واصل ناشطون من حركة «السترات الصفراء»، أمس السبت، احتجاجاتهم للأسبوع السابع على التوالي، في عدد من المدن الفرنسية، مطالبين باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، شهدت خلالها، صدامات مع قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، اعتقلت على إثرها حوالي 20 شخصاً، في وقت فقدت فيه الحركة زخمها، وتراجعت قوتها في جذب الفرنسيين إلى صفوفها، لكنها لا تزال تتوعد بالحشد خلال رأس السنة.وبلغ عدد المحتجين ألف شخص في كل من باريس ومارسيليا ونانت، أما في بورد فكان عددهم 2400 تظاهروا تحت شعار «ماكرون استقل!». وتراجع عدد المشاركين في التظاهرات التي بدأت قبل شهر ونصف شهر ضد سياسة ماكرون الاقتصادية والاجتماعية، ففي حين كان عدد المحتجين 282 ألفاً في نوفمبر 2018، تراجع إلى 66 ألفاً منتصف الشهر الجاري، في حين لم يتجمّع الأسبوع الماضي أكثر من 38 ألف متظاهر، وفق الأرقام الرسمية.وعزا أعضاء الحركة، هذا التراجع إلى احتفالات نهاية العام، ووعدوا بتحركات أكثر قوة الشهر المقبل، على الرغم من التنازلات الحكومية لهم.وقالت الموظفة مورييل (55 عاماً)، التي تشارك في كل التظاهرات: «نحن صامدون ولو تراجع عددنا. الآن فترة أعياد نهاية السنة والإجازات. سننطلق مجدداً بقوة في يناير». وأكدت المتظاهرة بريسيلا لودوسكي، أن التحرك سيستمر في 2019، وقالت: «نريد استعادة قدرتنا الشرائية، وأن تكون لنا كلمة في صناعة القرار»، مشددة على أن القرارات الحكومية غير كافية، و«يجب إخضاعها لاستفتاء شعبي». واعتبرت الطبيبة كريستيل كامو (49 عاماً)، أن «إعلانات ماكرون؟ لا شيء. قطرة في بحر. ربما يتناول السيد ماكرون الكافيار ونحن الفتات».وتظاهر مئات من «السترات الصفراء» في باريس قرب مقري قناة «بي أف أم تي في» و«فرانس تلفزيون»، منددين ب«الصحفيين المتعاونين». واحتشد متظاهرون على خط الترام، وألقوا مقذوفات على قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع، واعتقلت أشخاصاً منهم.ووقعت صدامات بين متظاهرين وقوات الأمن في مدينتي روان ونانت غرباً،. وأحصت«فرانس برس» حوالى ألفي متظاهر في كل من المدينتين. وأوقف 20 شخصاً في كافة أنحاء فرنسا صباحاً، ووضع 17 في الحبس على ذمة التحقيق.ويرغب المتظاهرون في التحرك ليلة رأس السنة، ويتوقع حصول تجمعات عدة غداً، خاصة على جادة الشانزليزيه في باريس. ووجهت تحركات الحركة ضربة قاسية للفنادق التي لن تكون مملوءة في ليلة رأس السنة؛ حيث إن السياح فضلوا البقاء بعيداً بعد تكرار مشاهد العنف خلال التظاهرات. (أ ف ب)
مشاركة :