تنوعت الفعاليات والبرامج التي تقدمها قرية نجران التراثية بالجنادرية لزوارها والمشتملة على الألعاب الشعبية بألوانها المختلفة والأنشطة الثقافية في مجلس بيت الشعر التي لقيت إقبالًا من الزوار الذين تفاعلوا مع أحاديث كبار السن والرواة وما يقدمه الشعراء من قصائد متنوعة يصاحبها تقديم القهوة العربية والتمر النجراني. وفي جولة – لواس – في أرجاء قرية نجران برزت الحرف اليدوية والصناعات التقليدية التي تعرض صناعة الجلود بأنواعها المختلفة مثل الميزب والزمالة والمشراب, وكذلك صناعة الجنابي والخناجر والنسيج الذي تصنع منه بيوت الشعر, وصناعة فتل الحبال, بالإضافة إلى عرض التمر النجراني والمسمى “البياض”, كما خصصت القرية أجنحة لجامعة نجران تحتوي على لوحات تعريفية عن الجامعة والخدمات التي تقدمها للطلاب والطالبات والمجتمع, وركنًا آخر لنادي نجران الأدبي وأبرز إصداراتها والخدمات التي يقدمها, وجناحًا لمركز البستنة يعرض من خلاله منتجات نجران من الحمضيات ومنها البرتقال – الليمون – اليوسفي وأنواع مختلفة أخرى, كما اشتملت القرية على أجنحة للأسر المنتجة والمأكولات الشعبية مع عرض يومي للألوان الشعبية التي تقدمها فرقة نجران على مسرح القرية المعد لذلك. ويطلع زوار قرية نجران التي بنيت من الطين, على نماذج لبيوت نجران الطينية كشاهد على الفن والجمال والأصالة والإبداع الإنساني والرؤية الفنية، وامتزاج التراث والحضارة القديمة بالحاضر المشرق. وتتميز البيوت الطينية باختلاف أشكالها ووظائفها، ابتداءً من أول المباني في نجران المعروف باسم “المشولق” وهو عادة ما يتكون من طابقين ويبنى من مادة الطين ويخلط به مادة التبن التي تعطي متانة كبيرة للطين بعد خلطها ومن ثم يبنى بها البيت، ويأتي بعد ذلك النوع الثاني من المباني النجرانية وهو البيت “المقدم” وعادة ما يبنى من دورين فقط وهناك نوع آخر من أنماط البناء في القرية يسمى “الدرب”، وهو تحفة معمارية يتكون من سبعة طوابق وتستخدم العائلة النجرانية القديمة هذا النوع من المباني . وتستخدم في بناء البيوت الطينية، المواد الأولية من الطين وجذوع وسعف النخل والأثل, إضافة إلى استخدام خشب السدر في صناعة الأبواب والنوافذ, حيث يبدأ البناء بوضع الأساس المسمى “وثر” وهو من الحجارة والطين، ثم يبدأ بوضع المدماك الأول وبعد الانتهاء منه يترك لمدة يوم حتى يجف وذلك في الصيف, أما في الشتاء فيترك يومين أو ثلاثة ثم يقام المدماك الثاني وهكذا حتى يتم البناء وبعد الانتهاء تتم عملية “الصماخ” وهو لياسة السقف من أسفل بالطين، والسقف عبارة عن خشب من جذوع وسعف النخيل وأشجار الأثل أو السدر وبعد 15 يوماً يتم البدء بما يُسمى “القضاض” ثم تتم عملية “التعسيف وهو عملية الدرج والتلييس بالطين وبذلك يكتمل بناء البيت الطيني النجراني الذي يحكي عن قصة تلك المباني الطينية قديماً.
مشاركة :