جندي في أسرع وقت واعتبر ترامب الذي يعارض منذ زمن انتشار أميركي في نزاع مكلف، أن وجود القوات الأميركية لم يعد مفيدا لان تنظيم الدولة الإسلامية "هزم تقريبا". ورغم عدم حدوث تغير يذكر على الأرض حتى الآن، إذ لا تزال القوات الأميركية منتشرة ويقول ترامب إن الانسحاب سيكون بطيئا، فيما يسارع المسؤولون الأكراد للبحث عن إستراتجية لحماية منطقتهم من تركيا قبل رحيل هذه القوات. ويسيطر المتشددون على قطاع صغير من الأراضي شرقي نهر الفرات في سوريا حول بلدة هجين التي دخلتها القوات المدعومة من الولايات المتحدة الشهر الحالي. واشتبكت قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية مع الدولة الإسلامية هناك لشهور بدعم جوي أميركي ومساعدة قوات خاصة. وقال قيادي في قوات سوريا الديمقراطية قبل أسبوعين إن ما زال هناك خمسة آلاف على الأقل من مقاتلي الدولة الإسلامية في الجيب وبينهم كثير من الأجانب الذين يبدو أنهم مستعدون للقتال حتى الموت. وبكن مع إعلان تركيا عزمها مهاجمة القوات الكردية وإعلان ترامب نيته الانسحاب من سوريا فإن الوحدات الكردية قد تغير تركيزها من مقاتلة داعش إلى الالتفات للاستعداد لمواجهة الخطر التركي. يبدو أن تركيز القيادة الكردية ينصب على إجراء محادثات مع دمشق وموسكو. ودعت وحدات حماية الشعب الكردية السورية حكومة الرئيس بشار الأسد الجمعة للسيطرة على بلدة منبج لحمايتها من تهديد الهجمات التركية. والجمعة أعلن الجيش السوري في بيان عن دخول "وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها". وتصاعد نفوذ الأكراد في سوريا منذ العام 2012 بعد عقود من التهميش. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي ينضوون فيها على نحو 30 بالمئة من مساحة البلاد، تتضمن حقول غاز ونفط مهمة. وأثارت تهديدات تركية سابقة توترا بين واشنطن وأنقرة إلى أن تم التوصل إلى خارطة طريق انسحبت بموجبها الوحدات الكردية من منبج في يوليو/تموز الماضي. وبدأ التحالف الدولي بقيادة واشنطن تسيير دوريات فيها. وبقيت المدينة ومحيطها تحت سيطرة فصائل منضوية في إطار قوات سوريا الديمقراطية. لكن تركيا تصر على أن المقاتلين الأكراد لا يزالون موجودين. ولم يتضح ما إذا كانت قوات التحالف ستبقى في منبج بعد انتشار الجيش السوري.
مشاركة :