الشيخة حسينة تتجه نحو فوز ساحق في انتخابات بنجلادش

  • 12/30/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تتجه رئيسة وزراء بنجلادش، الشيخة حسينة، نحو تحقيق فوز ساحق في انتخابات عامة، الأحد، شابتها أعمال عنف أسفرت عن مقتل 14 شخصا وسط اتهامات من المعارضة بالتزوير ودعوات لإبطال النتائج. وأظهرت نتائج أوليّة أوردتها القناة 24، التي تجمع النتائج من أنحاء البلاد، أن حسينة تحقق تقدماً واضحاً إذ فازت بـ61 مقعدا مقابل واحد فقط للمعارضة. وفاز مرشحو حزب رابطة عوامي الحاكم بعشرات آلاف الأصوات في بعض الدوائر الانتخابية، وفق ما ذكرت المحطة التلفزيونية. في المقابل، وصف تحالف الأحزاب التي تنافس حزب حسينة الانتخابات بـ”المهزلة” وحض لجنة الانتخابات على إبطال النتائج. وقال زعيم الائتلاف المعارض، الذي يقوده حزب بنجلادش القومي كمال حسين، للصحفيين، “نطالب بإجراء انتخابات جديدة في ظل حكومة محايدة في أقرب وقت ممكن”. وترافق الاقتراع مع أعمال عنف دامية شابت الحملة الانتخابية وتواصلت الأحد رغم الإجراءات الأمنية المشددة والتي نشر بموجبها 600 ألف عنصر أمن في أنحاء البلاد. وقُتل عشرة أشخاص في مواجهات اندلعت بين مؤيدي حزب رابطة عوامي الحاكم وأنصار حزب بنجلادش القومي المعارض، بحسب الشرطة، بينما قتلت قوات الأمن التي أكدت أنها كانت تحرس مراكز الاقتراع 3 أشخاص آخرين.   وقُتل أحد عناصر الشرطة الاحتياطيّة بعدما هاجمه ناشطون من المعارضة، وفق ما ذكر مسؤولون. ويُنسب إلى حسينة (71 عاما) تعزيز النمو الاقتصادي في الدولة الآسيوية الفقيرة خلال حكم استمر عقدا بدون انقطاع، واستقبال اللاجئين الروهينغا الفارين من بورما المجاورة. لكنها متهمة بالتمسك بالسلطة والتضييق على المعارضة، ولا سيما مع الحكم الذي صدر بحق زعيمة المعارضة خالدة ضياء بالسجن 17 عاما. واتهم تحالف المعارضة الأحد حزب حسينة بحشو صناديق الاقتراع واستخدام وسائل أخرى لتزوير النتائج التي ستعلن رسميا الاثنين. وتحدث الناطق باسم حزب بنجلادش القومي سيّد معظم حسين العال للصحفيين عن “تجاوزات” في الاقتراع لملء 221 من مقاعد البرلمان الـ300 التي يجري التنافس عليها. وقال العال إن الناخبين “منعوا من دخول مراكز الاقتراع. وتم إجبار الناخبات على وجه الخصوص على التصويت لصالح +المركب+”، في إشارة إلى شعار رابطة عوامي. “سندلي بصوتك عنك” وقال الناطق باسم لجنة الانتخابات في بنجلادش إس.إم أسد الزمان لوكالة فرانس برس إن الهيئة “تلقت شكاوى عدة عن حصول تجاوزات” مشيرًا إلى أن التحقيق جار في هذا الشأن. وأمرت السلطات مشغلي الهواتف الخليوية بوقف خدمات الانترنت السريعة تزامنا مع الانتخابات “لمنع انتشار شائعات” يمكن أن تثير أعمال عنف. وتوقف كذلك بث قناة مستقلة وتعرض سبعة صحافيين لاعتداءات متفرقة. إلا أن عملية التصويت في دكا جرت بهدوء عموما مع انتشار قوات الأمن في الشوارع وإغلاق معظم الطرق. وقال الناخب عبد السلام 98 عاما، من مركز اقتراع في العاصمة “لم أتخلّف يوما عن التصويت طوال حياتي. ستكون هذه آخر انتخابات أشهدها على الأرجح وأريد مرشحا مناسبا لبلدي”. لكن الناخبين في المناطق الريفية تحدثوا عن تعرضهم للترهيب وأفاد أطيار رحمن أنه تعرض للضرب من قبل أنصار الحزب الحاكم في منطقة نارايان غانج وسط البلاد. وقالت المعارضة إن الاضطرابات هدفها ثني الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم بينما تحدث مسؤولون في مراكز الاقتراع عن نسب مشاركة ضئيلة في أنحاء البلاد. ومع سقوط قتلى الأحد، يرتفع إلى 18 عدد الأشخاص الذين أكدت الشرطة مقتلهم منذ إعلان إجراء الانتخابات في الثامن من نوفمبر. وذكرت الشرطة أنها أطلقت النار على أنصار للمعارضة اقتحموا مركز تصويت في بلدة بشكالي، جنوب، وقتلوا أحدهم “دفاعا عن النفس”.   وفي حادث منفصل، قُتل شخص برصاص الشرطة بعد محاولته سرقة صندوق اقتراع. جو من الخوف وتحتاج حسينة للفوز بـ151 مقعدا لتحقيق الغالبية في مجلس النواب، لكن الخبراء يقولون إن أي فوز يمكن أن تشوبه اتهامات بالتضييق على حملة معارضيها. وتفيد المعارضة أن أكثر من 15 ألفا من ناشطيها اعتقلوا خلال الحملة الانتخابية، ما قوض قدرتها على حشد قاعدة أنصارها. ونددت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ومجموعات دولية أخرى بعمليات القمع مؤكدة أنها أشاعت جوا من الخوف قد يثني أنصار أحزاب المعارضة عن الإدلاء بأصواتهم. وأعربت واشنطن كذلك عن قلقها إزاء مصداقية الانتخابات في الدولة ذات الغالبية المسلمة، فيما دعت الأمم المتحدة إلى مزيد من الجهود الكفيلة إجراء انتخابات نزيهة. واعتقلت السلطات 17 من مرشحي المعارضة بتهم يقولون إنها ملفقة، فيما رفضت المحاكم التي تعتبرها المعارضة خاضعة لسيطرة الحكومة، ترشح 17 آخرين. وتنقلت القيادة في بنغلادش في العقود الثلاثة الماضية بين الشيخة حسينة وخالدة ضياء اللتين كانتا حليفتين قبل أن تصبحا خصمين. وترفض حسينة اتهامها بنزعة سلطوية لكن المحللين يقولون إن حكومتها شنت حملة القمع خشية تصويت الناخبين الشبان لصالح حزب بنغلادش القومي. كما واجهت حكومتها انتقادات في وقت سابق هذا العام لتصديها بقسوة لتظاهرات طالبية حاشدة استمرت لأسابيع. وحسينة هي ابنة الرئيس الأول لبنغلادش الشيخ مجيب الرحمن. وفازت بسهولة في انتخابات عام 2014 التي قاطعها حزب بنغلادش القومي مشككا بنزاهتها. واتهمت منظمات حقوقية إدارتها بخنق حرية التعبير من خلال تشديد قوانين الإعلام وإخفاء معارضين قسرا.

مشاركة :