تظاهر مئات من طلاب جامعة «آزاد» في طهران أمس، مطالبين باستقالة رئيس هيئة أمناء الجامعة علي أكبر ولايتي، وهو أيضاً مستشار الشؤون الدولية للمرشد علي خامنئي. جاء ذلك بعد مقتل 9 طلاب وسائق وجرح 28 طالباً، إثر انقلاب باص تابع لفرع العلوم والبحوث، في حرم الجامعة في 25 الشهر الجاري. وحاول مسؤولون في الجامعة تبرير الحادث بإصابة السائق بنوبة قلبية، ولكن تبيّن لاحقاً أن مكابح الباص تعطّلت، علماً أنه متهالك منذ 7 سنوات ولم يخضع لفحص فني منذ أكثر من شهر. ونقلت صحيفة «سازندكي» عن طالب قوله: «سائقو الباصات منهكون أو مدمنون على المخدرات، وشوهدوا أحياناً وهم ينامون أثناء القيادة، وأيقظهم الطلاب مرات». وأفادت معلومات بأن طلاباً جرحى ذكروا أن السائق أبلغهم قبل الحادث أن مكابح الباص قُطِعت، ما دفع كثيرين من الركاب إلى التوجّه إلى الجانب الخلفي منه. وأشارت الصحيفة إلى «قراءة الفاتحة» على أرواح الضحايا، من دون حضور أسر الطلاب، بل بمشاركة المسؤولين المتهمين بالتقصير في الحادث. وأسِفت والدة طالب قُتل في الحادث، لإقامتها «في بلد لا قيمة فيه لحياة الإنسان». وتظاهر مئات الطلاب وأفراد من أسر طلاب قُتِلوا في الحادث، في منطقة ركن الباصات في حرم فرع العلوم والبحوث في الجامعة، حاملين لافتات تطالب بإدانة المقصرين. وهتف الطلاب بشعارات، بينها «المسؤول غير المؤهل، محاكمة محاكمة» و«ولايتي، استقالة استقالة». وكانت الجامعة أعلنت إقالة خمسة من مسؤوليها، حمّلتهم مسؤولية الوضع المزري للباصات. لكن وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) نقلت عن طلاب محتجين أن تلك الخطوة مجرد تكتيك لتجنيب جهات عليا في الجامعة تحمّل المسؤولية. إلى ذلك، تعرّض رجل الدين المتشدد أحمد علم الهدى، ممثل خامنئي في مدينة مشهد، لانتقادات بعد تحذيره في خطبة صلاة الجمعة من «مخطط لفتنة كبرى» في السنة الجديدة التي تصادف الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإيرانية. وسألت صحيفة «قانون»: «ما قصة التكهن بحدوث فتنة كبرى في السنة الجديدة؟ ما هي أسسها ولماذا يركّز أصحاب المنابر على مشروع الحرب الناعمة، في حين أن الهمّ الأول للناس هو الاقتصاد والمعيشة»؟ وأضافت: «إذا كان هناك شيء سيحدث السنة المقبلة، الأفضل أن نكشف تفاصيله وألا نعتبر الناس غرباء». كذلك طالبت صحيفة «همدلي» بكشف تفاصيل «الفتنة» التي يحذر منها علم الهدى، مذكّرة بأن «إمام الجمعة ليس مدعياً عاماً». جاء ذلك بعدما انتهز علم الهدى ذكرى إخضاع الزعيمَين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي لإقامة جبرية عام 2011، مشدداً على ضرورة محاكمتهم، ولو مرّت 80 سنة على تلك الإقامة. وكان علم الهدى رجّح أن «يضيّق العدو الخناق على البلاد عام 2019»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة تبحث عن ذرائع عام 2019 لتحاصرنا اقتصادياً». وتطرّق إلى مشروع قانون أقرّه مجلس الشورى (البرلمان) لتوقيع معاهدة لمكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، معتبراً الأمر «مقدمة لفتنة 2019». وأضاف: «ذلك سيمهد للعلمانية واستهداف المرشد واستخدام العدو أشخاصاً فقدوا بصيرتهم». ووصف نواباً وافقوا على المشروع بأنهم «مغفلون، يضعون إيران في مأزق شديد»، مدرجاً المعاهدة في إطار «مؤامرة من أميركا وأذنابها الأوروبيين الذين يُملون ذلك علينا، كي نوافق عليه في البرلمان، والحكومة تتبعهم».
مشاركة :