ناتاشا لوماس * قد يكون مارك زوكربيرج واحداً من أبرز قادة التكنولوجيا في العالم حاليا إن لم يكن الأكثر شهرة فيهم، ولكنه يعاني أياماً عصيبة بسبب الفضائح التي تعاني منها منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» التي أوجدها وأصبحت الأولى عالمياً بلا منازع. ولكن المشاكل التي ارتبطت بالمنصة مثل نشر الأخبار الزائفة عملت على تخفيض مستوى الثقة فيها شيئا فشيئا، بل تعدى الأمر ذلك ليفقد الكثير من الأمريكيين جزءا من ثقتهم في الديمقراطية.تناولت الكثير من الصحف الأمريكية الكبرى مسألة «فيسبوك» والمشاكل التي أثارتها مؤخرا، وما إذا كان في مقدور زوكربيرج معالجة كل تلك العيوب التي أصبحت معها سمعة «فيسبوك» تتآكل بسرعة كبيرة، وانعكس ذلك في تراجع المستخدمين النشطين للمنصة خلال الفصلين السابقين، رغم ارتفاع أعداد المستخدمين الفعليين. البيانات التي يمتلكها الموقع حاليا يمكن أن تستفيد منها العديد من الأطراف الخارجية لأغراض تجارية، ولكن يمكن لزوكربيرج إيجاد الطريقة المثلى للاستفادة من هذا الكم الهائل من البيانات، بطريقة تخدم المستخدمين أنفسهم، وليس تحقيق المزيد من المليارات من معلومات حصل عليها مجانا.ولكن الجهود التي بذلها زوكربيرج لتوسيع المنصة، يبدو أنها أدت إلى نتائج مختلفة كليا عما كان يريد تحقيقه فعلا. وتعتبر التشابكات التكنولوجية التي نعيشها في عالمنا اليوم إحدى العقبات الكبيرة التي ستحول دون تحقيق خطوات إيجابية فعلية في معالجة الوضع الراهن في «فيسبوك» وتغيير مسارها الكارثي، إلى مسار أكثر سلاسة وفائدة بالنسبة للمستخدمين، ولكن بالنظر إلى حجمها الكبير جدا، وارتباطها الوثيق تجاريا مع العمالقة الآخرين، فإن الأزمات التي تسببت فيها «فيسبوك» يمكن حلها أو منع حدوثها مستقبلاً. تتمثل أولى الخطوات في اتخاذ السلطات الأمريكية خطوات فعلية في التعامل مع مسألة البيانات والمعلومات الشخصية للمستخدمين، والتي تمتلكها وسائل التواصل الاجتماعي وشركات التكنولوجيا الكبرى، من خلال إيجاد آلية عمل مشتركة بين الجانبين بدون أن تشعر تلك المؤسسات بأنها تحت رقابة فعلية، بل عملية تعاون تهدف إلى تحقيق أقصى فائدة ممكنة من أعمالها لصالح جميع الأطراف.السنوات الماضية أثبتت عدم قدرة عمالقة التكنولوجيا على ضبط سلوكها داخليا، وهو ما يستوجب وجود طرف خارجي يشرف على المسألة، وفي حين أن كل تلك الكوارث التي تسببت فيها المنصات الاجتماعية استغرقت نحو عامين، فإن الحل بالطبع سيطول لأكثر من ذلك، ولكنها ستكون الخطوة الأولى في سبيل إصلاح الأضرار الكثيرة التي حلت بسببها. * تكنولوجي ريفيو