بدأت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران فصلاً جديداً من المراوغة لتنفيذ اتفاق استوكهولم، بادعاء تسليم ميناء الحديدة رسمياً أمس (السبت)، وسط اقرار من رئيس البعثة الأممية باتريك كاميرت بعدم صحة ذلك. وقدم وفد الحكومة الشرعية اليمنية، أمس، احتجاجاً رسمياً للأمم المتحدة حول إعلان تسليم الحديدة من قبل الحوثيين. وقال مصدر حكومي: «خلال اجتماع، الجمعة، سلم رئيس لجنة إعادة الانتشار الأممية الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، مذكرة للطرفين طلب فيها أن يقدم الجانبان يوم الثلثاء الأول من كانون الثاني (يناير) 2019 تصورات حول آليات وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار». وأضاف: «خلال الاجتماع أبلغ الجانب الحكومي، الجنرال الهولندي كاميرت رفض أي إجراءات أو تصرفات أحادية، والتأكيد على أن أي قرار يجب أن يتم بالطرق الرسمية وبقرار لجنة الانتشار جميعاً». وأكد المصدر أن تصريحات ميليشيات الحوثي حول إعادة الانتشار في ميناء الحديدة هي محاولة التفاف واضحة على ما تضمنه اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة، «ولا يمكن القبول بهذه الخروقات التي تؤدي الى إفشال الاتفاق». في سياق متصل، منعت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران أمس (السبت)، قافلة مساعدات إغاثية من الخروج ميناء الحديدة في اتجاه العاصمة صنعاء. وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، في تصريح صحافي أمس، إن القافلة الإغاثية تتبع لإحدى منظمات الأمم المتحدة، وتبلغ حمولتها (32) طنا من الدقيق، مضيفاً إن قيادة التحالف أصدرت التصاريح اللازمة بتحرك القافلة الإغاثية وتأمين تحركها من خلال مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بالحديدة، بعد استكمال كافة التنسيقات مع الجيش اليمني. وأوضح أن الميليشيات الحوثية الإرهابية رفضت خروج القافلة الإغاثية من ميناء الحديدة، وكذلك رفضت تأمين الطريق الآمن إلى صنعاء، مما يمثل تعطيلا متعمد وإعاقة للعمل الإغاثي والإنساني. وأكد المالكي دعم كافة الجهود السياسية للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وما تم التوصل إليه في اتفاق السويد. من جهته، أكد المتحدث باسم «الجيش اليمني» في صنعاء العميد يحيى سريع، أن قوات الجيش واللجان الشعبية بدأت منذ الجمعة تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في ميناء الحديدة. وقال في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): «بناء على ما نص عليه اتفاق ستوكهولم وتنفيذا لتوجيهات القيادة فقد بدأت قواتنا منذ ليلة أمس تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار من ميناء الحديدة». وأضاف: «ننتظر من لجنة المراقبة الأممية إلزام الطرف الآخر بتنفيذ التزاماته المنصوص عليها في المرحلة الأولى من اتفاق استوكهولم وهي الانسحاب من الجهة الشرقية للمدينة وبقية الأجزاء الحرجة حسب نص الاتفاق». ونزعت فرق نزع الألغام التابعة للجيش اليمني، مئات الألغام وتفكيك العبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي في الخطوط الرئيسية والفرعية على الطريق الرابط بين الحديدة وصنعاء وطرق أخرى مؤدية إلى مدينة الحديدة. وقال مصدر مسؤول في ألوية العمالقة التابعة للجيش الوطني اليمني: «فرق نزع الألغام بدأت أعمالها أمس، تمهيدًا لعودة الحياة لمدينة الحديدة وتسهيل حركة مرور بعد انسحاب مليشيا الحوثي الانقلابية من المدينة وموانئها». في غضون ذلك، دمرت قوات الدفاع الجوي السعودي، أمس، صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثي باتجاه نجران، فيما أجرى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عملية تحقق ومسح لأسر الأيتام المتضررة من الأزمة في اليمن، وذلك ضمن برنامج الحماية لأسر الأيتام. وشملت عملية المسح 420 يتيما في محافظات صنعاء ومأرب والبيضاء والجوف والساحل الغربي.
مشاركة :