في الوقت الذي اجتاحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي صوراً من موقع الحادث الإرهابي الذي استهدف حافلة تقل سياحاً فيتنامين جنوب العاصمة مساء الجمعة، ويظهر فيها هيكل الحافلة وآثار الدماء تكسوه، كانت ثمة لقطات أخرى لمواقع مصرية مميزة تنتشر عبر مواقع التواصل عبر هاشتاغ « #ThisIsEgypt» أي «هذه مصر». وقتل 4 أشخاص بينهم 3 سياح ومرشد الفوج إثر العملية الإرهابية. وفي غضون ساعات، باتت كل من الصور الكئيبة للعملية الإرهابية وأخرى مبهجة لمواقع ونجوم عالمين زاروا مقاصد مصر السياحية وصور المشاركين أنفسهم في مناطق عدة ومنتجعات ساحلية، يتصارعون في الفضاء الإلكتروني، عاكسين وعياً شعبياً تزايد بضرورة المشاركة الإيجابية في مواجهة الإرهاب. غالبية المغردين عبر الهاشتاغ هم مواطنون عاديون، ارتفع عبر سنوات حسهم الأمني، لاستنباط هدف العمليات الإرهابية وسبل مواجهتها، فحين تستهدف مسيحيين، يسارعون إلى عبارات الوحدة الوطنية و»الإرهاب لا دين له» ... لدحض أية محاولات طائفية، وعند استهداف سياح يلجؤون إلى تأكيدات بـ»مصر آمنة» و»هذه مصر» بلقطات تبث البهجة وتسعى إلى امتصاص أي آثار جانبية على السياحة قد تنتج من الحادث. تؤكد إحدى المشاركات في الهاشتاغ ولاء الهواري أن الله اختار مصر ليتجلى فوق أرضها، فكيف يقدر عليها بعض الإرهابيين، فيما اكتفى الغالبية بمشاركة الصور بين المعابد الفرعونية وجولات على النيل، والكنائس والقصور، والمدن الساحلية. وفي المقاصد السياحية المصرية جنوباً، تواصلت حركة السياحة على نحو طبيعي في محافظتي الأقصر وأسوان رغم الحادث الإرهابي، وقال نائب رئيس الجمعية المصرية للسياحة الثقافية محمد عثمان في تصريح لمراسل «الحياة» في الأقصر، إن الحركة السياحية الوافدة للمقاصد السياحية لم تتأثر بالحادث، وأن الشركات تواصل تنفيذ برامج الزيارة لمجموعاتها السياحية على نحو طبيعي. فيما قال ثروت عجمي مستشار غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة في الأقصر وأسوان، إن قطاع السياحة المصري قادر على تجاوز آثار الحادث، دون أي تأثيرات سلبية، وأن تستمر حالة التعافي التي تشهدها مقاصد مصر السياحية، مشيداً بجهود الأجهزة الأمنية في التصدي للجماعات المتطرفة، وإحباط عملياتها الإرهابية قبل وقوعها. وقال سياح أميركيون يزورون آثار الفراعنة في مدينة الأقصر، إنهم مستمرون في زيارتهم لمصر، واصفين حادث السياح الفيتناميين بأنه حادث عادي، وأن الإعلام الدولي يضخم الكثير من الأحداث، وأن الإرهاب بات يقع في الكثير من بلدان العالم. وبحسب أيمن أبوزيد، المرشد السياحي المصري، الذي يرافق السياح الأميركيين، فقد أكدت مجموعة السياح الأميركيين، أن مدينة مثل شيكاغوا، تشهد عشرات الحوادث في كل يوم، وأنهم أكدوا شعورهم بأمن وأمان مصر، ودفء مشاعر أهلها. وكانت مدينتا الأقصر وأسوان، شهدتا تدفقات سياحية هي الأكبر في المقاصد السياحية الثقافية في جنوب مصر، منذ العام 2011. وتأثرت السياحة المصرية بالإرهاب على مدار السنوات الماضية، خصوصاً في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2015، عقب سقوط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء إثر انفجار تسبب في مقتل طاقمها وركابها كافة، وتوقفت على إثره حركة الطيران إلى شرم الشيخ، ما أفقد مصر بلايين الدولارات سنوياً.
مشاركة :